كتاب “السيميائيات، مفاهيمها وتطبيقاتها”[1] بحجم تجربة صاحبه، لا غنى لمتخصص أو مبتدئ عنه، لأنه كتب بمداد يمتح من ممارسة حقيقية امتدت ردحا من الزمن في فضاء تخصصها، إذ حاولت إضاءة مجال معرفي يُمَثّل فهمه إدراكا لأدق تجليات الاجتماعي، والإنساني بصفة عامة، والتي ظلت أبرز ظواهرهما متوارية عن الاستهداف العلمي المنشود، الذي يتأسس على الاحتفاء بالعلامة ودراسة رمزيتها، إنه للأستاذ الباحث سعيد بنكراد، الذي كرس فضاءه التدويني منعطفا مساعدا للإحاطة بالمعرفة السيميائية التي يتوق إليها كل مشتغل رام فهم مجالها وآليات عملها، انطلاقا من المصطلح، والمفهوم، ومستوى التطبيق في قراءة النصوص، أو الظواهر.
1– تصفيف وصفي:
الغاية من الكتاب تزويدنا بمعرفة جديدة مثلت منعطفا حاسما يستهدف المعنى، وفق منظومة فريدة تراعي خصوصيات إنتاجه ومآلات تحولاته. إنها حالة من الوعي المعرفي الكوني الذي تبنت نتائجها مختلف العلوم والاختصاصات، لتمثل ممارسة فكرية خصبة أسهمت فيها جل الحضارات، بفضل النضج الذي منحته لتناول الظواهر الإنسانية وإعادة قراءتها وفق منظورات مغايرة ومنتجة، تنبني على التفكيك وإعادة التركيب مراعاة للظاهر والمضمر في صياغة المعنى.
وانسجاما مع ذلك، جاء المتن المدروس في انتظام يتشكل من سبعة فصول، تتصدرها مقدمة، كل واحد منها يفضي إلى نظيره بشكل سلس، يعبر عن وعي صاحبه بأهم المداخل التي يُفترض الإحاطة بها ليكون الاستواء بقدر الرغبة لتملك المعرفة التي يتطلبها المجال.
نقرأ عنوان الفصل الأول من فهرس الكتاب الموسوم بالسيمائيات وموضوعها. أما الثاني سوسير- السيميولوجيا علم العلامات. والثالث بورس والسيميائيات التأويلية، ومفهوم العلامة، والماثول، والموضوع، والمؤول. وعُنْون الرابع بسيميولوجيا الأنساق البصرية، والصورة والسنن الإدراكي، والصورة وإنتاج المعنى. ليكون الفصل الخامس جمعا بصيغة المفرد، قراءة في ألبوم فوتوغرافي، ومغاربة جمع بصيغة المفرد، وذات للتصوير وأخرى للتجريد، والمشهد السردي وانسياب النظرة، وعودة إلى المفرد. فيتبعه السادس سيميائيات النسق الإيمائي، والجسد الشيء والحجم الإنساني، والدال الجسدي تداخل العملي والثقافي، والعضو بين الحجم الثقافي والبعد العملي، وامتدادات الجسد خارج نفسه، والجسد السكون والرغبة وسلطة الأشكال. لينبري الفصل السابع إلى النص بين الإحالة الأحادية والتعدد الدلالي، والمعنى بين المحايثة والتحقق، والمعنى بين الذاتية والموضوعية، والإيديولوجيا وإنتاج المعنى.
