جون باتيست فريسوز وآخرون، مقدمة في التاريخ البيئي، ترجمة أيمن عبد الهادي، المركز القومي للترجمة، القاهرة، الطبعة الأولى، 2018.
يتألف كتاب مقدمة في التاريخ البيئي من ستة فصول، وهو عمل من إنجاز باحثين فرنسيين متخصصين في الموضوع (جون_باتيست فريسوز، فريديريك جرابر، فابيان لوشيه، جريجوري كوينيه). يقدم الكتاب نظرة مختلفة عن التصورات السائدة عن التاريخ الطويل لمجتمعاتنا، ويعرض للموضوعات الأساسية في التاريخ البيئي، ومنها فكرة امتلاك الطبيعة والسيطرة التقنية عليها، وتاريخ التلوث البيئي والانتهاكات التي تعرضت لها الطبيعة والتي أدت إلى تدهورها، كما يناقش العلاقة بين المناخ والمجتمع، ومنها “استئصال” القوى الاستعمارية للموارد، أو تفاوتات الثراء والقوة على النطاق العالمي وأيضا تأثير الحروب على البيئة.
كيف يمكن اعتبار البيئة منتجا لقوى تاريخية؟ وكيف يمكن إبراز دور العمليات الطبيعية دون السقوط في التصورات الحتمية ودون إنكار دورها في تاريخ المجتمعات؟ هذان السؤالان يقعان في قلب التاريخ البيئي الذي يتناوله هذا الكتاب(1).
لقد عالج المؤرخون الأربعة في فصول كتابهم المشترك، والمترجم حديثا إلى اللغة العربية (2018)، موضوعات تتجاوز التصنيفات التقليدية المعتادة، إذ كشفوا عن ثراء الدراسات الجديدة للتاريخ من خلال انفتاحه على الحقل البيئي، كما عالجوا الموضوع برؤية جديدة تستحضر تحديات المرحلة الراهنة.
يقدم هذا الكتاب التاريخ البيئي باعتباره مدخلا لدراسة التفاعل بين المجتمعات الانسانية وبيئتها، فإدماج البيئة في تاريخ المجتمعات يُمكننا من وضع سرديات تاريخية مختلفة عن هذه النوعية، ويعرفنا بأهم الإشكاليات والمداخل التي طرحتها هذه الكتابة الجديدة.
إن من أهم المعالم المميزة للتاريخ البيئي قدرته على تقديم سرديات تخص مستويات مجالية متعددة بكوكب الأرض. كما أنها قادرة على رصد التغيرات البطيئة من خلال الدراسات طويلة الأمد، والتي تطورت بشكل كبير منذ سنة 1970 وإلى غاية اليوم. ومن المعلوم أن التاريخ يتخذ في الكتابة أشكالا سردية تفرض عليه قيودا ووظائف معينة. فلكي تُقدم أحداث الماضي بشكل متماسك، ولكي يَكون لها معنى، وجب أن تُدمج الوقائع في حبكة، وأن تُقدم في شكل محكي، وبدون ذلك لا يمكن تجاوز التناقضات بشأن الروايات المتضاربة بين سرديات التقدم البيئي وسرديات التدهور، وهذا هو موضوع الفصل الأول من الكتاب الموسوم بـــ”حكايات بيئية … تقدم وتدهور وحلقات مفرغة”.
