روس إ. دان، مغامرات ابن بطوطة، الرحالة المسلم في القرن الرابع عشر الميلادي، ترجمة أحمد بوحسن، الدار البيضاء-دار توبقال، 2020، 430 ص.
بدأت صداقتي لأبي عبد الله أبن بطوطة سنة 1963 لما التحقت ببرنامج الدراسات العليا الخاص بالتاريخ الإفريقي والإسلامي في جامعة وسكنسنWisconsin University . وأريد أن أرجع إلى تلك السنة البعيدة لأبين لماذا وكيف كتبت مغامرات ابن بطوطة، وإن لم يظهر الكتاب إلا بعد عشرين سنة بعد ذلك. لذلك أرجوكم أن تتحملوني.
قرأت في البداية عن ابن بطوطة في وسكنسن فيما يتعلق برحلته إلى إمبراطورية مالي في سنة 1351م، وفي السنة الثانية من دراساتي للعربية، طلبت مع زملائي الطلاب من أستاذنا أن يسمح لنا بترجمة جزء من رحلة ابن بطوطة إلى مالي إلى اللغة الإنجليزية. لم أكن آنذاك مهتماً بشكل خاص بالتخصص في التاريخ الإسلامي الوسيط. ولما حان وقت اختيار موضوع أطروحتي للدكتوراه، استشرت ستيوارت شارStuart Schaar ، أستاذي في تاريخ شمال إفريقيا والأكاديمي الذي قد يعرفه بعضكم، فحدثني عن الكنز الدفين من الوثائق في أرشيف الجيش في باريس الخاص بالغزو الفرنسي لجنوب المغرب، وهو حدث بدأ قبل ثلاثة عقود من إعلان الحماية. ونظراً لتجربتي في التاريخ، والأنثروبولوجيا، والدراسات الإسلامية في وسكنسن، فلم أكن أهتم كثيراً بغزو الفرنسيين أكثر مما كنت أهتم بكيفية مقاومة المغاربة لذلك الغزو في تلك المنطقة. وبالإضافة إلى بحثي في الأرشيفات والمكتبات في فرنسا والمغرب، قمت باستجواب الفلاحين المحليين والمسؤولين في تافيلالت، وبوذنيب، وفجيج، وأماكن أخرى في الجنوب الشرقي المغربي بصحبة يوسف حزموي، دليلي الموهوب ومترجمي.
لما انتهيت من تحرير أطروحتي في سنة 1968، حصلت على منصب تدريس تاريخ إفريقيا في جامعة سان دييـﮕو الأهلية San Diego State University في جنوب كاليفورنيا، وخلال سنواتي الأولى هناك، نشرت مقالات حول الجنوب الشرقي المغربي، وفي سنة 1977 نشرت كتابي حول المقاومة في الصحراء، رد المغرب على الإمبريالية الفرنسية، 1881-1912، وهو في الأصل أطروحتي للدكتوراه. (قام أحمد بوحسن بترجمته ووضع له العنوان التالي: “المجتمع والمقاومة في الجنوب الشرقي المغربي: المواجهة المغربية للإمبريالية الفرنسية 1881-1912“). كما بدأت العمل حول الثائر بوحمارة، وهي مرحلة رائعة في تاريخ مغرب ما قبل الاستعمار. ربما كان علي أن أستمر في هذا المسار المهني، فأتخصص في تاريخ شمال إفريقيا وأرفع من قدراتي في اللغة العربية، ربما طول حياتي المهنية.