بناء على ما سلف، لم تكن الدوافع التي حذت بي إلى تقديم قراءة في فضاءات الكتاب الغنية والدالة، إلا موضوعية، بيد أنها لا تغني عن العودة إلى المتن الأصل، لما يَحبُل به من تفرد فكري خاص وخالص، ولما يحيل عليه من مظان تمثل مرجعيات مؤسِّسة، إذ ميزته أنه جمع المتفرق وصهر الحدود لصالح معرفة متكاملة تفصح عن كل ما من شأنه أن يضيء عوالم السيميائيات. غير أن الهدف من هذه القراءة هو إعادة الاهتمام بهذا الفضاء التدويني، وتذكير المهتمين ليتخذوه أولوية في عدتهم؛ فإلقاء الضوء على سِفر من هذا القبيل لا بد وأن يكون ذا فائدة، سيما للمبتدئين الذين يتلمسون الطريق لهذا العلم، فتستعصي عليهم بعض إشكالياته التي تنفرهم منه أو تجعلهم على الأقل يتهيبون ارتياده.
2- نسقية المفهوم وفق تصورين:
منذ أن بشر عالم اللسانيات السويسري فردناند دي سوسير – سيما ما نُشر من أبحاثه بعد وفاته 1916- بمجال جديد هو السيميولوجيا، كانت تلك بشرى بعلم يدرس العلامات في الحياة الاجتماعية، بل والإنسانية. إنه علم العلامة أو سؤال العمق، المكتسب الفعلي الذي استفاده دو سوسير من دراسته العلمية للغة، فرام فك رموزها ليصبح التواصل أكثر إغراء، سيما بالانتقال إلى عوالم الإشارة الذي منحه جواز المرور إلى دراسة حياة العلامات، فكانت الممارسة الاجتماعية بشتى ظواهرها مسرحا حقيقيا أغنى نظريته. فدراسة اللسان إلى جانب الظواهر الإنسانية مثلت نسقا مشتركا يكشف عن طبيعة الفعل الإنساني، من:” هنا فإننا لا نوضح المسألة اللسانية فقط، بل نعتقد أنه كلما درسنا الطقوس والعادات والأعراف وغيرها، واعتبرناها رموزا ودلالات، فإن هذه الظواهر ستنكشف تحت ضوء جديد”[2]. فاستطاعت السيميائيات أن تلقي بظلالها على الكثير من المجالات المعرفية وتقرب بينها، باعتبارها نشاطا منتجا ينبني على أسس علمية انطلقت من اللغة، واستوعبت الرموز والإشارات، وبلورتها في سياق معرفي جمالي أعاد الاعتبار لبعض المجالات الفكرية التي كانت خاضعة للتأملات الخاصة والانطباعات التأثرية، كما هو الشأن مع العلوم الإنسانية، من لغة وأدب وفن وغيره، لتصبح ذات أنساق علمية كشفت عن غور بنياتها، ما جعلها تجنح إلى تأمل من نوع خاص، له إمكانياته المعرفية المتخصصة التي أفرزت نتائجها المتجددة، والخاضعة لأنماط التطور بأنظمتها الدقيقة التي تحاول استخلاص المعنى وفق معايير لغوية وشكلية ورمزية. ولعب نظام الثنائيات الذي أرساه الدرس اللساني في معالجة المحاور اللغوية دورا في هذه المقاربة، إذ أفضى إلى وعي مزدوج في استقراء الظواهر الإنسانية يجمع بين ظاهرها ومضمرها للكشف عن الدلائل القائمة على أنظمة دقيقة تمنحنا الدلالة وفق طاقاتنا وقدرتنا الاستيعابية أثناء قراءتها.