في سنة 2015، نشر جان فرانسوا موهو بمعية لوران تيسو في مجلة العلوم الإنسانية مقالا يحمل عنوانا مستفزا: “هل يصنع المناخ التاريخ؟” (2)، وهو المقال الذي حضي باهتمام كبير جدا. لا يستعيد هذا المقال نظرية الحتمية الجغرافية الكلاسيكية التي تؤكد على التأثير الذي مارسته التضاريس والظروف المناخية على المجتمعات البشرية. كما أنه لا يسوق نظريات تفسر التاريخ بعوامل طبيعية كالمناخ وأحوال جغرافية أخرى كما ذهب إلى ذلك مونتسكيو في كتابه روح القوانين أو ابن خلدون قبله في المقدمة، بل ينطلق المقال من رؤية معاصرة تُحاول تسليط الضوء على معضلة القرن الحادي والعشرين، ويتعلق الأمر بمشكلة ارتفاع درجة الحرارة في كوكب الأرض نتيجة للثورات الصناعية الكبرى، وتبدو هذه المعضلة اليوم عصية عن الحل بسبب تزايد استهلاك الوقود الأحفوري في الدول المتقدمة، مع تضاعف الاقتصاديات الصناعية في كثير من الدول الصاعدة بكل من آسيا وأمريكا اللاتينية. وبالطبع فهذه المعضلة التي تشكل حاليا الرهان الأساسي لكوكب الأرض ساهمت في انبعاث الأبحاث المتعلقة بتاريخ البيئة مجددا، والهدف مُحاولة تحديد الطرق التي ينبغي اتباعها للتعامل مع المحيط من أجل ضمان حقوق الأجيال القادمة، خاصة مع هيمنة نمط الاستهلاك في المجتمعات الحالية. وهذه القضايا يعالجها بتفصيل الفصل الثاني من الكتاب المعنون بــ “الموارد: خصخصة البيئة وتحسينها والحفاظ عليها”.
هذه المعضلات البيئية الكبرى لفتت الانتباه منذ سبعينيات القرن الماضي، وهي الفترة التي عرفت بدايات التاريخ البيئي، ويمكن تحديد هذه البداية فعليا حسب الكتاب في سنة 1969، حيث نُظمت في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية مُحاضرات مرتبطة بهذا الحقل الجديد الذي يمكن نعته باسم “البيئوية”. ومع تأسيس مجلات ودوريات وجمعيات متخصصة في الدراسات البيئية، تعزز التاريخ البيئي الوليد بباحثين ومؤرخين اقتصاديين واجتماعيين في الوقت الذي كان يهيمن فيه التاريخ الفكري والسياسي.
من بين العوامل التي ساهمت في انتعاش التاريخ البيئي ارتباطه بكتابة “التاريخ من أسفل”، فقد كانت العناصر الطبيعية مُهملة في التاريخ الرسمي مثلما كان عليه أمر الدراسات النسوية و”دراسات التابع”، وكأنها بذلك (أي العناصر الطبيعية) تنتمي لتاريخ المستضعفين، حيث لم يكن يسمع صوتها أحد، غير أن تصاعد حدة الوعي البيئي وتصاعد أصوات المفكرين والمثقفين ضد الانتهاكات الخطيرة التي تتعرض لها البيئة ساهم في بروز ونشأة التاريخ البيئي.
ولعل انحسار الاهتمام الأكاديمي بالجغرافيا البشرية في أمريكا الشمالية ساهم في فتح المجال أمام بروز التاريخ البيئي كبديل واقعي، ويبقى أهم مصدر من مصادر الإلهام لازدهار هذا التاريخ الجديد ما أتاحته مناهج مدرسة الحوليات التي سعت لكتابة تاريخ شامل عبر رؤية تربط بينه وبين الجغرافيا، وتهدف إلى إدخال الأبعاد البيولوجية والطبيعية للتاريخ البشري، ويُعتبر كتاب الأرض والتطور البشري للوسْيان فيفر من الأعمال المتميزة في هذا المجال، إذ كان له فضل الريادة، حيث ألفه صاحبه في أعقاب الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، وهي الحرب التي فقدت فيها البشرية ملايين الأرواح، وخسرت فيها الكثير من الثروات والممتلكات، ويتقاطع هذا المنجز العلمي الذي صدر في طبعته الأولى سنة 1922م مع الجغرافيا الأنثروبولوجية التي كان رائدها آنذاك فيدال دو لابْلاشْ، والتي أصبحت في موضوعها آنذاك قريبة مما يُعرف بالإيكولوجيا البشرية.