ولكن هذا لم يحدث، ويرجع ذلك أساساً إلى تعَرُّفي في وسكنسن على حقل أكاديميي جديد من تاريخ العالم. كان برنامجي الرسمي للدراسات العليا هناك بعنوان التاريخ المداري المقارن، والذي سمي فيما بعد تاريخ العالم المقارن. وكان فيليب د. كورتنPhilip D. Curtin ، مؤسس البرنامج، رائداً في الدراسة الأكاديمية للتاريخ الإفريقي. ولكنه طرح أيضاً أسئلة تاريخية واسعة يتطلب البحث فيها تجاوز الحدود، ليس فقط بين بلد إفريقي واحد وآخر، ولكن بين مناطق العالم والقارات. كان برنامج تاريخ العالم في وسكنسن، الذي تأسس في 1959، في الواقع، هو أول برنامج تأسس في الولايات المتحدة، وفي أي مكان العالم كذلك. فكان يتطلب من الطلاب أن يختاروا تخصصاً إقليمياً ما، ولكن مع دراسة موضوعات ذات نطاق إقليمي أو حتى عالمي، باستعمال منهجية كورتن للمقارنة الاستقرائية في الحالات التاريخية الخاصة. وخلال سنتي الأولى، عرّفني الأستاذ كورتن على عمل ويليام ه. ماكنيلWilliam H. McNeil ومارشال هودجسونMarshall Hodgson ، المبدعين الآخرين المشهورين في تاريخ العالم. وقد كان لعلم هؤلاء الرجال الثلاثة تأثير عميق على أفكاري التي تكونت لدي عما هو مثير للاهتمام وهام في دراسة الماضي.
ولما كنت مدرساً شاباً وحَذِراً من الناحية الفكرية في جامعة سان دييـﮕو الأهلية، لم يكن لدي طموح فوري لأن أصبح متخصصاً في تاريخ العالم. كنت بالأحرى أريد متابعة دراساتي للمغرب المعاصر وإخراج كتابي الأول. دَرَّستُ تاريخ إفريقيا، إفريقيا شمال وجنوب الصحراء معاً (والصحراء نفسها). ودرَّستُ كذلك تاريخ الحضارة الغربية، وهو مقرر دراسي أساسي (تعليم عام) فرضت علي شعبتي الأكاديمية تدريسه. ولكن بفضل كورتن، وماكنيل وهودجسون ومؤرخين آخرين لتاريخ العالم، بمن فيهم فيرناند بروديلFernand Braudel ، والفريد كروزبيAlfred Crosby ، ولِفْتن ستافريانوسLeften Stavrianos ، إمانويل فالَرشتاينImmanuel Wallerstein ، لم استطع أن أبعد عن رأسي فكرة تاريخ العالم كحقل للتدريس والبحث.
استطعت، بالتالي، أن أقنع سنة 1974 مجموعة صغيرة من الزملاء بالالتحاق بي في تقديم درس لطلاب المرحلة الجامعية الأولى في تاريخ العالم – الماضي البشري من العصر الحجري الأول إلى سنة 1500م في الفصل الجامعي الأول، ومن سنة 1500م إلى الحاضر في الفصل الثاني. وقد أخذ هذا المقرر باهتمام الطلاب بشكل مرض، وإن استغرق بضع سنوات لإقناع أعضاء شعبتي لقبوله كبديل للحضارة الغربية، كما يشترطه المقرر الجامعي الأساسي للطلاب. كانت الحلقة الدراسية التمهيدية عبارة عن مسح عام لتاريخ العالم، مع التركيز على التطورات التاريخية الممتدة على نطاق واسع ذات الأهمية الإقليمية أو على مستوى نصف الكرة الأرضية أو الكرة الأرضية كلها. كنت متأثراً بمقاربة مارشال هودجسون، الذي كتب الكتاب الأساسي الهام مغامرة الإسلامThe Venture of Islam ، ولكن كذلك سلسلة من المقالات حول تاريخ العالم. لقد اعتبر هودجسون إفريقيا، وأوروبا وآسيا جميعها مجالاً فضائياً واحداً للتفاعل التاريخي بين الشعوب. ويشير إلى هذا الفضاء باسم “الأفرو-أرواسي”، وإن كنت في النهاية قد قمت بجمع هذه الكلمة المركبة في كلمة واحدة هي “أفروأوراسيا”. كانت دروسي في تاريخ العالم تتناول بشكل خاص تطورات المجتمعات، والمناطق،- الصين، والهند، وجنوب غرب آسيا (الشرق الأوسط)، وإفريقيا، وأوروبا، والأمريكيتين-، ولكنها كانت تهدف إلى التركيز على كل التفاعلات بين هذه المناطق والتطورات التاريخية الكبرى التي مرت بها.
