ديبورا ليفي، السباحة إلى المنزل (رواية)، ترجمة نورة البلوشي، مراجعة أحمد البكري، الكويت، منشورات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 2014.
“السباحة إلى المنزل” قِصَّة تعجُّ بالمفارقات الإنسانية، خَطَّتْهَا يد الروائية ديبورا ليفي البريطانية من أصول جنوب إفريقية، ونشرتها في 10 شتنبر من العام 2012، وهي من الرِّوايات القصيرة التي تناولت تجارب من يرزخ تحت وطأة قيود الماضي. وكان الاستقبال النقدي للرواية مشجعا جدا بسبب تيمتها ومفارقاتها، فقد تم وضع الكتاب في البداية على القائمة الطويلة لجائزة مان بوكر، وتم إدراجها لاحقا ضمن القائمة القصيرة لنفس الجائزة. كما تَمَّ تصنيفها في قائمة الجائزة الفصلية وينغات أيضا، وقد ترجمت بسبب شهرتها إلى لغات عديدة ومنها اللغة العربية، حيث صدرت عن الهيئة العامة للآداب والفنون، ضمن سلسة إبداعات، عدد أكتوبر، من سنة 2014.
رواية “السباحة إلى المنزل”، التي حازت على جائزة مان بوكر للقصة القصيرة للعام 2012 حميمية في تفاصيلها، رشيقة وشيقة وغير متوقعة نهايتها. مثلها في ذلك مثل رواية “الإحساس بالنهاية” لمؤلفها الروائي الإنجليزي جوليان بارنز، التي حازت بدورها جائزة مان بوكر لعام 2011، وكذا رواية “طوارق” للإسباني ألبرتو بانكث فيكيرا، إذ لا يستطيع القاريء فَكَّ ألغازِها المُحيِّرَة قبل أن يقرأ الصفحة الأخيرة، ولهذا فهي تنشد الصَّبُور الذي لا يترك الرواية قبل أن يُتْمِمَ جملتها الأخيرة.
إن المتعة المُغْرية لِحبكة ليفي تتجلى في قدرتها على خلق مشاهد بسيطة لكنها خادعة ومستعصية على التنبؤ. كل شيء يجري حول حوض السباحة داخل الفيلا، وفي الطرق المجاورة لها، وكذا بالمقهى المجاور. ليفي تُحَرِّكُ الشخوص داخل وخارج التركيز المطلوب توفره في القارئ كما يحرك اللاعب بيادق الشطرنج، فدائما هناك عودة قسرية بالقارئ إلى الماضي ليستوعب الحاضر، حيث تغوص الرواية في صراعات إنسانية يهيمن فيها المستور الخفي على الواقع المعاش.
تجمع الروائية ديبورا ليفي بين البراعة اللغوية والتألق التقني والشعور القوي بما يعنيه أن تكون على قيد الحياة، فالسباحة إلى المنزل تمثل في حد ذاتها اتجاها جديدا لكتابة متميزة وجديدة في الأدب المحكي. ففي هذه الرواية الممتعة، تبقى المخاطر هي أكثر قوة للشعور بالراحة والاسترخاء أثناء القراءة، مع استحضار متميز وواع لمفاهيم التحليل النفسي العلاجي.
ولعل ما أعطى تميزا لهذا العمل المُلفت للنظر تمرس الروائية والكاتبة ديبورا ليفي في كلية دارتنغتون للفنون المتعددة بانجلترا، حيث بدأت الاشتغال منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي على كتابة عدد من المسرحيات التي لقيت استحسانا كبيرا لصرامتها الفكرية وخيالها الشعري وتشخيصها البصري الفذ. وحتى الوقائع في روايتها هذه، والتي تَحْدُثُ في فيلا هادئة بالجنوب الشرقي لفرنسا من العام 1944م تبدو وكأنها مبنيَّة لأجل الإخراج المسرحي والسنيمائي، فالفصول موجزة والشخوص محدودة والمشاهد تتسارع وتتطور بشكل شبيه بأداء مسرحية دقيقة على خشبة. تدور النقاشات والحوارات حول الأسرة، وحول وضعية الطبقات المتوسطة، وعن الصداقة والحب، وتعقيدات العلاقات الزوجية وأسرارها ونتائج فتورها في مقتبل العمر. وتتطرق لمسألة عدم الثقة بالنفس، وتبقى التيمة الرئيسة التي تناولتها تأثير الماضي على الحاضر، وتأثير المرض العقلي على الذين يبدون في الظَّاهر على ما يُرام.
