Umberto Eco, Dire presque la même chose : expériences de traduction , Paris, Grasset , 2006.
أمبرتو إيكو، أن نقول الشيء نفسه تقريبا، ترجمة أحمد الصمعي، بيروت، المنظمة العربية للترجمة، 2012
تقديم
الترجمة كما يقول إدمون كاري Edmond Cary ، هي إحدى الوسائل الجوهرية للتواصل القائم على المشترك الثقافي وإحدى الطرائق الكبرى لتقاطع الثقافات[1].من هذا المنظور يشكل البعد الثقافي موضوعا مركزيا في التحولات النصية، ويشغل أكثر بال علماء الترجمة والمترجمين الذي صاروا يتحدثون عن ضرورة أن تستوعب نظرية الترجمة المنظور الخارج لساني أو اللساني الموازي.[2]
تترتب على هذا الرأي توجهات مركزية في التصور الثقافي للترجمة، أهمها أن العامل الثقافي ذو أهمية كبرى في الترجمة ذلك أن نقل القيم والعادات إلى ثقافة الاستقبال أمر حاسم في نجاح الترجمة أو فشلها. يخضع هذا النقل لإكراهات سياقية وتناصية مرتبطة باللغة والثقافة الأصل وكذا باللغة والثقافة الهدف.[3]
سنسعى في هذا البحث أن نقدم تصور أمبرتو إيكو للترجمة من خلال كتابه: أن تقول الشيء نفسه تقريبا، وأن نناقش من خلال مباحث الكتاب الفعل الترجمي باعتباره مكونا جامعا للخلفيات اللسانية والثقافية والتأويلية.
هل بإمكاننا ترجمة الثقافة؟
يرتبط هذا السؤال بمسألتين: أولاهما البعد الثقافي بما أن موضوع الترجمة لا يخص حصريا العبارة اللسانية بل يخص النص في ديناميته وفي سياقه التواصلي. وثانيهما أن الخطاب المعني في غالبيته بالبعد الثقافي، هو الخطاب الأدبي الحامل لحمولة ثقافية قوية تشغل بال علماء الترجمة والمهتمين بخصوصية كل لغة في تركيب ونقل منظورها للثقافة التي تعكسها وتتمثلها. [4]
لقد عبر أمبرتو إيكو عن ذلك بتفصيل في كتابه أن تقول الشيء نفسه تقريبا، – والذي سنخصص له الحيز الأوفى في هذه الورقة –. يقول:
“لا تخص الثقافة فقط الانتقال بين لغتين بل بين ثقافتين أو بين موسوعتين. والمترجم يأخذ بعين الاعتبار القواعد اللسانية وكذلك العناصر الثقافية بالمعنى الواسع للكلمة”[5].
داخل هذا التوجه يدافع العديد من المنظرين عن ضرورة أن تستوعب نظرية الترجمة المنظور الخارج لساني أو اللساني الموازي، ويلاحظون أن حلول مشاكل الترجمة متصل بالبعد الاثنولوجي أكثر مما هو متصل بالبعد اللساني.[6] وكما يقول إدمون كاري[7]، فإن اللسانيين يسعون إلى الابتعاد عن المفاهيم الصورية وتمثل اللغة بمختلف مكوناتها باعتبارها أفعالا متصلة بالسياق الثقافي.
هناك إجماع، إذن، بين جمهور اللسانيين وعلماء الأنثروبولوجيا الثقافية وعلماء الترجمة على أن إتقان اللغة بمعجمها ونحوها لا يكفي، لأن الخلفية الثقافية توفر كل التعليمات والمواضعات التي تيسر الفعل اللساني. إن على المترجم استدعاء معارفه الخارج لسانية لكي يحدث في قارئ النص المترجم الآثار نفسها التي تم إحداثها في قراء النص الأصلي.
الترجمة حوار ثقافي بامتياز. هذا هو الدرس المركزي الذي دافع عنه كبار المترجمين ومنظري الترجمة. إنها عامل أساسي في الفعل الترجمي لأن نجاح أو فشل الترجمة متوقف على نقل القيم الخاصة بثقافة الاستقبال. هنا يتدخل المفهوم العميق للسياق وللإطار الزماني والمكاني الذي ظهر فيه النص الأصلي والذي سيتوجه إليه. بعبارة أخرى “تؤثر الثقافة على عملية استقبال كل فعل ترجمي”.[8]
في الصفحات اللاحقة سنقارب، كما أشرنا إلى ذلك في المقدمة، مسألة الترجمة في علاقتها الوطيدة بمفاهيم التأويل والسياق والانسجام والخلفية الثقافة من خلال تجربة إيكو، كما بسطها بقوة ودقة في كتابه: أن تقول الشيء نفسه تقريبا الصادر في طبعته الإيطالية سنة 2003 وفي نسخته الفرنسية سنة 2006، كما صدرت له ترجمة إلى العربية سنة 2012.[9]
أمبرتو وإيكو والترجمة: أن تقول الشيء نفسه تقريبا
لم يكن من المستغرب أن يصدر أمبرتو إيكو سنة 2003 كتابا جديدا حول الترجمة. كيف لا والموضوع لا ينفصل عن تجربته ومشروعه الطويل: المعنى والقراءة والتأويل. ولم يكن كذلك من المستغرب أن يختار له عنوانا ملغزا هو: أن تقول الشيء نفسه تقريبا.