هنا دخل ابن بطوطة في الصورة. فكتابة كتاب عن ابن بطوطة جاءتني فجأة ذات يوم في سنة 1976. كان من إحدى التطورات في تاريخ العالم فيما يسميه هودجسون “الحقبة الوسيطة” (1000-1500م) ذلك التوسع المستمر للإسلام كدين ونظام ثقافي معقد يمتد من أحد طرفي الأفرو-أوراسيا إلى الطرف الآخر. سافر ابن بطوطة في الربع الثاني من القرن الرابع عشر الميلادي من المغرب إلى الصين وعاد منه، ومن روسيا إلى شمال تانزانيا جنوب خط الاستواء. يبدو لي أن هذه الرحلة الهائلة قد أظهرت بشكل رائع الإسلام كظاهرة اجتماعية وثقافية في نصف الكرة الأرضية الغربي. لقد تصورت مشروع بحثي كدراسة لأفرو-أوراسيا القرن الرابع عشر الميلادي، واعتبرتها كمنطقة تفاعلات دينامية بين الشعوب والمجتمعات عبر المسافات البعيدة. وستكون مسيرة ابن بطوطة غير العادية هي مرجعي في وصفي لهذا العالم. وعليَّ أن أعترف أن تجربتي في تدريس تاريخ العالم قد أثرت علي أكثر من بحثي في تاريخ المغرب المعاصر للقيام بهذا المشروع.
إن كل ما نعرفه عن ابن بطوطة موجود تقريباً في رحلته الطويلة، أو كتاب الأسفار، التي جمعها في فاس في أواسط سنوات 1350م بتعاون مع أبي عبد الله ابن جزي، الأديب الأندلسي الشاب. ولهذا العمل عنوان طويل منمق [تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار]، ولكن العلماء يسمونها عادة الرحلة أو الأسفار. وتؤكد بعض الوثائق القليلة التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر الميلادي بشكل مستقل ومقنع أن ابن بطوطة كان موجوداً في ذلك الوقت وأنه سافر إلى ما وراء حدود المغرب. ولقد فهمت منذ البداية أن بحثي لن يسعى إلى البحث عن وثائق إضافية حول الإنسان نفسه، لأنه، كما يعلم الجميع، ليس هناك وثائق أخرى غير الوثائق القليلة المختصرة التي تم الكشف عنها. وكان علي أن أبني كتابي على سرد ابن بطوطة الخاص وعلى المنشورات الكثيرة، بما فيها الرحلات الأخرى ولأعمال التاريخية والجغرافية التي ترجع إلى القرن الرابع عشر الميلادي أو بعده.
وقبل أن أعود إلى العمل في مشروعي، كان علي أن أسأل نفسي سؤالاً كبيراً: ماذا أفعل بكتابة كتاب معقد حول القرن الرابع عشر الميلادي؟ فأنا لم أكن متخصصاً في الإسلام الوسيط، ولم أكن فقيه لغة. وكانت معرفتي بالعربية محدودة. هل فقدت عقلي؟ كان لدي ثلاثة أجوبة عن سؤالي. الأول هو أن أعتمد على الترجمات الإنجليزية والفرنسية الجيدة لكتاب الأسفار. وقد كانت الترجمة الفرنسية التي نشرها اثنان من القساوسة الروم الكاثوليك، اللذين اكتشفا مخطوطات الرحلة في الجزائر، مفيدة لي بشكل خاص. فقد قدم كتابهما النص بالعربية في النصف الأعلى من الصفحة والترجمة الفرنسية في النصف الأسفل. كما اعتمدت كثيراً على طبعة السير هاملتون ألكساندر روسكين جيبH. A. R. Gibb الإنجليزية التي وضع لها شروحاً مستفيضة، والتي تتكون من أربعة مجلدات نشرت على مدى أربع وستين سنة، وأتم إنجازها الأستاذ س. ف. بيكينجهام C. F. Beckingham في سنة 1992.