استفادت ليفي من أطروحات مدارس التحليل النفسي الفرويدي خصوصا(1)، فروايتها غارقة في مفاهيم عن الرغبة الجنسية والرهبة من الموت والمرض(2)، ولم تظن الكاتبة أن تحصل روايتها هذه على جائزة القائمة القصيرة “مان بوكر” لتوقفها عن كتابة الروايات منذ خمس عشرة سنة، حتى أنها كافحت لأجل حيازة ثقة ناشر في إنجلترا قبل أن يتم انتقاؤها من طرف دار نشر متواضعة جدا، بَيْدَ أن فوزها بالجائزة الأعلى التي تُمنَح للأعمال الأدبية في بلدها جعل كثيرا من دور النشر الشهيرة تشعر بالحسرة والندم على تفويت فرصة تبنيها وطبعها، في الوقت الذي حققت فيه دار “آند أذر ستوريز” أرباحا مريحة وشهرة بسبب الطبعات المتعددة لهذه الرواية وحقوق نشرها وترجمتها.
الحبكة مثيرة جداً والقصة قصيرة وبسيطة لكنها مراوغة وصادمة. تبدأ الأحداث بشكل متسارع منذ اللحظة الأولى، وجميع التفاصيل في الرواية تبدو غير مهمة للوهلة الأولى، ولكن يتضح لاحقاً بأنها قِطَعٌ رئيسية من اللغز وعقدة الرواية، فكل شيء في السرد ومهما كان بسيطا له دلالات معينة وعميقة في تسلسل الأحداث أثناء تشعبها، حَكْيٌ بإيقاع مثير وشبه بوليسي، رواية مفعمة بالتفاصيل الصغيرة المدهشة التي تمهد للنهاية المفاجئة واللامتوقعة. ففي كل فصل تصل الكاتبة بالحبكة إلى الذروة قبل أن يتفاجأ القارئ بالتغير المقصود في اتجاه الضد المُناقض، والأمر هنا يتعلق بلعبة الشد والجذب، حيث تتصاعد كل مرة الأحداث ثم تخبو بتغير المعطيات. فالكتاب كله يبدو على وشك الانفجار في كل صفحة، وعلى القارئ مقاومة رغبته بالإسراع في القراءة ليكتشف ما سيحدث بعد مشوار كيتي وجو الذي يبتدئ في السيارة على طريق الجبل الملتوي، ذلك أن السباحة إلى المنزل يجب أن تُقرأ بتمهل شديد كما يؤكد مترجم العمل في تقديمه، ففي هذه الرواية تبدو فكرة المنزل غير واضحة الملامح، والسلامة فكرة مستبعدة جدا، ويُغلق القارئ العمل وهو غير راض بتاتا عن نهاية أحداث القصة، فهو مصدوم وقلق من النهاية المأساوية، ولو كانت لديه القدرة على تغيير مسارها لفعل. يتعلق الأمر بتجربة ممتعة لكنها مقلقة في الآن نفسه.
ما هو الضرر الذي يمكن أن ينتج عن مرض الاكتئاب غير المعالج؟ وهل من احتمالية لعودته مرة أخرى بعد الشفاء منه؟
ذلك ما تحاول الكاتبة معالجته في روايتها بأسلوب شيق ومحير في الآن للتوعية بخطورته، ذلك أن الاكتئاب أصبح من الأمراض المقلقة في عصرنا اليوم.
تجري الأحداث في الرِّواية على مدى أسبوع واحد في فيلا تجاورها منازل يستأجرها مجموعة من السياح الأجانب في الريفييرا الفرنسية، وهي إحدى المناطق الجنوبية الشرقية الهادئة والجميلة، تحيط بها غابة يعيش فيها الدببة والأرانب بكثرة. الرواية مكتوبة على هيئة فصول، تبدأ بيوم السبت لتنتهي الأحداث في ظرف أسبوع.
