يحيى الغزال)، الرحلة الحجازية (ابن جبير)، الرحلة العجائبية (أبو حامد الغرناطي)، الرحلة العلمية (القلصادي)، الرحلة الاستطلاعية (ابن يونة التطيلي) والحرْكة (ابن الحاج النميري.) اعتبرنا في البداية أن الرحلة نوعا سرديا ينضوي تحت جنس أكبر هو السرد، وذلك نظرا لتقاطعه مع مجموعة من الأنواع السردية، إلا أنه ينفرد بخصوصية تجعله نوع سردي قائما بذاته وهي بنية السفر. وقد كان الالتجاء إلى المقصد من السفر في كل رحلة لتحديد الفروق بين الأنواع.
واخترنا لأجل ذلك مكونات بنيوية متحولة تنظم كل النصوص الرحلية، باحثين عن طريقة توظيف كل نوع لها، وهذه المكونات هي المسار والوصف والسرد وصورة الآخر والزمان والمكان. وذلك عبر استقراء النصوص والوقوف على تجليات هذه المكونات فيها. وأمكن ذلك من إبراز خصوصيات كل نوع، والسمات العامة التي تتقاسمها، وإظهار الخصوصية الأندلسية داخلها.
وكانت أهم خلاصات البحث أن هذه الرحلات تبين، بتشابه أنساقها الفكرية، أن الأندلس كانت مرتعا خصبا لتعايش الديانات والعصبيات. فهي تقدم صورة مصغرة عن السياق الأندلسي العام، والذي تحكَّم فيه الوضع الجغرافي المنعزل للجزيرة الأندلسية بشكل كبير، والذي أفرز تحولات في الشخصية الأندلسية في علاقتها مع الآخر. وهذا ما أدى إلى بروز هوية أندلسية موسومة بالانفتاح الحذر مع التمسك بالوطن. كما تميزت هذه الرحلات بسيطرة النسق الديني كنسق مهيمن في العصر الوسيط، فكان الرحالة يحرص على إيجاد سند ديني لرحلته.
هذا وقد عكست الرحلة الأندلسية مختلف التصورات التي كانت سائدة خلال العصر الوسيط، ومنها الاهتمام بالعجائب فكان الاهتمام برسم صورة للكون أمرا مشتركا بين كل الثقافات… وهو ما يعني أن الإواليات الذهنية واحدة على امتداد المعمور، وأن النص الأندلسي نص إنساني
شكرا على الرد وأرجو المزيد واعانكم الله على نشر العلم