وقد أشار الناشر إلى أن الكتاب ليس بحثا في نظرية الترجمة بل هو إضاءة للقضايا التي تطرحها الترجمة من خلال وضعيات عاشها إيكو باعتباره ناشرا ومؤلفا ومترجما.
ماذا يعني أن نترجم؟
الفرضية التي يصدر عنها الكتاب هي أن الترجمة عملية تفاوض مستمرة. تفاوض مع المؤلف والنص الأصلي والقارئ المفترض والثقافة التي أنتجت هذا النص، وكذا الثقافة التي سيتوجه نحوها.
يرى إيكو بهذا الصدد، وكما جاء في مقال بعنوان: إيكو والترجمة باعتبارها تفاوضا مستمرا، أنه يتحتم على المترجم أن يتفاوض مع شبح مؤلف هو في أغلب الأحيان غير موجود، ومع الحضور المهيمن للنص المصدر ومع الصورة التي لا تزال غير محددة للقارئ الذي يترجم له، وأحيانا عليه أن يتفاوض مع الناشر، ناهيك عن فهم المترجم للسياق التاريخي الذي أوجد النص إلى جانب حوارات ذهنية مستفيضة يخوضها المترجم مع الثقافة التي أنتجت النص الأصل، وكذلك مع الثقافة التي سيذهب إليها النص المترجم.
في مقدمة الكتاب، يضع إيكو السياق العام الذي أنتج هذا العمل ومنه الاهتمام النظري بالترجمة في سياق ترجمته لكتاب تمارين في الأسلوب لكونو Raymond Queneau (ص15)، وكذا استئثار الترجمة بحيز كبير من اهتمامه في كتاب: البحث عن اللغة الكاملة (1993).
يمكن الوقوف على تصور إيكو للموضوع من خلال موضعين في مقدمة الكتاب:
- موضع التساؤل: ما معنى أن نترجم؟
- موضع التحديد: ماذا تعني الترجمة؟
“معنى أن نترجم” تعني بحسب إيكو مبدئيا أن تقول الشيء نفسه بلغة أخرى. إلا أن معضلة الترجمة لا تنحل بهذه البساطة لأن أسئلة أخرى تفرض نفسها، أهمها أننا لا نعرف ذلك الشيء معرفة جيدة، وهو ما يخلق بحسب إيكو كل عمليات الشرح والتفسير وإيجاد المرادفات الملائمة الخ.
يبين هذا الاحتراز النظري الأسئلة الكبرى التي تطرحها نظرية الترجمة، والتي اختار المؤلف أن يعالجها من خلال مفاهيم أساسية تنتمي إلى حقول بلاغية ولسانية وفلسفية ومنطقية، مثلا الترادف والتأويل والتفاوض والإحالة وغيرها.
أما ماذا تعني الترجمة، فيجيب إيكو في ص 23 قائلا:
“تعني الترجمة أن نفهم النظام الداخلي للغة وبنية النص المكتوب في تلك اللغة، وأن نصنع نسخة من النظام النصي، يمكنها تحت وصف ما، أن تخلق لدى القارئ أحاسيس مماثلة، سواء على المستوى الدلالي والتركيبي أو على المستوى الأسلوبي والنظمي والرمزي-الصوتي، وجميع المؤثرات العاطفية التي كان يهدف إليها النص المصدر. “تحت وصف ما” تعني أن كل ترجمة تظهر هوامش من عدم الوفاء بالنسبة إلى نواة من الوفاء المزعوم، ولكن القرار حول موضع النواة وسعة الهوامش تتوقف على الأهداف التي رسمها المترجم”
يأتي هذا التحديد في معرض حديث إيكو عن مسألة الوفاء في الترجمة. وهذا يطرح سؤالا عميقا حول الترجمة في مفهومها التقني والفلسفي: هل ما يبدو أساسيا هو النتيجة أي المعنى؟ أم أن الأساسي كذلك أن يجد المؤلف كلماته في النص الجديد؟ المسألة في نهاية المطاف إعادة فتح نقاش قديم جديد حول مسألة الخيانة.