وكان الجواب الثاني عن سؤالي هو أنني لم أرد إنتاج دراسة نقدية لنص ابن بطوطة، فقد قام بذلك العديد من المؤرخين، وفقهاء اللغة، والمستعربون الكبار الذين سأعتمد على أعمالهم. لقد أردت، بالأحرى، أن أعرض قصة الرجل ومسارَه في سياق التغير السريع لعالم القرن الرابع عشر الميلادي. كانت تلك مرحلة سيطر فيها ملوك المغول على الجزء الأكبر من أفرو-أوراسيا وانتشر فيها الطاعون الأسود عبر نصف الكرة الأرضية، والذي وصل كذلك إلى المغرب وقتل أم ابن بطوطة. أردت أن أكتب كتاباً يمكن أن يتحول يوماً ما إلى فيلم مثير ومليء بالحركة! (بالرغم من بعض المشاريع الأولية، لفيلم لم يتم إنتاجه بعد). وأملاً في ضمان الاتساق السردي لكتابي، قررت أن أضع ملاحظاتي حول معنى النص وعدد من التعقيدات الجغرافية والتسلسل الزمني في الرحلة في الهوامش.
وكان الجواب الثالث عن سؤالي حول مؤهلاتي لكتابة هذا الكتاب هو ثقتي بأن العلماء المختصين في تاريخ الإسلام الوسيط ودراسة النصوص العربية لن يكتبوا أبداً الكتاب الذي أردت كتابته. كانت أهدافي الرئيسة هي أن أساهم في دراسة تاريخ العالم وأن أقدم للطلاب وعامة القراء معاً ابن بطوطة العالم الفقيه، والصوفي الورع، والمهني، والمحب للحياة. لقد علمتني قراءتي لأسفار ماركو بولو في القرن الثالث عشر الميلادي أن ابن بطوطة كتب قصة عبّرت عن شخصيته، وحيويته، وإثارته أكثر مما فعله تاجر البندقية. كنت أدرك أنني أجازف بنشر كتاب قد لا يعجب المختصين في العصور الوسطى. وعلى كل حال، فأنا لست واحداً منهم. ولكنني علمت أيضاً أنه إذا ما فشل مشروعي، فإنني أستطيع العودة دائماً إلى تاريخ المغرب المعاصر، وربما اكتب كتاباً عن بوحمارة! (ويبدو، أن مؤرخي العصر الوسيط وفقهاء اللغة قد أعجبهم كتابي، كما اتضح ذلك فيما بعد).
ونظراً لواجباتي التعليمية، فإن نشر كتابي الأول، وولادة ابنتي، فإنني أنا وابن بطوطة تقدمنا ببطء خلال السنوات الثلاث الأولى للبحث والكتابة. ومع ذلك، ففي سنة 1980، حصلت على منحة من مؤسسة التمويل الوطني للعلوم الإنسانية(National Endowment for the Humanities) للعمل في مشروعي لمدة سنة كاملة. واتفقت أنا وزوجتي أن نأخذ معنا بنتينا إلى إنجلترا في تلك المدة ونجعل كمبرج وجهتنا ونتخذ منها قاعدتنا. كنت أرى أن كمبردج، وأوكسفورد، ولندن تشكل نوعاً من المثلث الذهبي الذي يتركز فيه العلماء الكبار بشكل مكثف، بتخصصات معرفية دقيقة في تاريخ العصر الوسيط لأفرو-أوراسيا. وخلال سنة إقامتنا في إنجلترا، استفدت من العديد من أولئك العلماء، واستفدت كثيراً من زيارة أعضاء مركز الشرق الأوسط في جامعة كمبردج، وكلار هولClare Hall ، كلية الدراسات العليا بكمبردج.