في كتابه الأرض والتطور البشري، حاول فيفر إبراز ماهية العوامل الجغرافية وموضوع أثر البيئة في الإنسان واستغلاله للأرض، وقد اتُّهم بحكم فترة صدور كتابه بانتمائه للمدرسة الحتمية، وهي المدرسة البيئية التي تُعطي للعناصر الطبيعية الأولوية القصوى، بيد أن فيفر، وعلى عكس ما تم تداوله، فنَّد أفكار هذه المدرسة ودافع عن فكرة الإمكانية والاحتمالية، وقد ساعده في ذلك تكوينه الأكاديمي وتسلحه بمناهج العلوم الاجتماعية واستيعابه لنظريات عالم الاجتماع إميل دوركهايم عن المورفولوجيا الاجتماعية، واطلاعه على ما وصلت إليه علوم الاثنوغرافيا والأنتربولوجيا. ولذا فإن هذا الكتاب، حسب هنرْي بِير الذي وضع تقديمه، كان له تأثير كبير، وكان محل نقاش ونقد وجدل (3)، وقد تبعه في هذا المجال عدد من رموز هذه المدرسة التاريخية التي كان فيفر من بين مؤسسيها. وبذلك انتعشت المنشورات التي عالجت علاقة التاريخ بالبيئة، وستستأثر بعد المواضيع بعناية أكبر، وبالخصوص دراسات المناخ والغابات، حيث سيتم الاهتمام بعلاقات الإنسان مع محيطه البيئي، وتحضر هنا بقوة مساهمات روبير ديلور، المؤرخ الفرنسي المتخصص في القرون الوسطى، والذي تناول في أبحاثه العلاقة بين الإنسان والحيوانات. كما تناولت أبحاث زميله مانويل لورْوا لادُوري حركية النباتات، ولكنه لامس بشكل أعمق التغيرات المناخية، التي تتبع تاريخها منذ ألف عام، وقد نبع اهتمام لادوري بالمناخ من دراسته لتاريخ الأرياف، حيث درس الظواهر الخاصة بها، أما فيما يتعلق بالعصر الجليدي الصغير، الذي يمتد عنده من القرن 14م وإلى غاية القرن 19م، فقد ساهم في توصيفه بدقة شديدة، وجعله مدخلا لتفسير كثير من الأحداث ومنها سنوات البؤس بفرنسا والحرب الأهلية الإنجليزية. فالمناخ في كتاباته يحضر كفاعل في التاريخ الكبير. وقد واصل أبحاثه على نفس الدرب مع تغيير المنهج، إذ أصدر سنة 1967 كتابا بعنوان تاريخ المناخ منذ ألف عام (4)، دون أن يكون للإنسان أي حضور في بحثه ولو على الهامش. يعطي هذا المؤرخ لهذا الأبعاد صبغة الثورة في كتابة التاريخ، فقد أعد تقسيما زمنيا للتغيرات المناخية في حد ذاتها دون أن يهتم بانعكاساتها على المجتمع.
يتميز علم المناخ التاريخي باقتباسه المبكر مناهج تنتمي للعلوم الطبيعية، وهو ما يتناوله بتفصيل الفصل السادس من الكتاب، والذي اختار له المؤلفون عنوان “مناخ وتاريخ”، ويتطرقون فيه لطرق وأساليب علم المناخ التاريخي، وأي حتمية من خلال نموذج العصر الجليدي؟ والتاريخ الممتد للتغير المناخي.
بفضل جهود المؤرخ لوروا لادوري، اعتُبرت فرنسا من بين أكثر المناطق نشاطا وحيوية فيما يخص التاريخ البيئي، وتشهد على ذلك الأعداد الخاصة المنشورة في كبرى المجلات المتخصصة في التاريخ. كما أن أطروحة فرنان بْرُوديل حول البحر الأبيض المتوسط في عهد فيليب الثاني (بدأ إنجازها في العشرينيات وأتم تحريرها بعد الحرب العالمية الثانية، ونوقشت سنة 1947)، أكدت على الوحدة البيئية والاجتماعية التاريخية لحوض المتوسط(5)، كما طرحت تصورا جديدا يقوم على أساس تعدُّدية الأزمنة، فهناك في المرتبة الأولى الزمن الطويل أو الزمن الجغرافي الذي خصص له الجزء الأول من الأطروحة، وهو زمن بطيء الإيقاع إلى درجة يبدو وكأنه على حافة السكون، وهو زمن شبه ساكن، يوافق تاريخ الإنسان في علاقته بوسطه ومحيطه، فإذا كان التاريخ هو أفعال الرجال في الماضي كما يرى المؤرخ الانجليزي روبن جورج كولنغوود فإن فرنان بروديل قد أضاف بشكل فعال أن التاريخ هو أيضا نتيجة للآثار البطيئة غير المحسوسة في كثير من الأحيان للمكان والمناخ والتقنية على أفعال البشر في الماضي. إن هذا الزمن الشديد البطء هو واحد من أهم وأكبر إضافات بروديل في التاريخ المعاصر، فقد ارتسمت خلف التاريخ الذي يعج بالحكومات والحروب والمجاعات تواريخ يكاد النظر إليها لا يستبين حركتها –تواريخ بطيئة الحركة-كتاريخ الطرق البحرية وتاريخ القمح ومناجم الذهب وتاريخ الجفاف والري والأراضي. وقد تناسلت الأبحاث خلال هذه الحقبة عن نماذج مُشابهة من قبيل مواضيع مثل النمو الاقتصادي للمجتمعات، والتحليل الكمي لسيل التبادلات، ومنحى التغيرات الديموغرافية، ودراسة المناخ وتقلباته.
