الإثنين , 13 يناير, 2025
إخبــارات
الرئيسية » نـدوات وملفـات » لقاء حول كتابة التاريخ المحلي

لقاء حول كتابة التاريخ المحلي

نظمت “جمعية رباط الكتب- ومجلة رباط الكتب الإلكترونية” و”جمعية فجيج للتراث وثقافة الواحات” بشراكة مع المجلس البلدي لمدينة فجيج لقاء علمياً حول كتابة التاريخ المحلي، بتاريخ 19 أكتوبر 2018، بمدينة فجيج. ساهم في هذا اللقاء أساتذة مختصون، وهم: أحمد مزيان، والطيب بياض، و أسامة الزكاري، ومصطفى لالي. وسير  أشغال هذا اللقاء أحمد بوحسن.

 و قدمت خلال هذا اللقاء العروض التالية:

– الأستاذ أحمد مزيان

أهمية الأسماء الأماكنية في كتابة التاريخ المحلي: نموذج فجيج

– الأستاذ الطيب بياض

كتابة التاريخ المحلي وتدبير ندرة المصادر: نموذج منطقة أوطاط الحاج

– الأستاذ أسامة الزكاري (قرئت مداخلته بالنيابة عنه لتعذر حضوره)

الأقاصي في الأرشيف الكولونيالي الفرنسي: نموذج المنطقة الشرقية

– الأستاذ مصطفى لالي

زوايا فجيج وانشطتها العلمية

ثم تلت هذه العروض مناقشة أغنت هذا اللقاء بالملاحظات والاقتراحات.

وكان هذا اللقاء العلمي فرصة للمشاركين فيه للتعرف على أنشطة “جمعية فجيج للتراث وثقافة الواحات”، التي يترأس مكتبها الأستاذ المهندس العربي هلالي ونائبه الأستاذ محمد بوزيان بنعلي. ومن أهم مشاريع هذه الجمعية: محاولة جمع ووضع تصنيف أولي لما بقي من أرشيف فجيج في المرحلة الاستعمارية، ومشروع إقامة متحف تراث فجيج ومنطقته، بالإضافة إلى مواصلة مشروع منشورات سلسلة تراث فجيج. كما كان هذا اللقاء فرصة لزيارة بعض قصور المدينة والتعرف على جوانب من تاريخها المعماري، وطرق السقي فيها، وزيارة بعض الضيعات الفلاحية. 

منسق اللقاء: أحمد بوحسن


تقديم موضوع اللقاء

كتابة التاريخ المحلي

نشأت فكرة عقد لقاء حول موضوع ” كتابة التاريخ المحلي” بين “جمعية فجيج للتراث وثقافة الواحات” و”جمعية رباط الكتب” والمجلة الإلكترونية “رباط الكتب”، من خلال التقاطع الذي يجمع بين اهتمام الطرفين، أي تطوير قراءة الكتاب المغربي، والاحتفاء النقدي بتجربة مدينة فجيج التي تشهد تراكماً ملحوظاً في التأليف التاريخي المحلي.

لقد مرت كتابة التاريخ المحلي في المغرب خلال القرن العشرين بمحطتين هامتين. تتمثل المحطة الأولى في حقبة الحماية التي شهدت إنتاجا لتواريخ محلية ركزت على الحواضر (تطوان، طنجة، فاس، مكناس، الرباط، سلا، آسفي، مراكش)، وبعض البوادي، وعلى رأسها منطقة سوس التي استفادت من التغطية الاستثنائية التي وفرها محمد المختار السوسي. أما المحطة الثانية فقد انطلقت في الجامعة المغربية ابتداء من أواسط سبعينيات القرن الماضي، من خلال رسائل وأطروحات زاوجت بين التاريخ الاجتماعي، وإعادة الاعتبار للبوادي والهوامش، ودراسة آليات ومضاعفات التدخل الأوروبي في مغرب القرن التاسع عشر.

بعد مرحلة الأبحاث الجامعية التي انطلقت في أواسط سبعينيات القرن الفارط، واستعانت بأدوات العلوم الإنسانية وطرحت قضايا التاريخ الوطني من خلال ما هو محلي، هناك مؤشرات تدل على تزايد إنتاج التواريخ المحلية برؤيا محلية. وكلما ابتعدنا عن العلوم الإنسانية والمقارنة واستحضار السياقات الوطنية، كلما تقلصت المسافة بين التاريخ والذاكرة، ومعناه أن كتابة التاريخ المحلي هي أقرب من إنتاج الذاكرة. وهذه الظاهرة لها وجهان:

  1. تساهم الذاكرة في ترسيخ الهوية الجماعية، بل وفي عملية التنمية المحلية من خلال زرع الثقة في النفس، وهو عامل يحفز على إطلاق مبادرات خلاقة. ويظهر هذا الدور من خلال الأرشيف المحلي المكتوب، والتراث الشفوي واللامادي. وهكذا يمكن الكشف عن تجارب ملهمة يحكيها أفراد وجماعات.
  2. تعوق عملية فهم التحولات في مختلف مستوياتها. فكيف يمكن فهم مرحلة الحماية إذا تم اختزالها في الاحتلال والمقاومة المسلحة والحركة الوطنية؟ هناك مواضيع عديدة يمكنها أن تبين الطابع المركب للمرحلة الاستعمارية. ثم لماذا يتم تغييب تاريخ ما بعد الحماية، ولاسيما التحولات التي طبعت مجتمع الواحات، كمثل التهميش والهجرة، وهي التحولات التي تفسر حضور العلاقة بين كتابة التاريخ المحلي وبين نوع من الحنين إلى أوضاع ما قبل الاستعمار؟

ولعل عقد لقائنا العلمي حول كتابة التاريخ المحلي من خلال العروض التي سيقدمها الأساتذة المختصون، الذين قبلوا المشاركة مشكورين في هذا اللقاء، أن تضيء بعض الجوانب التي أشرنا إليها، بل وتستشرف آفاقاً جديدة لتعميق البحث في قضايا التاريخ المحلي في المغرب المعاصر.

ولا يسعني في الأخير إلا أن أشكر جزيل الشكر جمعية فجيج للتراث وثقافات الواحات على كل ما بذله أعضاء مكتبها من أجل إنجاح هذا اللقاء. كما أشكر جزيل الشكر السيد رئيس المجلس البلدي لمدينة فجيج على دعمه ورعايته لهذا اللقاء. والشكر موصول لكل من ساهم في التحضير وإنجاح هذا اللقاء العلمي.

                                                                                     عبد الأحد السبتي

- هيئة التحرير

هيئة تحرير رباط الكتب - الرباط

أضف ردا

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.