لقد كان أمبرتو إيكو واضحا من خلال تقديم أمثلة تنتهي بنا إلى أن الخيانة الظاهرة (الترجمة غير الحرفية) هي في نهاية الأمر وفاء للنص. يكمن ما ينبغي أن تنهجه الترجمة في عدم التعبير عن الكلمة بكلمة أخرى بل عن المعنى بمعنى وعن العالم بعالم آخر. (ص23)
إن مفهوم الوفاء – يقول إيكو- يندرج كذلك ضمن وضعية اقتناع بأن الترجمة هي أحد أشكال التأويل وأن غايتها يجب أن تكون دائما، مع انطلاقها من مشاعر القارئ وثقافته، لا أقول نقل قصد المؤلف، بل قصد النص، أي ما يقوله النص أو يوحي به باعتبار اللغة التي كتب فيها والسياق الثقافي الذي نشأ فيه. (ص22)
الترجمة والبناء المفهومي للتأويل
جعل إيكو من هذا الكتاب تأملا عميقا في الترجمة مستثمرا في ذلك كل كتاباته السابقة ومعارفه وثقافته الموسوعية ودرايته بالمتن الأدبي والثقافي داخل الثقافتين القديمة والحديثة. ويمكن أن نعيد خلفية النقاش المعرفي والفلسفي حول الترجمة إلى العناصر الآتية:
- في محتوى التفاوض (استحالة الترجمة)
يأتي التفاوض في سياق مسألة استحالة الترجمة التي يؤكدها منطق الحق على حد تعبيره. ويأتي حل هذه المفارقة (بين الاستحالة والإمكان) من خلال ما أسماه إيكو بالمسارات التفاوضية التي يتأسس عليها الفعل الترجمي لأن:
“التفاوض مسار أستند إليه لأتخلى عن شيء وأحصل على شيء آخر. وفي النهاية يخرج الطرفان المعنيان بشعور من الرضا معقول ومتبادل في ضوء المبدأ الذهبي القائل بأنه لا يمكن الحصول على كل شيء” ص25
ولكي يشرح إيكو استراتيجية التفاوض بقبول مبدأ الإمكان بدل الاستحالة يلجأ إلى أمثلة من لغات متعددة (ست لغات على الأقل). يقول:
“يمكن أن نتساءل عن الأطراف المعنية في عملية التفاوض هاته. إنها كثيرة، وإن كانت أحيانا عديمة المبادرة: لدينا من ناحية النص المصدر، بحقوقه المستقلة، وأحيانا صور المؤلف التجريبي – ولا يزال على قيد الحياة – الذي يدعي حق المرقبة، وكل الثقافة التي نشأ فيها النص، ومن ناحية أخرى لدينا نص الوصول، والثقافة التي يظهر فيها، مع جملة توقعات قرائه المحتملين، وأحيانا أيضا صناعة انشر التي تضع معايير مختلفة للترجمة حسب تصور نص الوصول ضمن سلسلة فقهية لغوية صارمة أو ضمن مجموعة من الكتب المسلية.” (ص25-26)
لماذا يلح الكاتب على مبدأ التفاوض؟
يقول في الصفحة 111 من الكتاب:
إذ لجأت في عديد المرات إلى فكرة التفاوض لتفسير عمليات الترجمة، فذلك لأنه تحت شعار هذا المتصور أضع مفهوما، بقس لحد الآن متعذر التدقيق، وهو مفهوم المدلول. إننا نتفاوض بخصوص المدلول الذي ينبغي أن تعبر عنه الترجمة لأننا نتفاوض دائما، في الحياة اليومية، بخصوص المدلولات التي يجب أن نمنحها للعبارات التي تستعملها.”[10]
يستند إيكو في شرحه لمسألة التفاوض في علاقتها بالمدلول إلى نظرية المؤول عند شارل ساندرس بيرسCharles Sanders Peirce ، نظرية من خلالها يناقش حدود الربح والخسارة بين اللغتين، اللغة الأصل واللغة الهدف. لا يتعلق الأمر بخسارة المعنى بل بربح أو خسارة سمات معنوية إضافية تحددها المقومات الثقافية التي تشكل خصوصية كل لغة وقدرات المترجم في المرور بسلام بين هذه الخصوصيات من أجل إنجاح وصول المعنى إلى متلقيه:
“فلكي نترجم، لا يكفي أن ننتج مؤولا للفظ أو للخطاب أو للنص الأصلي”. وكما يقول بيرس فالمؤول يجعلني أعرف شيئا إضافيا مثلا حين أؤول الجرذ على أنه ثديي قاضم، أتعرف على خاصيات الجرذ ربما كنت أجهلها قبل ذلك، … ومن جهة أخرى قد يوفر المؤول شيئا إضافيا يكون، بالنسبة إلى النص المعني بالترجمة، شيئا أقل والمثال المعبر عن هذا هو الضحك الذي يتبع المزحة. فإن لم أترجم المزحة واكتفي بالقول إنها أضحكت، فإنني لم أوضح إن كان صاحب المزحة فكاهيا عاديا أم إنه تلميذ عبقري لأوسكار وايلدOscar Wilde “.[11]
من خلال كل ذلك نستنتج أن مسألة التفاوض ليست مطلقة وأنها مرتبطة بنوعيات النصوص وما تتيحه لنا من إمكانات. أكثر من ذلك، إن مفهوم الترجمة نفسه يأخذ بعدا جديدا حين نعيد النظر في المدلول في علاقته بالمؤول:
“الترجمة تعني دائما “كشط” بعض التبعات التي يفرضها اللفظ الأصلي. في هذا المعنى، عندما نترجم، لا نقول أبدا الشيء نفسه. فالتأويل الذي يسبق الترجمة يجب أن يحدد ما هي وكم هي التبعات الممكنة التي يوحي بها اللفظ ويجوز كشطها. (…)إن التفاوض ليس دائما تفاوضا يوزع بصفة عادلة الخسائر بين الطرفين المعنيين. يمكن أن أعتبر مرضيا حتى تفاوضا سلمت فيه للطرف المقابل أكثر مما سلم لي ومع ذلك، وباعتبار غايتي الأولى انطلقت في ظروف غير ملائمة، فإنني أعتبر نفسي راضيا”[12]
صعوبة التعريف: تعادل المدلول والترادف
لا يبدو الكاتب مقتنعا بالتعاريف المتداولة للترجمة لا سيما التعاريف المعجمية. مثال ذلك ما يلي:
“فعل أو حركة ترجمة نص مكتوب أو أيضا شفوي من لغة إلى أخرى”
“الترجمة هي حركة النقل والنقل هو التحويل. نقل من لغة إلى أخرى…وتوفير المعادل لنص ما أو لعبارة أو لكلمة”. (ص35)
إن اهم إشكال تطرحه التعريفات هو أنها تجعل كل نظرية للترجمة “تنطلق من مفهوم واضح هو تعادل المدلول”، وهو ما لا يستقيم عمليا لأن المدلول في فلسفة اللغة هو الشيء الذي لا يتغير في مسارات الترجمة. ويزيد إيكو في شرح مسألة تعادل المدلول قائلا:
“عندما تعبر لفظة واحدة عن شيئين مختلفين فإننا لا نتحدث عن ترادف بل عن تجانس. فالترادف يكون عندما يعبر لفظان عن الشيء نفسه، بينما لدينا حالة مجانسة عندما يعبر اللفظ نفسه عن شيئين مختلفين … فلو احتوى معجم لغة معينة على مرادفات فحسب (ولم يكن الترادف مفهوما ملتبسا إلى هذا الحد)، لكانت هذه اللغة ثرية جدا وستمكننا من التعبير بطرق مختلفة عن المتصور نفسه. … وبخلاف ذلك، فإن لغة فيها وفرة من التجانسات تكون فقيرة، حيث إن أشياء كثيرة مختلفة تسمى كلها مثلا “الشيء”. من الأمثلة القليلة التي عرضناها يتضح غالبا أنه، لتمييز لفظين مرادفين عند مقابلة لغة بأخرى، يجب قبل كل شيء رفع اللبس، مثلما يفعل متكلم اللغة الأم، عن الالفاظ المتجانسة داخل اللغة التي تنطلق منها الترجمة” (ص39)
هنا يتدخل عنصر السياق ويقدم إيكو حوله شروحا وإضاءات مستوحاة من معاجم إيطالية ويقف باستفاضة عند محرك البحث ألتافيستا Altavistaمبينا عجزه عما يستطيعه متكلم طبيعي من القدرة على الفهم والتمييز (عبارة workمثلا)، مقارنة بالسياق اللغوي الذي يظهر فيه اللفظ أو المقام الخارجي الذي وقع فيه التلفظ ليخلص إلى القول:
“إن الترجمة لا تتوقف على السياق اللغوي فحسب، بل إنها ترتكز كذلك على شيء يقع خارج النص والذي نسميه معلومات عن الكون أو معلومات موسوعية.” (ص43)
يمكن الوقوف في هذا السياق عند الكيفية التي حلل بها أمبرتو إيكو عبارة خشب بين الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والألمانية (ص53-55):
“من المؤكد أنه يقع أحيانا أن تحيل لفظة في لغة ما على وحدة من المضمون تجهلها اللغات الأخرى، وهذا يعرض المترجمين لمشاكل عصيبة. (…)
فالكلمة الفرنسية bois (خشب، حطب، غابة…) لا توجد طريقة لترجمتها ترجمة مؤكدة. يمكن ترجمتها بالإنجليزية wood (الذي يوافق في الإيطالية سواء legno أو bosco)، أو timber (وهو خشب للبناء ولكن ليس خشب الشيء المصنوع، مثل خزانة – تستعمل اللهجة البيومنطقية عبارة bosc بالمعنى الذي تؤديه عبارة timber، ولكن الإيطالية تسمي legno سواء ما هو timber أو wood، حتى وإن أمكن أن نستعمل بالنسبة إلى timber عبارة legname)، بل وحتى woods، مثل ما نجد في العبارة A walk in the woods. في اللغة الألمانية يمكن أن توافق اللفظة الفرنسية bois لفظتي Holz أو wald (الغابة الصغيرة تدعى kleine wald)، ولكن wald في الألمانية توافق سواء forest أو foresta أو forêt. ولا تتوقف الفوارق عند هذا الحد، لأنه بالنسبة إلى الغاب الكثيف جدا، على منوال الغابات الاستوائية، قد تستعمل اللغة الفرنسية لفظة selve ، بينما اللفظة الإيطالية selva يمكن استعمالها حتى بالنسبة إلى “غابة ممتدة مع نبت حراج كثيف”. لذا، وعلى الأقل بالنسبة إلى النبات، تبدو هذه الأنظمة اللغوية غير قابلة للقياس بصفة متبادلة.