في يوليو من سنة 1994، يتجه جُو جاكوبس رفقة أسرته المكونة من زوجته إيزابيل وابنتهما نينا البالغة من العمر 14 عاما، بِمَعِيَّة زوجين صديقين يُدعيان لورا وميشيل لقضاء عطلة مؤقتة في الفيلا التي اعتاد أن يقيم بها سنويا. جُو بطل الرواية هو شاعر هرب من بولندا حين احتُلَّتْ بلاده قُبَيْلَ الحرب العالمية الثانية من قِبَلِ القوات النازية، وهو في سن الخامسة من عمره. وزوجته ايزابيل كانت تعمل مراسلة حربية. الصديقان المرافقان يتواجدان أيضا في نفس الفيلا، يمتهنان الأعمال التجارية وبيع الأسلحة البدائية والهدايا التذكارية، غير أنهما يعانيان من متاعب مالية جمَّة ويوجدان على حافة الإفلاس بسبب الإسراف المتهور. كل شيء يبدو عاديا ورتيبا، إلى أن تظهر امرأة شابة جذابة تطفو عارية في حمام السباحة بالفيلا. كانت الفتاة، كيتي فينش، مجهولة لدى الجميع، لكنها كانت تتعقب منذ مدة الشاعر جو. وستصبح فجأة بعد ظهورها على مسرح الأحداث مُحركة وقائع الرواية، فقد ادعت لها سببا وجيها للحضور إلى الفيلا، فهي معتادة، حسب قولها، على قضاء إجازة في نفس المكان، لكن حدث التباس في تاريخ موعد فترة إجازتها، فاحتار الجميع في كيفية التصرف إزاء هذا الوضع الطارئ، فوجودها بينهم كان أمرا مقلقا ومثيرا، غير أنها كانت مقنعة جدا، وحصلت المفاجأة بموافقة ايزابيل زوجة جو على بقاء كيتي رفقتهم، حيث اقترحت عليها الإقامة في غرفة نوم صغيرة فارغة بذات الفيلا، وذلك لأسباب خاصة سيكتشف القارئ تفاصيلها الدقيقة بين ثنايا فصول الرواية.
كيتي مهووسة بجو جاكوبس، كانت تترصد خطواته منذ مدة، حبها الشديد لشعره وقراءتها لكل دواوينه وكتاباته جعلها تتابع خطواته بشغف شديد، وادعت -لتحقيق رغبتها- أنها جلبت له قصيدتها الخاصة ليراجعها ويبدي رأيه النقدي بشأنها. وبالرغم من تهربه فقد تكللت جهودها بالنجاح في الحصول على فرصة من جو وَوَعْدٍ لها بقراءة واحدة من قصائدها.
من غريب الصدف أن إيزابيل زوجة جو لم تكتف بدعوة كيتي للبقاء معهم في الفيلا فقط، بل وأسرَّت لها بأنها وجو مضطربان في علاقتهما، وأنهما لم يعودا يحبان بعضهما البعض كما في السابق، وأنها قد سئمت الحياة بمعيته.
لم يكن الشعر هو كل ما كان يجمع بين الشابة كيتي والشاعر جو، بل كان تناول دواء ديروكسات(3)، المضاد للاكتئاب قاسما مشتركا بينهما أيضا. هذا العقار كَتَبَ عنه جو حين تحدث عن العلاج الذي تلقاه من أجل تجاوز مرحلة الاكتئاب التي ألمت به في الماضي دون أن يستكمل فترة علاجه المقررة، وهي تجربة مريرة لا يستوعبها الوصف.