وكان في الضفة المقابلة من المحيط الأطلسي، وفي الفترة الزمنية نفسها، عالم أمريكي وفيلسوف هو شارل سندرس بيرس، الذي وسمت كتاباته حول العلامات بثلاث مراحل: الأولى هي الكانطية، إذ ارتبطت نظرية العلامات عنده بمراجعة المقولات الكانطية في ضوء المنطق الأرسطي. أما الثانية فهي المرحلة المنطقية التي اقترح من خلالها منطقا جديدا للمنطق الأرسطي مثل أساس تصوره الثلاثي عن العلامات. أما المرحلة السيميوطيقية الأخيرة فقد طور فيها نظريته الجديدة عن العلامات في علاقة مع نظريته عن المقولات[3]. ودعا بدوره إلى علم السيميوطيقا، الذي يمكن تعريبه بالسيمائيات، برؤية جديدة للتعامل مع الشأن الإنساني، واستغوار عوالمه التي ظلت لفترات مضت متوارية عن الاستهداف العلمي الذي ينبني على مبررات مقنعة، لتفتح آفاقا واعدة تتناول المنتج الإنساني من زوايا نظر مختلفة، ساهمت إلى حد كبير في ضخ دماء جديدة في الوعي النقدي، الذي لم يعد يقف عند عتبات الوصف المباشر للنصوص، بل تجاوزها إلى التحليل المؤسس على نظر معرفي وجمالي، وهذا ينسجم مع طبيعة مجالها الممتد التخوم، لأن السيميائيات ليست تيارا واحدا، أو نظرية جاهزة، بل هي حالة من الوعي المعرفي المتغلغل في حقول معرفية متنوعة، إذ إنها بحث في المعنى من حيث رمزيتُه المنبثقة من النصوص ومن الظواهر، وبحث في موضوع خاص حينما يكون جزءً من سيرورة دلالية؛ أي البحث في هذه السيرورة التي يُنتج وفقها المعنى، وهو ما يعرف بالسيميوز، أو التدلال، وهو التصور الدلالي الغربي للفعل المؤدي إلى إنتاج الدلالة وتداولها[4]، فأي كلمة أو واقعة لا تملك دلالتها إلا بالقدر الذي تحيل فيه على سيرورة معينة، أي أن كل فعل لا ينتج قيمه الدلالية إلا في ضوء العرف الاجتماعي والثقافي الذي يتم تداوله، وبالتالي:” فالتسنين الثقافي هو وحده الذي يمكن الذات المتلقية من فهم هذه القيم واستيعاب أبعادها المختلفة”[5]. وعليه، فالمعنى لا يمكن أن يكون خارج إطار السيرورة التي يعبر عنها، وبالتالي تصبح العلامات الأداة المثلى لتحديد طبيعة التجربة وتقييمها.
3- أبعاد السيميائيات، أو السيميولوجيا:
يتعلق الأمر، بدراسة العلامات داخل الحياة الاجتماعية[6]، إنها السيميولوجيا كما بشر بها دو سوسير، تستعين بعلامات اللسان التي تمثل نسقا معبرا عن الأفكار، لكنها لا تتجاهل الأنساق الأخرى التي تضطلع بالقدر نفسه في إنتاج الدلالة كما هو شأن اللسان، لذا فاللغة تستعين بمكونات أخرى تستأثر إلى جانب المنطوق والمكتوب في تطعيم النشاط الإنساني، ولذا فلا غرو أن تصبح الإشارات، والطقوس المختلفة، والرموز، والأمارات مجالا حيويا تستهدفه السيميولوجيا، بل إن تحديد دور اللسان بأنه أرقى شكل داخل منظومة العلامات في الحياة الاجتماعية، إلى جانب الأهمية التي تحظى بها الأشكال الأخرى، هو في حقيقته تحديد لحقيقتها غير اللسانية، إذ التجربة الإنسانية: “تعبر عن نفسها من خلال مجموعة من الوقائع التي تعد لغات تستخدم للتواصل وإنتاج الدلالات”[7]، كما أن فضاء العلامة متسع يتراوح بين الطبيعي والإيديولوجي؛ فقد يحصل أن تؤثر قوة التسنينات العرفية، على وضع العلامة الطبيعي، ليتغير فهمها داخل سياق ثقافي يخضع لهذا الاقتضاء أو ذاك، وعليه يتطلب: “التحليل السيميائي نموذجا يؤكد الأساس الحضاري العرفي للعلامات”[8]، ويبقى أساس السيميولوجيا عند دي سوسير الارتكاز على المعرفة اللسانية خصوصا ما ارتبط منها بالثنائية الشهيرة اللسان والكلام، وتحولات النسق بين هذين المكونين.