من الملاحظ أن التاريخ البيئي الفرنسي تميز عن نظيره الأمريكي من خلال توظيفه الشكل السردي كأداة تسمح بفهم أعمق للتغيرات البيئية والتغيرات الثقافية والاجتماعية بطريقة مترابطة ودون فصل بينهما. فدراسة المناخ في الأزمنة القديمة، مثلا، ساعدت في الكشف عن وجود حالات من التغيرات العنيفة في درجة الحرارة وأخيرا الزيادة الهائلة في معدات الأرصاد الجوية مما ساعد شيئا فشيئا في تأكيد التشخيص العلمي لظاهرة الاحتباس الحراري منذ عام 1970.
في أعوام التسعينيات من القرن الماضي ستتغير الخريطة المعرفية الخاصة بجغرافية التاريخ البيئي حيث سيزدهر التاريخ البيئي مجددا في الولايات المتحدة، بالرغم من التهميش الذي لحقه في فترة حكم الرئيس ريغان. بدأ التاريخ البيئي يتناول القضايا المعاصرة وتحديات الحاضر، وصار يميل بذلك للانغلاق على نفسه، وقل انفتاحه على التخصصات الأخرى، وبذلك صنع لنفسه تخصصا مستقلا ومتميزا، وانتقل بشكل شاسع إلى أوروبا الشمالية، التي انتعشت بها فكرة الحياة البرية، والتي تعني التعامل مع الطبيعة بمعزل عن الانسان أي في حالتها الأصلية دون تأثير الممارسات البشرية. ولذا تم الترويج للمنتزهات الطبيعية والدفاع عن الحقوق المتعلقة بالحفاظ على البيئة، وبالخصوص بعد ظهور بؤر كبيرة للتلوث بسبب الاستخدام الكثيف للطاقة الأحفورية في القطاعات الاقتصادية، وتصاعد الاستهلاك المرتبط بالعولمة والتبادلات التجارية الضخمة، مما أحدث تغييرات بيئية واجتماعية واقتصادية بالغة الأثر، والتي تزايدت بفعل تزايد عدد السكان بنسبة أربعة أضعاف خلال القرن العشرين.
من جانبها ساهمت “دراسات التابع” في الهند والتي تعاملت بدورها مع مسألة البيئة من خلال إعادة قراءة نقدية للتاريخ الاستعماري وللقومية الهندية، فتم تثمين مفهوم الحياة البرية بهدف إعادة الاعتبار للفلاحين الفقراء ممن أقصتهم الإمبراطورية الإنجليزية والدول المستقلة بعدها، وتم تناول الطرق التي فكرت فيها المجتمعات في نتائج الأفعال التي أنزلها الإنسان على البيئة.
أما كندا فقد تبنت تاريخا بيئيا منفتحا أكثر على قضايا التاريخ الريفي خاصة وأن تمثيل المناطق البدوية كان ضعيفا في المصادر التاريخية مقارنة بالحواضر، في حين احتفظ التاريخ البيئي بأمريكا اللاتينية بخصوصياته لمواجهة التاريخ الذي صنعته الولايات المتحدة الأمريكية، فتم تبيان الآثار المدمرة للرأسمالية الأمريكية على البيئة، بينما اتجه المؤرخون الأفارقة الى دراسة المناطق التي لم يتم استعمارها باعتبارها مناطق بيئية بكر، وبذلك فهي تمنح آفاقا رحبة وواسعة لإغناء معارفنا عن المناطق التي لم يلحقها التأثير الضار للإنسان.