الماضي وتأثيراته هو محرك الأحداث في السباحة إلى المنزل كما سبق، فتاريخ جو يبين أنه ليس من النوع الذي تخلص من ميراث مرضه بسبب توقفه عن العلاج. وزوجته إيزابيل شهدت دمار الإنسان والنبات والعمران في تقاريرها وتغطيتها لفظائع الحرب العالمية الثانية من عين المكان، وهذا ما جعلها شخصية قوية ومسيطرة، ولكنها في نفس الوقت هشة تنتظر الفرصة للتخلص من عبء زوج يئست منه.
تبدأ مشاعر جو في التحول تدريجيا وبسرعة تجاه الشابة الغريبة الأطوار كيتي، فحين يستقلان معا السيارة في اتجاه الجبل، تخبره أن زوجته سئمت من حياتها معه، وأنها تعرف بشأن علاقتهما الخاصة، بل وسمحت لها بالبقاء أصلا في الفيلا لتفسح له المجال للقيام بخيانة أخيرة لتنهي بذلك ما بينهما من حياة زوجية مضطربة.
المقطع المحير هو ذلك الذي يتكرر في كل فصل مع إضافات وتحويرات. ويمثل هذا المقطع المتكرر عُقْدَةُ هذه الرواية، حيث تم التلاعب كثيرا بالمقطع ليفهم القارئ تدريجيا سير الوقائع. إنها نوع من الهلوسة داخل الرواية. تفاصيل غير مهمة في البداية، لكن يتضح لاحقا بأنها قطع من اللغز الذي لن يستطيع القارئ فكه دون الإسراع لإتمام ما تبقى من فصول الرواية. تقول كيتي أكثر من مرة: “الحياة تستحق العيش فقط لأننا نأمل أن أمورنا ستتحسن، وأننا جميعا سنصل إلى منازلنا بأمان”… تكررها كيتي كثيرا وتضيف: ” لكنك حاولت ولم تصل إلى منزلك بأمان، بل إنك لن تصل على الإطلاق” (4).
جاء الشاعر جو جاكوبس لقضاء إجازة مؤقتة في منزل صيفي بجنوب فرنسا مع زوجته إيزابيل، وابنته نينا، وصديقيهما كما سبق. قبل أن تعكر الهدوء فجأة عاصفة كيتي فينش التي حلَّت دون سابق إنذار. مارست سحرها وإغوائها وجاذبيتها على جو، وفي نفس الوقت، فإن المشاكل العقلية لكيتي تتكشف أكثر وأكثر مع توالي الأحداث في الرواية. في النهاية يبدو واضحا أن كيتي مستعدة لقتل نفسها وأنها تسير حتما في هذا الاتجاه. فأفعالها وتصرفاتها كانت توحي بقرب حدوث الكارثة، حيث ستطفو إلى السطح مُجريات محيرة، وستنتهي رحلة القراءة بصدمة القاريء نفسه مما هو غير متوقع وغير معقول، وإحساسه بالحاجة إلى قراءة الرواية ثانية لعله يقتنع بمعقولية النهاية.
من سيقتل نفسه في النهاية؟ ذلك ما سيشكل مفاجأة للقارئ، وينبهه إلى كون الاضطراب العقلي لكيتي لم يكن سوى مجرد انعكاس لاكتئاب أعمق بكثير عانى منه جو جاكوبس في طفولته، فما كان يجمعهما تاريخ مرضي متشابه.
يدرك قارئ رواية السباحة إلى المنزل أصالتها التي تكمن في قالبها، وأنماطها وتكرارها، فيما تكشفه وتكشف عنه، فقد قامت ليفي ببناء نسقي لمجموعة من العلامات والتفاصيل التي تبين لنا المزيد من الحقائق المجهولة عن هؤلاء الرجال والنساء الخياليين وما هم على استعداد لفعله بسبب المرض العقلي الذي هو الاكتئاب إن سلبا أو إيجابا.
الفتاة في حوض السباحة هي، على أقل تقدير، غير مستقرة، شابة جميلة مصابة بالوسواس، هاجسها المجنون هو امتلاك الشاعر الشهير جو جاكوبس، وهو رجل معقد في علاقاته ولا يحسم شيئا بسبب طفولته المأساوية. وقد أمضت زوجته الصحفية إيزابيل وقتا طويلا في مناطق الحرب أكثر مما كانت في المنزل رفقته ورفقة ابنتهما نينا.