وبمنطق يرصد القواعد الأساسية للتفكير، والوصول إلى الدلالة باختلافها وتنوعها، حدد شارل سندرس بيرس في الضفة المقابلة لدي سوسير فكريا وجغرافيا، أسسا ابستيمولوجية مغايرة للعلم الذي أسماه السيميائيات، ولأنها تنظر في أصول انبثاق المعنى فهي تقوم بالأساس على الاستدلال، إذ هي بشكل أو آخر لا تخرج عن دائرة المنطق، لذا ترتبط بالإدراك الشمولي الذي يتخطى عوالم الذات ليدرك كينونة الحقائق المادية التي تؤثث المحيط الإنساني، انسجاما مع صيرورة الأحاسيس في شكلها الأول المنفصل عن السياق الزمني والمكاني، ثم في شكلها الثاني حينما تتحول إلى وقائع ملموسة تظهر تحققها الفعلي، وتحولها المفاهيمي لتصبح تصورات مجردة تمنحنا القواعد الأساسية التي نستوحي بفضلها قوانين الفعل الإنساني، وندرك عبرها العالم، فهذه المفاهيم علامات تمثل في حد ذاتها واسطة بيننا وبين العالم، لذا: “لا وجود لفكر بدون علامات، ولا يمكن أن نفكر خارج ما تقدمه هذه العلامات”[9]، وهو مفهوم العلامة عند بيرس التي تُمثل في جوهرها أساس الادراك، إدراك الأنا والآخر والعالم الذي يستوعب تحركاتنا. فالكون صانع العلامات ومانح جواز المرور لتأويلها وفهمها، فالعلامة ماثول Représentemen يحيل على موضوع Objet عبر مؤول Interprétant هذا النشاط الترميزي الذي يمنح الدلالة ويسهل تداولها هو التدلال أو السيميوز، الذي من خلاله تقوم العلاقة السيميائية بين الماثول والموضوع بفضل المؤول؛ هذه العملية التي تستوعب الكون عبر ثلاثة مستويات هي الوجود في العيان، وفي الأذهان، وما يتجسد عبر اللسان، أو عبر مكون آخر لا يقل أهمية كالصورة مثلا، ما أكده بيرس عن التجربة الإنسانية المنطبعة بالكلية: “إنها جسم عام يغطيه غلاف سميك من العلامات يتحدد داخله الإنسان بأفعاله ومعتقداته وشكوكه ويقينه كعلامات يحيل بعضها على بعض داخل نسق شاسع يوضح نفسه بنفسه”[10]، أمر المعرفة الشاملة التي تنتظم بوجود العلامة.
وقد عبر عن التناغم بين الأنساق اللسانية والبصرية ريجيس دوبري، حينما أورد واقعة إمبراطور صيني، طلب من كبير الرسامين أن يقوم بحذف صورة الشلال المرسومة في غرفته، لأن النوم كان يستحيل مع هدير المياه. فما يتسرب إلى الذهن هو فكرة عن الشيء، وليس الشيء عينه، كما أن ما نشاهده ونتأمله من حولنا، ليس الشيء نفسه، إنما ما نستحضره في السياق الذي يستثمر فيه؛ فالبحر هو الذي نعرفه، بيد أنه يجوز أن تكون له نطاقات أخرى غير محددة الأبعاد، سيما إن أصبح مرتعا للاستعمالات الاستعارية.
