محمود درويش وسميح القاسم، الرسائل، ط. 2، الدار البيضاء، دار توبقال للنشر، 2015، (ط 1 ، بيروت، دار العودة، 1990).
في ظل ما بات العالم يعيشه من طفرة نوعية في مجال الاتصال والتواصل، لم يعد للخطاب المكتوب على الورق تلك القيمة التي كان يحظى بها في سابق عصوره. لقد هيمنت الرقمنة على أساليب التواصل وغدت لغة “البايت byte” هي الوسيلة الأسرع والأسهل والأنجع للتعبير. ومعها دُقّ آخر مسمار في نعش أدبٍ بدأ يستسلم للنسيان، وبات من الصعب بهذا المعنى الحديث عن أدب الترسل بصيغته الكلاسيكية في العصر الحاضر.
غير إن البحث في رفوف المكتبة الورقية قد يكون له رأي آخر، خاصة إذا ارتبط الحديث فيها عن تجربة متفردة في الشكل والمضمون، وذلك لعوامل منها:
- أن الكتاب الذي نُقدمه يحمل في ثناياه تجربة متفردة لهرمين من أهرام الشعر العربي الحديث. هما: محمود درويش، وسميح القاسم.
- أنه إذا كان اسم الأديبين قد ارتبط بالشعر، فإن هذا الكتاب هو نثر بامتياز، رغم ما تخلله من مقاطع شعرية.
- أنه يبعث الحياة في أدب بدأ يستسلم للنسيان، هو أدب الترسل.
يصدر هذا العمل بعنوان “الرسائل” في طبعته الثانية 2015 عن دار توبقال للنشر بدعمٍ من وزارة الثقافة المغربية ضمن سلسلة “ذاكرة الحاضر”.وقد صدَّرَته دار النشر بكون هذه الطبعة جاءت بمناسبة فلسطين ضيف شرف معرض الدار البيضاء الدولي للكتاب 2015، الدورة21.
قد يجد القارئ في المقدمة التي حملت عنوان “جمرة الفلسطيني” بتوقيع الشاعر محمد بنيس تشريحاً لما بين دفتي الكتاب. مقدمةٌ تُسائل المبنى والمعنى فيه، والغاية منه، يلخصها قوله: “من يقرأ هذه الرسالة لن ينسى. إنها إمضاء جرح يتعاضد فيه الفردي مع الجماعي، والشعر مع الحياة. سفر في الوحدة والشوق والجنون. أهوال الداخل والخارج. من الليل ومن الصباح تأتي. بين حيفا وباريس. بين الوطن ومحتليه. وللمجرة حجرها. ذلك ما تبدأ به الرسائل لتبدأ”[1].
لقد توحّد كلّ من محمود درويش، وسميح القاسم -وهما من شعراء فلسطين- في تجربة واحدة فلم يَتَوانيا عن الغوص في جمرات النار يأخذان منها قبسا ليَخُطّا كتابات على أسوار القلب تُسائِل الهَمّ العربي عن القضية. حتى تتحول الكتابة ذخيرة حيّة تصيب المحتل في الصميم، فينكّل ويقّتل، وينفي خارج أسوار الدار.