إيزابيل سمحت لكيتي بالبقاء لأنها تريد لها أن تكون بمثابة الصاروخ الذي سوف تنسف به زواجها من جو غير المخلص. ونحن نعلم، من قراءة قسم افتتاح الرواية، أن كيتي وجو سوف يقعان في الغرام ويمارسان الحب في فندق نيجريسكو، وسيعودان على متن السيارة بسرعة عالية على طول الطريق الجبلي المتعرج. وعندما أزاحت كيتي فينتش يدها عن عجلة القيادة أخبرته بأنها تحبه وتعشقه. لم يعد يدري ما إذا كانت تهدده أو تجري محادثة عادية معه. كان فستانها الحريري يسقط على كتفيها. ركض أرنب عبر الطريق وانحرفت السيارة. أرادت الروائية أن نفهم أن كيتي ربما ستقتل جو بحادث سير، بينما ما حصل كان أمرا مختلفا تماما.
من الصعب جدا تصور جمهور كبير لقصة ليفي المثيرة والصادمة، ولكن إذا كنت واحدا من أولئك الناس الذين يعتقدون بأن الروايات المشهورة هي حقا أعمال مبهرة، فعليه أن يجرب بنفسه متعة قراءة لغة ليفي الأنيقة والخفية ليغير رأيه بشأن مفهوم الكبار. ذلك أن القصة ستربكه حتما وتُشعره بالحزن والتعاطف مع الجميع، وستغرقه في التفكير مجددا في معاني الحياة ودلالاتها.
تمر الأحداث بسلاسة وبأسلوب شيق وجذاب، وقبل النهاية بقليل سنتفاجأ بجثة طافية على مسبح المنزل، فمن يُفترض أن يكون الضحية؟ هل هي كيتي المريضة عقليا، والتي توحي الأحداث بذلك لاضطرابها وغرابة تصرفاتها ومعاناتها من انهيار عصبي لا زال في طور العلاج؟ أم يكون الضحية ذلك الشخص الذي كان يبدو هادئا في الظاهر ولا يعاني من أي مشكلة سوى معاناته في الطفولة من اكتئاب لم يستكمل علاجه الكامل، فأصبح مرضه في حالة سكون، وبالتالي فهو في عرضة دائما لأوبته ثانية وفي أي لحظة؟(5). أم الزوجة المكلومة المحطمة التي عانت الكثير من الآلام خلال مسار حياتها المهنية والعائلية؟. بالطبع لن نرتكب خطيئة إفساد النهاية، وسنترككم مع الرواية التي تدور أحداثها حول المسبح الذي طفت فوقه كيتي عارية في البداية، ثم ستطفو عليه جثة في النهاية، لتُقْفَلَ بذلك الرِّواية الممتعة والمليئة بالتشويق، والتي بدأت سرد تفاصيلها منذ البداية نينا ابنة جو وريثة صدماتها التاريخية (6).
الهوامش:
- بالإضافة إلى إلمامها بالتحليل النفسي الفرويدي، كانت ديبورا ليفي مطلعة على أعمال جان لاكان وجيل دولوز وغاتاري وبارتش ومارغريت دوراس وجيترود ستاين وبالاد، وقد وظَّفت معارفها بخصوص علم النفس بشكل أو بآخر في روايتها. انظر: توم مكارتي، “دخول الدوامة: التجارة والسياسة والزواج والحياة العائلية“، التعقيب، ضمن: ديبورا ليفي، السباحة إلى المنزل، رواية، ترجمة نورة البلوشي، مراجعة أحمد البكري، إبداعات عالمية، أكتوبر 2014، عدد 403. ص 191.
- راجع بخصوص مفاهيم الرغبة والفصام على سبيل المثال: هانر أيزينك: تدهور امبراطورية فرويد وسقوطها، ترجمة وتقديم عادل نجيب بشرى، مراجعة محمد نجيب الصبوة، المركز القومي للترجمة، مصر، الطبعة الأولى / كاترين كيلمان، التحليل النفسي، تعريب محمد سبيلا وحسن أحجيج، منشورات الزمن، 2005.