ومع ذلك فإن اللاقياسية لا تعني اللامقارنة، وما يدل على ذلك هو إمكانية مقارنة الأنظمة الإيطالية والفرنسية والألمانية والإنجليزية (والعربية)، وإلا لما أمكننا أن نصنع الجدول التالي:
شجرة | Albero | Arbre | Baum | Tree |
حطب | Legno | Bois | Holz | Timber |
أجمة | Bosco | Wood | ||
غابة | foresta | Forêt | Wald | Forest |
وعلى أساس رسوم من هذا النوع بإمكاننا أن نقرر، أمام نص يقول إن النهر يحمل خشبا صالحا للصناعة، أنه من الأنسب أن نستعمل لفظة Timberبدلا من wood، أو أن عبارة armoire en bois تعني خزانة من الخشب وليس خزانة في الغابة.”
- الترجمة والعوالم الممكنة
ترتبط مسألة السياق هاته مباشرة بالصلة التي تجمع الترجمة بالعوالم الممكنة:
“فالجملة، التي نحن بصدد دراستها، نص، ولفهم نص ما – وبالأحرى لترجمته – ينبغي علينا أن نقوم بافتراض حول العالم الممكن الذي يريد تمثيله. هذا يعني أن الترجمة، في غياب إشارات مناسبة، تعتمد على فرضيات. ولا يمكن للمترجم أن يقدم على نقل نص من لغة إلى أخرى إلا إذا أعد فرضية تبدو مقبولة. أي أنه إزاء عرض متكامل للمضمون الذي يفره مدخل في المعجم. ينبغي على المترجم أن يختار المفهوم أو المعنى الأكثر احتمالا ومعقولية وتناسبا مع ذلك السياق ومع ذلك العالم الممكن”. ص59
- التأويل ليس ترجمة
هل الترجمة ضرب من التأويل وهل التأويل ضرب من الترجمة؟
قارب إيكو هذه المسألة من خلال تفاصيل وأمثلة غزيرة. في البداية يقدم منظور جاكوبسون Jakobson للترجمة وتقسيمه لها إلى ثلاثة أنواع:
- الترجمة البينلوغوية interlinguale، وهي التي تحدث عندما ينقل نص من لغة إلى لغة أخرى.
- الترجمة البينسميائية intersémiotique وهي التي نجد فيها تأويلا لعلامات لغوية بواسطة نظام علامات غير لغوية (عندما نترجم كتابا إلى فيلم أو حكاية إلى رقصة باليه). يسمي جاكوبسون هذه الترجمة كذلك تحويلا transmutation.
- الترجمة الضمنلغوية interlinguale أو إعادة الصياغة reformulation، وهي تأويل علامات لغوية بواسطة علامات أخرى من اللغة عينها (تغير السلم في لحن موسيقي).
يلاحظ إيكو في سياق هذه التقسيمات أن جاكوبسون استعمل لفظ تأويل وهو يُعرِّفُ الترجمة بأنواعها. يقول:
“إذا كانت أنواع الترجمة الثلاثة تأويلات، ألا يريد جاكوبسون أن يقول إن أنواع الترجمة هي ثلاثة أنواع من التأويل، وأن الترجمة هي إذن جنس من التأويل؟”. ص282
يقدم كثيرا من التفاصيل والتحليلات المرتبطة بهذا الموقف ويحيل على بيرس ونظريته في التأويل، ويشير في سياق كشفه عن الخلفيات إلى أن:
“الفكرة القائلة بأن كل نشاط تأويلي يعتبر ترجمة، لها جذور عميقة في التقليد التأويلي. والأسباب جلية: فمن وجهة النظر الهرمنوطيقية، كل مسار تأويلي هو محاولة فهم كلمة الآخر، وتبعا لهذا، فقد وقع التشديد على الوحدة الجوهرية لكل محاولات فهم ما قال الآخر. وبهذا المعنى فإن الترجمة على حد قول غادامير Gadamer هي شكل من الحوار الهرمنوطيقي” ص287
تجدر الإشارة إلى أن هايدغر Heideggerسنة 1943 قد أعلن المطابقة بين الترجمة والتأويل. غير أن امبرتو إيكو في معرض تقديمه لتقسيمات أخرى غير ما قدمه جاكوبسون، يخلص إلى رأي لا يسير تماما في اتجاه الفرضيات السابقة وهو أن “عالم التأويل أوسع من عالم الترجمة بحصر المعنى” ص292، وهو أمر يحتاج إلى كثير من النقاش والتأمل.
الترجمة والخلفية الثقافية: مسألة المرجع
رغم أننا أشرنا في البداية إلى مركزية البعد الثقافي في الترجمة، فإن الآراء تضاربت كثيرا بهذا الخصوص، بل إنها وصلت إلى حد إنكار العلاقة المفترضة بين اللغة والمرجع باعتباره عالم الأشياء التي تتحدث عنها اللغة، والدعوة إلى عدم الاهتمام بالمرجع بل بالتركيب الداخلي للغة. يقول دافيدسون Davidson :
“كتاب الترجمة مجرد طريقة للانتقال من جمل لغة إل جمل لغة أخرى، ولا نستطيع أن نستنتج منه أي شيء بخصوص العلاقات بين الكلمات والأشياء. أكيد أننا نعلم، أو نظن أننا نعلم، ما تشير إليه كلمات لغتنا، لكن هذه معلومات (أخبار) لا يشتمل عليها أي كتاب ترجمة. الترجمة مفهوم تركيبي محض. أسئلة المرجع لا تطرح في التركيب ولا تتقرر فيه. (…) إن المرجع لا يلعب أي دور أساسي في تفسير العلاقة بين اللغة والواقع.”[13]
إن تصور دافيدسون يستند إلى خلفيات تعزل اللغة عن محيطها، فالترجمة نشاط مفاهيمي لا يستطيع التنكر لانتمائه إلى العالم وتصورات العالم، وبالتالي فهي لا يمكن أن تكون مفهوما تركيبيا محضا[14].