هكذا كانت حياة محمود درويش ومعه سميح القاسم، كلاهما ياقوتة سطع نورها في ظلمة الشك العربي، ترسم حدود الكائن والممكن، والواقع والمحال. والرسائل التي بين أيدينا ما هي إلا شهادة على جمرة العذاب التي اكتوى بها العربي قبل الفلسطيني. ولعل ذلك ما يلخصه سميح القاسم في رسالته التي عنوانها “نرسم بحبر الروح سهما واضحا..”: “يخيل لي أن الواحد منا يكتب لنفسه حين يكتب لصديقه، و يكتب عن أخيه حين يكتب عن نفسه، حتى ليختلط الأمر: مَن المرسل؟ من المرسل إليه؟ …
تلح علي الآن فكرة الصداقة… وقد تكون هذه هي المرة الأولى التي أتأمل فيها هذه المقولة البسيطة (صداقة)، و يتضح لي على الفور أنها ليست بسيطةً على الإطلاق. وحين أحاول تعريفها، أكتشف أن الأمر ليس من السهولة بمكان. و أطمح إلى الزعم بأن الصداقة كالصحة، مستنجدا بالقول المأثور (الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، لا يراه سوى المرضى). هل حالفني الحظ؟ لا ليس تماما، فنحن الأصحاء، و نحن المرضى، نحن التَّاج، ونحن العين التي ترنو إليها دامعةً بدخان الروح، حمراء بدخان الغضب…”[2]
هناك أوج تشابه كثيرة بين شاعرينا، في جل تفاصيل الحياة، فسميح القاسم (1939-2014) سُجن أكثر من مرة، وُضع رهن الإقامة الجبرية والاعتقال المنزلي، وطُرد من عمله مرات عدة بسبب نشاطه السياسي، وواجه أكثر من تهديد بالقتل. وكذلك محمود درويش (1941-2008) الذي عاش بعد 1982 منفيا متنقلا بين (سوريا، قبرص، القاهرة، تونس، باريس…).
تتوزع الرسائل إلى ثلاث حُزم جُمعت بين دفتي كتاب، بعد أن كانت نُشرت متفردة في “مجلة اليوم السابع” التي كانت تصدر من باريس.
إنها رسائل جمعت بين عذوبة الشعر، وحلاوة النثر. تروي حكاياتٍ تداخلت في أرجائها كل أنواع المشاعر. حزن، وبؤس، وسعادة بلا حدود ولا قيود. حتى يغدو القارئ ضائعاً، تائهاً، محتاراً، ومشتتاً بين المتعة والألم. متعة لجمالية المتن، وألم من عذاباتٍ توازي كل هموم اللحظة التاريخية التي ترصدها الرسائل.
لا حدود للإبداع عند أديبيْنا، فنحن نعرفهما حق المعرفة، حفظنا أشعارهما، وتشبعنا بمبادئهما. ليس هناك عربي لا يعرف محمود درويش، ولا أحد يجهل سميح القاسم. تعاهد الشاعران على إشراكنا قسراً في معاناتهما، مذ كانا شابين يافعين. يقول درويش في رسالة لسميح بتاريخ (19-05-1986): “اتفقنا على هذه الفكرة المٌغرية منذ عامين في مدينة استوكهولم الباردة. وها أنا ذا أعترف بتقصيري، لأنني محرومٌ من متعة التخطيط لسبعة أيّامٍ قادمة، فأنا مخطوفٌ دائماً إلى لا مكان آخر. ولكنّ تسلُّل الفكرة المشتركة إلى الكثيرين من الأصدقاء تحوّلَ إلى إلحاح لا يُقاوَم. كم تُبهجُني قراءةُ الرسائل! وكم أمقتُ كتابتَها، لأنّي أخشى أن تشيَ ببوْحٍ حميمٍ قد يخلقُ جوّاً فضائحيّاً لا ينقصُني، حتى تحوّلتْ هذه الخشية إلى مصدر اتّهاماتٍ لا تُحصى، ليس أفدُحها “التعالي”، كما هو رائج!”[3].