- يمكن التمييز بين ثلاثة أصناف من مضادات الاكتئاب، وأشهرها مثبطات امتصاص السيراتونين والنورادرينالين والدوبامين SSRI، وهي المفضلة لدى المرضى لقلة أعراضها الجانبية، لكنها باهظة الثمن مقارنة بالأنواع الأخرى، ويعتبر ديروكسات من أكثر العقارات استخداما في بريطانيا لعلاج الاكتئاب لفعاليته المدهشة، وهو الدواء الذي عوض عقار البروزاك الذي تم سحبه من الأسواق بسبب تزايد الشكوك بكونه تسبب في بعض الحالات النادرة بالانتحار لمتعاطيه.
- ديبورا ليفي، السباحة إلى المنزل، رواية، ترجمة نورة البلوشي، مراجعة أحمد البكري، إبداعات عالمية، أكتوبر 2014، عدد 403. ص6.
- ديبورا ليفي، السباحة إلى المنزل، م، س، صص118-120.
- من أهم التفسيرات التي تقدم لتفسير الاكتئاب بالإضافة إلى عوامل بيئية وصدمات الحياة، هناك القابلية المرتبطة بالعوامل الجينية والوراثية، وأغلب الدراسات تؤكد على أهمية العوامل البيولوجية والمورثات المنقولة. فهناك علاقة للمرض العقلي بالتاريخ العائلي، وهذا التفسير يجد له الكثير من القرائن والحجج الدالة، خاصة وأن الكثير من الأسر التي يُصاب أفرادها بالاكتئاب لديهم أمراض وراثية مُشابهة من قبيل الهوس الثنائي القطبية والذهان والشيزوفرينيا والوسواس القهري، وهي أمراض عقلية مرتبطة بالخلل الذي يصيب وظائف الناقلات العصبية، وبالخصوص الناقل المسمى السيراتونين. راجع بشأن ذلك: كاكو، ميشو، مستقبل العقل، الاجتهاد العلمي لفهم العقل وتطويره وتقويته، م س. ص 256. / كاي ردفيلد جاميسون، عقل غير هادئ، سيرة ذاتية عن الهوس والاكتئاب والجنون، ترجمة حمد العيسى، تقديم أمل زاهد، الدار العربية للعلوم ناشرون، الطبعة الأولى، 2008، 239 صفحة/ لويس ولبرت، الحزن الخبيث: تشريح الاكتئاب، م، س، صص185_223.
المراجع المعتمدة:
- أندرو روبنسون، العبقرية، ترجمة صلاح الدين، مراجعة هبة عبد العزيز غانم، كلمات هنداوي، الطبعة الأولى 2014.
- توم مكارتي، “دخول الدوامة: التجارة والسياسة والزواج والحياة العائلية“، التعقيب، ضمن: ديبورا ليفي، السباحة إلى المنزل، رواية، ترجمة نورة البلوشي، مراجعة أحمد البكري، إبداعات عالمية، أكتوبر 2014، هانر أيزينك: تدهور امبراطورية فرويد وسقوطها، ترجمة وتقديم عادل نجيب بشرى، مراجعة محمد نجيب الصبوة، المركز القومي للترجمة، مصر، الطبعة الأولى
- كاترين كيلمان، التحليل النفسي، تعريب محمد سبيلا وحسن أحجيج، منشورات الزمن، 2005.
- كاكو، ميشو، مستقبل العقل، الاجتهاد العلمي لفهم العقل وتطويره وتقويته، ترجمة سعد الدين خرفان، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت2017.
- كاي ردفيلد جاميسون، عقل غير هادئ، سيرة ذاتية عن الهوس والاكتئاب والجنون، ترجمة حمد العيسى، تقديم أمل زاهد، الدار العربية للعلوم ناشرون، الطبعة الأولى، 2008.
- لويس ولبرت، الحزن الخبيث: تشريح الاكتئاب، ترجمة عبلة عودة، مراجعة أحمد خريس، الطبعة الأولى، هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة- مشروع كلمة، 2014.