لم تتمكن مجلة “رباط الكتب” من تنظيم نشاط خاص بها في الدورة الرابعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر للكتاب بالدار البيضاء (من 8 إلى 18 فبراير 2018)، ولكن المجلة كانت حاضرة من خلال مشاركة بعض أعضاء فريقها في عدد من الفعاليات الثقافية التي شهدها المعرض، من قبيل توقيع الكتب الحديثة الصدور، ومحاورة المؤلفين في إطار موائد مستديرة.
وهكذا ساهم محمد حبيدة بتوقيع كتابه المغرب النباتي، الزراعة والأغذية قبل الاستعمار، تقديم: عبد الأحد السبتي، الصادر بالدار البيضاء، عن منشورات ملتقى الطرق، 2018.
وأدار أحمد بوحسن جلسة حوار مع محسن جاسم الموسوي بمناسبة صدور كتابه مسارات القصيدة العربية المعاصرة، ترجمة أحمد بوحسن (عن الأنجليزية)، مراجعة باكرة شكري حجاب، الصادر بالدار البيضاء، عن دار توبقال للنشر، 2017.
وساهم عبد الأحد السبتي في جلسة الحوار التي أدارها جلال الحكماوي، مع المؤرخ الفرنسي باتريك بوشرون، مؤلف كتاب ما يستطيعه التاريخ، ترجمة: جلال الحكماوي، مراجعة : محمد زرنين، تقديم : عبد الأحد السبتي، الصادر بالدار البيضاء، عن منشورات آن توت ليتر، 2018.
وأدار عبد الحي مودن جلسة حوار مع عبد الإله بلقزيز الذي صدر له مؤخرا كتاب المسألة الكيانية والعولمة، بالدار البيضاء / بيروت، عن المركز الثقافي للكتاب، 2018.
ونشير إلى أن مؤسسة الملك عبد العزيز للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية نشرت قبيل انعقاد المعرض تقريرها السنوي حول أوضاع النشر والكتاب في المغرب في مجال الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، وقد تضمن هذا التقرير إشادة بتجربة مجلة “رباط الكتب” مع مرور عشر سنوات على ميلادها. ونورد فيما يلي مقتطفا من التقرير:
في خريف 2007 ، ظهر في المشهد الرقمي المغربي موقع جديد موجه للإعلام الثقافي المرتبط بآخر الإصدارات في مجالات الأدب والعلوم الإنسانية والاجتماعية أطلق عليه ” رباط الكتب” ويتعلق الأمر بتجربة جماعة من الجامعيين انتظموا حول كل من عبد الحي المودن وعبد الأحد السبتي اللذين أطلقا المشروع وأشرفا على إدارته.
وعلاقة بموضوع المجلات المتخصصة في الكتاب والنقاشات الفكرية، سبق وعرف المغرب في حقبة ما قبل الأنترنت تجربتين فريدتين: الأولى ” الكتاب المغربي” التي أدارها المرحوم محمد حجي (1923-2003) وجمعية “الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر” التي تولت إصدار الموسوعة الشهيرة “معلمة المغرب”، والثانية “مقدمات” التي رأت النور سنة 1993 وترأسها عبده الفيلالي الأنصاري واكتسبت مع مرور السنوات بعدا مغاربيا.
ففي الوقت الذي كانت فيه “مقدمات” تعمل جاهدة من أجل إخراج نسختها الورقية الأخيرة العدد 38 – 2009، اختارت “رباط الكتب” ولوج العالم الرقمي، حتى وإن ظل القائمون عليها طيلة السنوات الأولى متمسكين باستلهام أنماط العمل القديمة للمجلات الورقية.
ومع بداية القرن الحادي والعشرين، عرف حقل المجلات والدوريات الثقافية حدثين هامين:
من جهة تنامي المجلات الإلكترونية البحتة أو إنشاء منصات إلكترونية خاصة بمجلات ورقية. ومن جهة أخرى، تأكد التوجه لـ”الولوج المفتوح” كشكل من أشكال نشر المعارف وتوزيعها، وسيؤدي هذا التطور فيما بعد إلى ظهور أشكال جديدة من أشكال التأليف وأنماط الولوج إلى المعارف والقراءة مختلفة تمام الاختلاف.
راكمت مجلة “رباط الكتب” على امتداد عشر سنوات من وجودها، مادة ثقافية باللغة العربية ذات جودة عالية مكونة بالأساس من قراءات نقدية مقتضبة، ومن مقابلات مع مجموعة من الكتاب والمؤلفين، إضافة إلى ملفات موضوعاتية مهمة سواء على المستوى المعرفي أو المنهجي. هذا وانفتحت المجلة أيضا على الأجيال الجديدة من الكتاب الشباب من خلال تنظيم ورشات لكتابة القراءات النقدية وملتقيات ذات الصبغة الديداكتيكية وأيام دراسية علمية. كما سعت لمد الجسور بين الصيغ الإلكترونية والورقية.”