ويستكمل الكتاب أفق رؤيته بممارسة تطبيقية تروم استكشاف الدلالة عبر صور ألبوم فوتوغرافي، أنجزه مصور بعينه، لتنطلق المقاربة من عنوانه الموسوم ب “المغاربة”، وتستوي بالتأويل الذي يرسي مداراته في صياغة المعنى، لأن عدسة الفنان تلتقط مشاهد غاية في العمق والقوة والإبهار، ما يحيل على أهمية النسق الإيمائي، الذي يشي بفاعلية الجسد وحضوره الممتد في جميع مجالات الحياة، الحقيقية والخيالية، والعقلية والعاطفية، فهو واجهة صادقة، وفي الآن ذاته بُعد مخاتل يموه عن النظر الأكثر دقة واستقراء، لأنه مكمن الطاقات التأويلية، ناهيك عن آفاقه الاستعارية، حتى تستحيل كل حركة فيه منجزا لمشروع ثقافي بعينه، ولا يملك معنى أحاديا لأنه رهن الاستعمالات، فتكون الإيماءة الواحدة منبعا لجملة من التأويلات.
فملتقط الصورة يتواصل معنا بطريقته الخاصة، لأنه يحمل منظورا معينا يستحسن منا مقاربته وفق نمط من التأمل يجعلنا نحتفي بالوقائع التي تنقلها الصورة. وهذا في حد ذاته تجديد للوسائط الثقافية وتنويع لها، لتصبح مظاهر المعيش اليومي قضايا أساسية استطاعت السيميائيات أن تجعلها في متناول البحث العلمي، فتنصهر بذلك الحدود بين قضايا الحياة اليومية والمباحث العلمية، لأن جميع هذه المظاهر تعتبر لغات لها قواعدها التي تنبني عليها، وبالتالي فهي تتطلب قراءة تراعي معاييرها، إذ هي بالفعل تحتاج إلى الكشف والاستنطاق وترجمة أبعادها، لتصبح محورا أساسيا ينتج الدلالة. فلا غرو، أن يصبح خطاب الصورة منافسا حقيقيا لباقي الوسائط التواصلية لغزارة الدلالة الثاوية فيه، ما جعل صاحب الكتاب يلقي الضوء بشكل مكثف على المجال البصري، لأنه يحبل بكثافة دلالية لها قيمتها المعرفية والعلمية، وسَّعت تخوم العلوم الإنسانية، ومنحتنا مستوى آخر ينضح بالمعرفة والجمال.
تركيب:
هكذا، في سياق تكامل النظري والتطبيقي، يصبح الفضاء التدويني المستهدف راصا لانتظام دلالي يشي بفاعلية التجربة، التي مارست اشتغالها بمجال السيميائيات زمنا طويلا، أهَّلها أن تتناول المصطلح والمفهوم وفق تصورات تأثيلية تراعي خصوصية المرجعية الفكرية الصادرة عنها، سيما وأنها تؤسس لمحور علمي يتفاعل مع المعطيات الكونية بحمولاتها الرمزية، التي تؤول في النهاية دلالات غير متناهية بفضل ما تمنحه العلامة من فضاءات. فالمعنى لا يعرب عن نفسه منذ الوهلة الأولى، بل يحتاج قدرة خاصة تستنطق مضمراته، سواء في النص أو في ظواهر الكون، وهذا يحتاج استراتيجية لتنظيم المعنى، هي في جوهرها زحزحة لجملة من التصورات القديمة، وإرساء لأخرى تضيف أبعادا جديدة.
هوامش
1- – سعيد بنكراد، السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، دار الأمان، الرباط، دار التنوير، بيروت، ط 2 / 2019
2-_ فرديناند دي سوسير، محاضرات في علم اللسان، تر: عبد القادر قنيني، أفريقيا الشرق، الدار البيضاء، ط 3/ 2016، ص. 33.
3- جيرار دولودال، السيميائيات، أو نظرية العلامات، مدخل إلى سيميائيات شارل س بيرس، تر: عبد الرحمن بوعلي، النجاح الجديدة، الدار البيضاء، ط1/ 2000، ص. 10.
4- السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، سعيد بنكراد، ص. 18.
5- نفسه، ص. 19
6- نفسه، ص. 48.
7- انفسه، ص. 60.
8- نفسه، ص. 61.
9- نفسه، ص. 68.
10- نفسه، ص.70.