تكمن قوة التاريخ البيئي في هذا التشظي العالمي للأبحاث التي تناولته، فهذه الخصوصيات الوطنية والجهوية ساهمت في نضج التاريخ البيئي بدل تفتته، وهو ما يبرزه الفصل الخامس والأطول في الكتاب، والموسوم بـ”التاريخ البيئي والنطاق العالمي”(6)، إذ تعددت الأبحاث وزوايا النظر، وقد جنب هذا التنوع سقوط الدراسات في رؤية أحادية للتاريخ. كما عزز التقارب بين التاريخ البيئي والعلوم الطبيعية من إيجاد آليات جديدة للضبط والعمل، تحدوهما معا رغبة كبيرة في مواجهة المخاطر الكبرى الناتجة عن التلوث والانحباس الحراري. وقد كشف التاريخ البيئي أجزاء أساسية من تاريخ طويل للانتهاكات البيئية على المستوى العالمي وبَيَّنَ أسبابها وخلفياتها. واليوم، يظل أفق النطاق العالمي جبهة رائدة لبحوث هذا التاريخ في المستقبل.
وُلِدَ التاريخ البيئي في الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة نفعية، تحكمت فيه النوازع البراغماتية، وتغير سؤاله البحثي الرئيسي، وازداد ثراء شيئا فشيئا من خلال الميادين والموضوعات والجغرافيات التي عالجها. فالأسئلة والدوافع تكيفت مع مرور الزمن، فأصبح هذا الحقل شديد الثراء والتنوع، وهو الأمر الذي تتبعه ثلة من الباحثين الذين تناولوا في كتابهم مقدمة في التاريخ البيئي ازدهار هذا النوع من التاريخ الذي انتعش على الجانب الغربي من المحيط الأطلنتي، والذين حاولوا فيه التركيز على القوى الاجتماعية والبيئية الحاضرة في قلب الظواهر التاريخية بالغة الأهمية مثل حركة الاستعمار التي طالت أرجاء الكرة الأرضية المختلفة من قبل القوى الغربية في الفترة من القرن الخامس عشر وحتى القرن العشرين، والحرب الباردة والثورة الصناعية.
تعالج الطريقة التي نظمت من خلالها فصول هذا الكتاب موضوعات تتجاوز التصنيفات المعتادة وتكشف عن ثراء هذه الدراسات الجديدة في حقل التاريخ، وبالمقارنة مع منهجية تتعامل مع المادة التاريخية وفق تصنيف صارم، يكون دون شك لمثل هذا التوجه مساوئه المتمثلة في كونه يهتم ببعض الأعمال دون الأخرى، وهذا الانتقاء يظل مع ذلك مشروعا، باعتباره برهانا على تعقيد أكبر، ويمكن اعتباره دعوة لمتابعة هذه المقدمة في التاريخ البيئي بالعديد من القراءات الأخرى في نفس المجال لتوسيع الرؤية بخصوص هذا الموضوع.
الهوامش:
1- جون باتيست فريسوز وآخرون، مقدمة في التاريخ البيئي، ترجمة أيمن عبد الهادي، المركز القومي للترجمة، القاهرة، الطبعة الأولى، 2018، ص9.
2- Laurent Testot et Jean-François Mouhot, “Le climat fait-il l’histoire ?” Sciences humaines, n° 258, avril 2014.
ويوجد جزء من المقال منشورا على الرابط (تاريخ الزيارة 10-2019):
https://www.scienceshumaines.com/le-climat-fait-il-l-histoire_fr_32319.html
3- لوسيان فيفر، الأرض والتطور البشري، ج 1، المركز القومي للترجمة، صص21-37.
4- Emmanuel Le Roy Ladurie. Histoire de climat depuis l’An mil, Paris. 1967
5- جون باتيست فريسوز وآخرون، مقدمة في التاريخ البيئي، م س، ص 87.
6- نفسه، صص 85-106