النقاش في عمقه يصب في مسألة المرجع، وهي مسألة عرفت جدالا واسعا خلال مرحلة البنيوية وما بعدها. وما يجدر الانتباه إليه في سياق مجال الترجمة أن مفهوم المرجع يتصل اتصالا وثيقا بالمنظور الثقافي للغة وللفكر الذي تضطلع بنقله وترويجه ومساءلته:
“إننا لا نتحدث عن العالم الخارجي كما هو أبدا، بل نتحدث دائما عن العالم من منظور ثقافي ما، أي أننا نتحدث عن مواصفات وخصائص يبنيها النسق المفاهيمي الذي يأخذ به الناظر. بل إنه حتى على مستوى الإدراكات الأولية تؤطر المفاهيم صورة العالم الخارجي. [15]
إن مسألة المرجع والحالة هاته تتصل اتصالا وثيقا بالترجمة وتشكل إلى جانبها وحدة كبرى للفكر الذي ينتقل باللغات وعبرها وبواسطة الانتقال بينها:
“إن الترجمة عمل بعينين: عين لا تفارق النص لتجنب الانزلاق، وعين تلتفت إلى المرجع محاولة إمساكه رغم خاصيته الزئبقية.”[16]
إن النقاش حول المرجع والبعد الثقافي في الترجمة يضعنا ماشرة في مواجهة إشكالية التأويل، وهي مواجهة تعيد إلى الجدال مسألة التطابق في تحقيق المعنى بين لغتين، “ففي الترجمة كما في التأويل لا يمكن إيجاد مقابل مطابق لجملة تنتمي إلى مقام ثقافي مختلف أو سياق تاريخي مختلف. فاختلاف الثقافات لا بد أن ينعكس على حاملها الأساسي، ألا وهو اللغة.”[17]
إنها الفرضية التي دفع بها كل من سابير وورف Sapir, Whorf ، حيث ترتبط اللغة بالنسبة إليهما بتجربة المجموعة البشرية في كل جوانب الحياة. “فاللغة ليست أداة للتعبير فحسب بل هي جهاز منظم يؤطر خبرة المجموعة البشرية. والتأطير لم يكن ليتم لو لم تكن هناك قدرة على تكييف المعلومات حول العالم. فاللغة تفرض تصنيفا وتنظيما واختزالا على مكونات العالم الذي تبلوره وتبنيه وتفرضه على الأذهان التي تتداولها، وهو ما يغبر عنه اللسانيون بكون كل لغة تقوم بتقطيع للعالم خاص بها. فما يدركه شخص يتداول لغة ما يختلف عما يدركه شخص آخر ينتمي إلى لغة أخرى. إن الإدراك نفسه يكون بمقدار ما يتهيأ له الشخص، واللغة عنصر أساسي في تكون هذا التهيؤ. إذن لكي نفهم لغة قوم يجب التقرب من فلسفة أولئك القوم في الحياة“[18]
- مركزية السياق
من كل ما سبق، يتبين أننا نقارب على نحو غير مباشر دور السياق في الفهم وفي التأويل. وهما العنصران الأساسيان في قياس جودة الترجمة وملاءمتها لمقتضى الواقع المرجعي واللساني الذي تنقله، وكذا ملاءمتها للغة التي ستستوعب هذا الواقع.
حين نتحدث عن السياق في الترجمة، فإننا نكون أمام عمليتين أساسيتين للاشتغال: المدلول والمعنى. إن معنى القول ليس معادلا لمجموع المدلولات التي تشمل العملية الخطابية كلها. فالمدلول جزء من المحتوى الذي يفصح عنه القول، والذي يبقى ثابتا مستقلا عن السياقات وعن الوضعيات التي يتم فيها بث وتلقي الخطاب. المدلول ينتمي إلى القول باعتباره تحققا لنسق دُلَيْلِي، أي نسق الوحدات الدنيا للمعنى. في مقابل ذلك، ينفلت المعنى من الجرد ومن الوصف الدلالي، لأنه جزء المحتوى المقترن بالسياقات وبالوضعيات، ويكون متغيرا على نحو لا نهائي بحسب معطيات هذه السياقات وهذه الوضعيات. المعنى في علاقته بالعناصر الخارج لسانية فعل كلامي منفصل عن اللغة.[19]
السياق في الترجمة متصل بالمعنى الذي يمثل سيرورة الحركة الدائمة التي تتأسس على مدار الخطاب. ما الذي يعطي الحياة للمعنى إذن؟
يرتبط هذا السؤال بتحديد العوامل التي يرتكز عليها مسار المترجم نحو فهم الرسالة الأصلية، وبالتالي بناء ترجمة يتأسس فيها المعنى على السياق الملائم. تتحدد هذه العوامل في: 1/ السياق اللفظي المباشر، 2/ السياق اللفظي الموسع، 3/ سياق الحدث أو الوضعية.[20]
تضعنا هذه العوامل أو المستويات الثلاثة في عمق تطور المعنى في الخطاب انطلاقا من سيرورة دينامية تبدأ بالدرجة صفر الموافقة للكلمات الأولى في الخطاب، وتبدأ تدريجيا في التوسع إلى حين اكتمال المعنى داخل سياقه الخطابي الواسع.
