وُلِّد رءوف عباس في مدينة بورسعيد في أغسطس 1939، ولكنه انتقل إلى القاهرة ليستقر بها مع أسرته. وأنهى رءوف عباس دراسته الجامعية في التاريخ من كلية الآداب جامعة عين شمس؛ ثم حصل على درجة الماجستير في التاريخ الحديث عن موضوع الحركة العمالية في مصر 1899- 1952؛ ثم حصل على الدكتوراه عن موضوع الملكيات الزراعية الكبيرة في مصر حتى عام 1914.
انتقل رءوف عباس للعمل في كلية الآداب جامعة القاهرة التي ترقى فيها ليصل إلى منصب رئيس قسم التاريخ بها من عام 1982 إلى عام 1988؛ كما تولى أيضًا منصب وكيل الكلية للدراسات العليا من عام 1996 إلى عام 1999؛ ورأس أيضًا رءوف عباس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية من عام 1999 حتى وفاته في عام 2008.
ويُمثِّل سفر عباس إلى اليابان كأستاذ زائر في السبعينات، ثم في الثمانينيات، نقلة فكرية مهمة في حياته. إذ اطلع رءوف على أفكار ومناهج جديدة جاء ليبشر بها في القاهرة، وأحدثت نقلة نوعية ظهر أثرها على تلاميذه ومريديه. كما كتب في وقتٍ مبكر جدًا عن التاريخ الياباني، ويعتبر كتابه عن اليابان في عصر ميجي من الكتب الرائدة في هذا الشأن في المكتبة العربية. كما ترجم كتابًا آخر عن يوميات هيروشيما مسجلاً فيه فظائع الهجوم الذري على هذه البلدة. واهتم لاحقًا بعقد دراسة مقارنة بين تطور الفكر المصري في القرن التاسع عشر مع مثيله الياباني.
وبالنسبة لتاريخ مصر، انصب الاهتمام الأكبر لرءوف عباس على مجال التاريخ الاقتصادي-الاجتماعي لمصر الحديثة والمعاصرة، حيث أسس مدرسة في هذا المجال في جامعة القاهرة. واهتم في أواخر أيامه بالعصر العثماني، رغم أنه لم يكن من دارسيه، إلا أنه رعى الجيل الجديد من الباحثين المصريين المهتمين بهذا الشأن.
وحصل رءوف عباس على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية في عام 1999، وفي يناير 2008 تم اكتشاف إصابته بالمرض اللعين، وبعد عدة أشهر من المعاناة مع هذا المرض توفى رءوف عباس في يوليو 2008 بعد أن أدى دورًا مهمًا في تطور المدرسة التاريخية المصرية.