تضُم الحزمة الأولى رسالتين هما عبارة عن قصيدتين شعريتين. وقد تم تصدير الحزمة بكلمةٍ للناشر تُبين أن الرسائل الشعرية بين شاعرينا كثيرة، ضاع أغلبها، ولم يبق منها سوى هاتين القصيدتين. يقول: “في هذه الحزمة مجموعة من الرسائل والقصائد المتبادلة بين الشاعرين منذ فتوتهما الشعرية والزمنية. ننشر هنا آخر قصيدتين/رسالتين. أما ما تبقى فقد نعثر عليه ذات يوم بين أوراق الشاعرين”.[4]
هي الغربة، وهو الحنين، عنوان عريض للرسالتين. وهو السجن والمنفى الذي ما فتئ يطغى على تفاصيلهما، بين بيروت ولندن، وحيفا وباريس، وتونس. الأولى من سميح القاسم بعنوان “تغريبة”، والثانية من محمود درويش بعنوان “أسميك نرجسة حول قلبي”. يقول سميح القاسم:
“لبيروت وجهان
وجهٌ لحيفا
ونحن صديقان
سجناً ومنفى
للندن وجهان
وجه لحيفا
ونحن رفيقان
حُبّاً وخوفاً
لباريس وجهان
وجه لحيفا
ونحن شقيقان
قمعاً وعسفا
لتونس وجهان
وجه لحيفا
ونحن غريبان
نحن غريبان
نحن غريبان
ما من زمان
وما من مكان
لماذا ؟ لماذا ؟
و أين ؟
و كيفا؟
ووجهٌ … لحيفا”[5]
لقد أراد كُلٌّ من محمود درويش وسميح القاسم لهذه الرسائل أن تكون شهادة على الجرح،على جمرة العذاب في المكان والزمان، من داخل فلسطين إلى خارجها، ومن الخارج نحو الداخل.
في الرسائل تَتَّسع العبارة لتشمل الكائن والممكن، وتنفتح على الأنا والآخر، فتعكس صورة الذات في أحلامها، بماضيها وحاضرها، منهما تستشرف المستقبل في أرض المنفى حيث فلسطين تمارس حضورها، في أمومتها المسلوبة.
الرسائل بهذا المعنى تأريخ لربع قرن من الزمن تقريبا، لم تقوَ كُتب التاريخ على نقله، لأن الكلمة فيها لم تستطع أن تكون الشاهد والحَكمفي الآن نفسه، بينما الرسائل المتبادلة بين درويش وسميح القاسم لا شبيه لها، في مادتها، في شكلها، وفي مضامينها، لأن كاتبها هو الشاهد عليها، يصور عذاباته في مشاهد لا تزويق فيها ولا تنميق، كأنه فوق الخشبة، والناس حشود تتربص، تطل من الشرفات لتقتنص اللحظة العابرة، هكذا يصف سميح القاسم هذا المشهد قائلاً: ” قبل الرد على رسالتك أود تنبيهك الي أننا لسنا وحيدين في حديقة الأسي والتراشق بالياسمين هذه، التي امتشقناها من أضلعنا مثل آدم في طفرته الابداعية الرائعة، إن حشداً كبيراً من الناس يزيح الستائر ويطل من النوافذ المحيطة بنا منتظراً ساعي بريدنا الخاص. ومن المدهش أن بعض القراء يكتشفون في رسائلنا ويستشفون منها أموراً لا أشك في أنها لم تخطر لنا علي بال، ولا بأس في ذلك”.[6]
قد نعتقد مع بداية قراءتنا للرسائل، أنها سوف تأخذ منحىً موجَّهاً، يتحكم فيه القارئ، حيث يفرض سلطته على المؤلِّف فيُسايرَ رغباته، حتى تفقد الرسائل توهجها الذي انطلقت به منذ البدء. لكن هذا الرأي سرعان ما يتلاشى ثم يندثر شيئاً فشيئاً مع توالي القراءة. حيث الرغبة في الكتابة أقوى، والمحبة والأخوة والصداقة تملي حروفها، من الذات، إلى الحياة ثم الكون. يقول محمود درويش: “إلى أين تأخذنا هذه الرسائل، هذا النصّ المفتوح على البداية والنهاية. ما البداية وما النهاية؟ وما قيمة هذا السؤال؟ إنها سجلّ سيرة عفوية، على مرأى من الناس.. كتابة على الأرصفة والحيطان.. شكوى النفس لأختها النفس. لا تخطيط لها ولا منهج، وإن كنتُ أتدرّبُ فيها على اختبار ما بلغتُ من فطام. هل هي شبه ورطة جميلة؟”[7]
تتكون الحزمة الثانية من تسع وعشرين رسالة مؤرخة بين 1986 و1987، ورغم ما يقره فيها محمود درويش من تقصير في الكتابة في أولى رسائلها، إلا أنها تعبر عن الهدف والمغزى من الكتابة، وإذا كان حس الرقابة على مضامينها يدفع محمود درويش إلى التصريح بأهمية المحافظة على الصورة النمطية التي أعدتها المخيلة العامة للقراء، فإن سميح القاسم يدعوه إلى البوح، لأن هناك من هو أقدر على تشويهها منهما، يقول في إحدى رسائله: “… هكذا تقول في رسالتك، هديتك الرائعة لي في يوم ميلادي المروع، لا بأس عليك أخي الحبيب.. فهناك من هم أقدر منا على تشويه صورتنا النمطية هذه. أما نحن فما علينا إلا أن نرمم المخيلة العامة”.