يرتبط السياق اللفظي المباشر بقدرة الذاكرة المباشرة أي بالحضور المتزامن لمجموع الألفاظ في الذاكرة.
“إن دراسة السياق اللفظي المباشر تفسر لنا أن تعدد المعنى في الكلمة حالة للغة وليس فعلا كلاميا. فكل لفظ معزول خارج السياق يمثل مجموعة من المعاني المفترضة دون أن يكون هناك معنى واقعي. وبمجرد ما ينغرس اللفظ في سياق مباشر يرتفع التعدد ويتأسس القبول الملائم داخل الأشكال اللسانية المتضامة“[21]
أما السياق اللفظي الموسع، وخلافا للأول، فهو المجموع الدينامي للمعلومات التي ينقلها مجرى الخطاب إلى المتكلم. إنه سياق يتفخم كلما اتسعت وضعية التلفظ، ومع هذا التفخيم السياقي ينجح القارئ في رفع التباسات جمل النص وبناء المعاني التالية.
إذا جمعنا بين السياقين، فإننا نصل إلى استنتاجات أساسية بخصوص الصلة مع وضعية الترجمة ودور المترجم، أهمها كيف ننتقل من سياق محدود إلى سياق دينامي هو الذي يحدد قيمة النص المترجم في صيغته النهائية. لا ينبغي أن ننسى هنا أن السياق اللساني غير معزول بتاتا عن المحيط الثقافي للنص، وهو ما كان موجهنا لنا منذ السطور الأولى لهذه الورقة:
“مثلما يسمح السياق اللفظي المباشر باستخلاص معنى محين من الكلمة ويترك في الظل الاحتمالات الأخرى للمعنى كلها، فإن السياق اللفظي الموسع يزيح بعض السمات الدلالية لمعنى الكلمات المستخرجة من السياق اللفظي المباشر. هذا ما يفسر كيف أن مترجما محترفا يأخذ على عاتقه دائما قراءة النص كاملا قبل أن يبدأ في ترجمته.”[22]
تقوم الترجمة إذن على اعتبار دور السياق أو السياقات في نقل المعاني وفقا لمقاصد النص الأصلي. ينضاف إلى ما سبق العامل الثالث أي السياق الحدثي.
يخص هذا السياق كل عناصر الإدراك الحسي غير اللساني المصاحب للخطاب. إنه مجموع المعلومات الصريحة التي يقدمها الخطاب. فحين تكون الوضعية واضحة، فإنها توجه فهم المنطوق اللساني نحو المعنى المراد من قبل المتكلم. مثال ذلك جملة نطقها محاضر أثناء إلقاء عرضه في قاعة غاصة بالحضور: “الضوء من فضلك“، موجها كلامه نحو أحد التقنيين. سيقوم هذا الأخير بإنارة القاعة. بعد دقائق سينطق المحاضر بالعبارة نفسها: “الضوء من فضلك“. سيقوم التقني بإطفاء الأنوار من جديد. لقد أعطى المحاضر بالعبارة نفسها أمرين متعارضين تماما وتم فهم مقصده داخل وضعية ملائمة. في غياب الوضعية لم يكن لكلمة “ضوء” أن تفيد المعنى ونقيضه في الآن نفسه.[23]
نخلص مما سبق أن السياق في الترجمة ذو أهمية بالغة، لأن المعنى في جملة معزولة مختلف تماما عن القول المنغرس في سياق ووضعيات. ذلك أن السياق يوفر آليتين لدقة العبارة هما : أولا، العناصر خارج لسانية التي يحيل عليها النص وهو ما اصطلحنا عليه بالمرجع، ثانيا، شرعية إقصاء كل المعاني المفترضة غير الملائمة للجملة داخل سياق نصي معين.
بهذا فإن المهمة الأساسية للمترجم هي أن يولي الأهمية الكافية، لا إلى مدلولات الألفاظ فحسب، بل إلى العناصر الخارج لسانية التي توجه عملية الفهم. إن المتكلم لا يصرح أبدا بكل مقاصده، وعلى المتلقي أن يتمم الرسالة بفضل السياق الحدثي المشترك والذي كلما اتسع، قلَّت ضرورة أن يكون المتكلم صريحا في مادته اللفظية.[24]
- الترجمة والانسجام
الترجمة عملية نصية تقتضي تحقيق التماسك والانسجام، وهما العنصران المركزيان في كل نشاط خطابي. تحدثنا فيما سبق عن أهمية السياق في دقة الفعل الترجمي ونكاد نزعم أن أمبرتو إيكو، الذي ركزنا على تجربته من خلال كتابه: أن تقول الشيء نفسه تقريبا، يضم داخل مبدأ التفاوض كل هذه العناصر الضرورية لنجاح الترجمة. لقد ألح العديد من الباحثين على أهمية الانسجام الذي يمكن تعريفه بكونه “شبكة العلاقات الدلالية التي تنظم نصا وتبدعه من خلال إيجاد استمرارية في المعنى”.[25] أو هو “جماع الخطوات التي تؤكد وجود اتصال دلالي”[26].