وعندما عدت أنا وعائلتي إلى البلد في صيف 1881، كان ما يزال لدي عدة فصول من الكتاب علي أن أكتبها. كما أمضيت كذلك عدة ساعات في تجميع إحدى عشرة خريطة عن الطرق التي سلكها ابن بطوطة في سفره. ثم اشتغلت لمدة خمس سنوات أخرى، بينما كنت أتولى أيضاً رئاسة جمعية تاريخ العالم التي تأسست حديثاً لمدة عامين من تلك السنوات. وفي سنة 1886 تعاقدت مع دار نشر هيلم Helm publishers في لندن ( اندمجت فيما بعد في روتليدج) لنشر مغامرات ابن بطوطة. وبعد ذلك بقليل وافقت مطبعة جامعة كاليفورنيا على نشر طبعة أمريكية. وظهر الكتاب في ربيع 1987، وكنب مؤرخ الشمال الإفريقي ريتشارد بينيلRichard Pennell في مراجعته المبكرة للكتاب:
لقد أخذ دان من المادة الخام لأسفار ابن بطوطة، لقطة معبرة لهذا العالم الموحد الغريب (على الأقل بالنسبة لنا). إنه إنجاز رائع: الكتاب هو أكثر مما خَطَّطَ له أن يكتبه؛ فهو ليس مجرد إعادة سرد لقصة ابن بطوطة للجمهور العام، كما يصفها هو بتواضع، بل هو تقديم للعالم الإسلامي على وجه الخصوص، وأواخر عالم القرون الوسطى بصفة عامة.
راجعت الكتاب في سنة 2005 من أجل طبعة جديدة محيَّنة. وظهرت طبعة ثانية جديدة سنة 2012. وتريد اليوم مطبعة جامعة كاليفورنيا أن تنشر طبعة ثالثة للكتاب متى ما وجدت الوقت للقيام بها. وظهرت ترجمات مغامرات ابن بطوطة إلى الإيطالية، والتركية، ولغة الملايو، والإندونيسية. ومع ذلك، فإن أهمها بالنسبة لي هي الطبعة العربية التي نشرها صديقي العزيز أحمد بوحسن في دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، في سنة 2020.
أنا مندهش من هذا الكتاب الذي استمر الحديث عنه بعد مرور أربع وثلاثين سنة من نشره. ويرجع ذلك في اعتقادي إلى أن ابن بطوطة قد أصبح خلال تلك السنوات شخصية تاريخية معروفة أكثر فأكثر لكل من المسلمين وغير المسلمين. وربما يأتي ذلك التقدير جزئياً لأنه يجسد روح التسامح، والفضول، والصفة العالمية في عالم ابتلي حالياً بالطائفية والمواطنة الأصلية وعدم التسامح. لقد نُشرت مقالات وكتب عديدة حوله منذ أن ظهر عملي، بما في ذلك عمل تيم ماكنطوش-سميث Tim Mackintosh-Smith في ثلاثة أجزاء يصف فيها رحلته الخاصة مقتفياً خطى ابن بطوطة عبر أفرو-أوراسيا. وكان ابن بطوطة موضوع مقالات عامة وعدة أفلام وثائقية. كما ألهم الرحالة كذلك بعض كتاب الأدب الخيالي، بما في ذلك كتاب الأطفال بعنوان ابن بطوطة في وادي الموت! وبالعودة إلى سنة 1976 نجد أن الجمعية الفلكية الدولية قد أطلقت اسم ابن بطوطة على فوهة قمرية. ويبلغ عرضها أحد عشر كيلومترا، ويمكن رؤيتها على الجانب القريب من القمر. ولا شك أن سمعة ابن بطوطة العالمية ستزداد باستمرار. وقد أشار محررو الطبعة الإيطالية من كتابي إلى المغربي كـ “ماركو بولو الإسلام”. وأنا أتطلع إلى اليوم الذي نفكر فيه في ماركو بولو كـ “ابن بطوطة أوروبا”!