إن هذه الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم، تتجاوز الجرح الفلسطيني، وتدعو القارئ العربي إلى الانخراط في بناء فهم جديد للقضية. فهمٌ يتولد عنه خلق تصور نضالي متعدد الوسائل والاستراتيجيات.
إن القارئ العربي مدعو بشدة لأن يكون جزءاً من القضية، بكل تفاصيلها، بل أن يكون القائد للخط النضالي المتصاعد في كل الاتجاهات، أن يسمع ويذيع الصوت المكتوم للعذاب الفلسطيني، أن يقف وسطاً ليفتح المعابر، وينير السراديب والممرات المخفية، لأن القلم صوت من لا صوت له في زمن الصمت، نثراً وشعراً، يحرص من خلاله على أن لا تنسى القضية فتغدو مِلَفاً في دهاليز الرفوف الأممية. “لقد تعلّمت الأمّة نعمة الصمتِ الحكيم وتعلّم الإسرائيليون بعضَ التقاليد العربيّة وفي مُقدّمتها ردّة الرجل إلى بيت العروس. شمعون بيرس في القصر الملكيّ المغربي. معمّر القذافي لا يصدّق. لا يصدّق إلى الحدّ الذي جعله يصدّق أنّ هذه الزيارة مُخالفة لاتفاق الوحدة الموقّع في وجدة!أمّا جامعة الدول العربية فإنها ما زالت مشغولة في البحث عن ميزانية لتشييد مبناها الجديد اللائق بوضعها الجديد. شلوم عزيزي سميح شلوم. ولكنني لا أظنّ أنّ من حقّ السادات أنْ يفرحَ كثيراً فما زال في رزنامة العرب ما هو أشدّ سواداً”[8].
لا تحتاج القضية الفلسطينية، اليوم، إلى دعم اجتماعي واقتصادي بقدر ما تدعو الرسائل إلى القطع مع أنصاف الحلول، لأن الانتكاسة التي تعيشها القضية ومعها الفلسطينيون، لم تكن نتيجة تقصير من الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه، وإنما كان للأطراف العربية المتدخلة في الشأن الفلسطيني دور رئيسي في استفحالها.
من هنا تأتي الرسائل المتبادلة بين محمود درويش وسميح القاسم لتكشف عن القلق اليومي
في شكل مسترسل، تتوالى تفاصيله دون أن يكون لعنصر من عناصرها الغلبة على باقي هموم وانشغالات درويش وسميح، لأن القضية عندهما كل لا يتجزأ.
رسالة أولى. الوطن ينتظرك. خذ القصيدة عني. الصمت الجهوري. أخطاء وخطايا. نحن أَم ابن زريق. يهطل المطر وتنبت الحقيقة. للأسى سماء من طيور. وداعا أنا مسافر في! شقاء يوم الثلاثاء. والدكتاتور. هذه بعضٌ من عناوين الرسائل التي أثثت فضاء الحزمة الثانية تتغذى من الكتابة النثرية كما تستمد ألقها من الشعر. فالشعر مفتاح الروح، تنطلق العبارة فيه ملونة بانزياح لا يستقر إلا في أعماق الوجدان. والشاعر حامل النار هو الذي يكتوي بها، ومع ذلك لا يفرط في دوره اليومي. يقول محمود درويش في رسالة “تصور أنك تأكلني”: “وما هو دورك أيّها الشاعر العربي، في معركة الدفاع عن الجنس البشري من خطر الفناء؟
ما هو دورك؟
لا أريد الجواب
لأنني لا أريد مزيدا من العذاب
ولا مزيدا من الاغتراب.