من وظائف الترجمة تحقيق الانسجام في النص الأصلي من خلال خطوات تأويلية تعي جيدا كل العناصر التي أشرنا إليها سلفا. إنها عملية تعاون دقيق بين المترجم والنص وكل سياقاته المحتملة. وكما يقول ز.ي. شميت Shmidt: “يمكن لسيرورة الترجمة من الناحية الإدراكية أن تتنمذج كما يلي: يعمل المترجم (أ) أولا وقبل كل شيء كمتلق يحاول أن يشيد عملية فهم منسجمة على أساس تصوره للنص المصدر، ويتطلب هذا التشييد كما بينت سابقا تطبيق أجزاء وجيهة للمعرفة الثقافية الجماعية التي يجب على المتلقي أن يعالجها.”[27]
خلاصة
كانت لنا من خلال هذه الورقة غايتان:
الأولى: تحية لأمبرتو إيكو بعد مرور سنة على رحيله من عالمنا، لذلك خصصنا حيزا واسعا لقراءة تصوره لقضايا الترجمة من خلال كتابه: أن تقول الشيء نفسه تقريبا، وهو الكتاب الذي عالج إشكالات الترجمة من منظورات موسعة تجمع بين البعدين اللساني والثقافي، وتقدم الرأي من خلال حزمة متنوعة من الأمثلة والشواهد المستقاة من مجموعة من اللغات الأوربية.
الثانية: اعتبار الترجمة ممارسة تتجاوز المجال اللساني إلى الخلفيات الثقافية والسياقية الحاسمة في عمليتي الفهم والتأويل من جهة وفي عمليات انسجام مكونات النص-الهدف وملاءمته للمقاصد الأصلية من جهة أخرى. لذلك نزعم أن الفعل الترجمي لا يستقيم بدون قدرات تأويلية تسمح بها المعرفة الخلفية وإدراك الخصوصية اللسانية والفروق الثقافية بين اللغتين. نحن لا نترجم بل نقول الشيء نفسه تقريبا.
المراجع
1/ Rune Ingo, Les 4 aspects du procédé de traduction, (2000)
2/ Maren Bryne Ringstad, les métaphores de tous les jours dans la traduction, (2008)
3/ Petronella Munteaunu ; Traduction et culture ; la traduction en tant que dialogue interculturel ; contrat 809/2009 ; p.115
http://www.diacronia.ro/ro/indexing/details/A5148/pdf
4/ Umberto Eco ; Dire presque la même chose : expériences de traduction ; Ed Grasset , 2006, p.164
5/ Edmond cary, Comment faut-il traduire ? PUL, 1985, p.10
6/ Chen Wei, Contexte, compréhension, traduction, théorie et pratique de la traduction en Chine, Méta V44, numéro 1, mars 1999, p144
7/ Leder er, M ; Interpréter pour traduire, 1986 ; Paris, Didier Erudition
8/ ز.ي. شميت، من الفهم إلى الترجمة، من كتاب الترجمة والتأويل، ترجمة أحمد بوحسن، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، 1995، ص 170
9/ أمبارو أورتاردو ألبير، الترجمة ونظرياتها: مدخل إلى علم الترجمة، ترجمة علي إبراهيم المنوفي، المركز القومي للترجمة، 2007،
10/ بناصر البعزاتي، الترجمة بين النص والمرجع، من كتاب الترجمة والتأويل، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، 1995
11 / إدمون كاري، كيف ينبغي أن نترجم؟ 1985
————————–
[1] إدمون كاري، 1985، ص10.
[2] Petronella Munteaunu ; 2009 ; P115
[3] IDEM ; p115
[4] Ibid, P119
[5] Umberto Eco ; 2006, P164
[6] Petronella Munteaunu ; 2009, P119
[7] Edmond cary, 1985, P10
[8] [8] Petronella Munteaunu 2009, P120
[9] أمبرتو إيكو ، 2012
[10] أمبرتو إيكو، 2012، ص117
[11] المرجع نفسه، ص 113
[12] المرجع تفسه، ص118-119
[13] بناصر البعزاتي، 1995، ص 33
[14] المرجع نفسه، ص 34
[15] المرجع نفسه، ص 35
[16] المرجع نفسه، ص 35
[17] المرجع نفسه، ص36
[18] المرجع نفسه، ص37
[19] Chen Wei, Contexte ; 1999, p144
[20] Ibid, p146
هذا التقسيم مأخوذ من كتاب: Leder er, M , 1986
[21] Ibid, P145
[22] Ibid ; p 147
[23] Ibid, p149
[24] Ibid, P 150
[25] أمبارو أورتاردو ألبير، 2007، ص583
[26] Ibid, p583
[27] ز.ي. شميت، من الفهم إلى الترجمة، من كتاب الترجمة والتأويل، ترجمة أحمد بوحسن، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، 1995، ص 170