ولكن، لا تأكل أولادك، مهما كانت الأسباب!!”[9]
الرسائل لعبة شاعرينا المكشوفة للآخر، تتجاوز معنى الرسائل الإخوانية لتنفتح على العالم مقدمةً شكلاً جديداً لأدب آخذٍ في الاندثار.
الرسائل القومية. الرسائل الوطنية. إن كانت هذه التسمية صحيحة فذلك ما يمكن أن نصف ما قام به محمود درويش وسميح القاسم في هذه الرسائل. فقد ألبسا هذا الأدب ثوبا جديدا قابلا للتّشكّل وفق تصور القارئ، بعيداً عن تدخّل الذات فيه، حيث الصوت المدوّي من داخلها مسموع في كل الأرجاء.
في الحزمة الثالثة من الرسائل نجد كُلاّ من محمود درويش وسميح القاسم يتجاوزان منحنيات الشك والانتظار إلى منحنى البوح والأمل وإعادة التشكّل والبناء. يقول درويش في رسالة عنوانها “منذ البداية”: “تُرى، هل تَرى كيف لا تُقاسُ الظواهرُ كلّها بالمقياس إيّاه. ففي وُسع القصيدة أن تنجو من قصف الطائرات، دون أن تتمكّن من إسقاطها، ولكنها تتابعُ نموّها التدريجيّ في وجدان شعب يحوّلها إلى طاقة.
فمن هم الباكون على مصائرهم في هذه الذكرى.. ذكرى انتصار الدبّابة على المحراث الخشبيّ؟ من هم الذين ينظرون إلى الأمام بخوف، دون أن تتمكّن القوّة العسكريّة العمياء من إبداع نِتاجها الأدبيّ المُوازي، ودون حاجةٍ ماسّة إلى إجراء المقارنة معنا، نحن الذين صحوْنا ذات يومٍ على خرابنا المُفاجئ، لا نملكُ من الدنيا غيرَ إعادة ترميم ذاتنا من أدواتٍ تُشبهُ الهواء. لا كتاب لنا، ولا حقل، ولا ثور، ولا فضاء. أين كنّا، وأين صارتْ ثقافة الاحتلال؟”[10].
الانزياح. جمال اللغة، ونقاء العبارة، ونفاذها، صفاء التعبير، وسلاسة الأسلوب. هذا طبع الرسائل؛ فيها يتداخل الشعري في النثر، والعقلانية في العاطفة، وتصبح الكتابة تلوينات من عذابات الذات، ترتشف من عبق الروح. والقارئ متعطشٌ للارتواء، لمزيد من اللذة الغامرة، ليَحْيا وسط هذا الجوّ القاتم، حيث الحياة تبدو خلف عاصفة من ضباب، والمرسل يُحيي ذاته بالكتابة، والانتظار يُوَلّد شغفاً ما بعده شغف.
هكذا تصنع الرسائل كينونتها، وتبوح بكنهها وجوهرها. إنها دعوة مفتوحة لسبر أغوار الذات الحالمة بالوطن، والأرض، فيها تحيا، ومنها يسترسل النشيد.
[1]الرسائل. ص.11. [2] الرسائل. ص.54. [3] الرسائل، ص.33. [4]الرسائل، ص.13. [5]الرسائل، ص.25. [6]الرسائل، ص.86. [7]الرسائل، ص.90. [8]الرسائل، ص.60. [9]الرسائل، ص.138. [10]الرسائل، ص.149.