علامات، عدد 35، 2011.
صدر حديثا العدد الجديد (عدد 35) من مجلة علامات. وهي من المجلات التي لعبت دورا فعالا في المشهد الثقافي المغربي والعربي. مجلة ثقافية مُحكّمة مهتمة بالسميائيات والترجمة، يديرها الناقد والسميائي سعيد بنكراد. وقد حافظت مجلة علامات على الانتظام في الصدور والاستمرارية منذ 1994. ويتضمن العدد الجديد من مجلة علامات ملفا خاصا عن المسرح يتكون من تسعة مواد.
كانت افتتاحية العدد بدراسة حول “الترجمة والمسرح” لحسن بحراوي الذي ألقى الضوء على ترجمة المسرح في العالم العربي وما تتطلبه هذه الترجمة من حس إبداعي فني وأدبي، خصوصا في مسرح يُكتب للعرض لا للقراءة. مشيرا إلى الإنجازات الكبيرة لمترجمي المسرح إلى العربية. وقد حاول الباحث الإجابة على أسئلة معرفية كبيرة فيما يتعلق بالترجمة واللغة الأفضل لهذه الترجمة، وحدود المترجِم وما يجوز ولا يجوز له في عملية الترجمة دون المساس بالبناء الدرامي للأصل.
ويقدم حسن يوسفي قراءة في تجارب إخراجية جديدة جاعلا من “الصورة أفقا للتجريد في المسرح المغربي”. فأشار إلى الاختلاف في الفهم في تمثُّل مصطلح التجريب ودلالاته. فالصورة في المسرح التجريبي تفتح أفقا لفرجة مختلفة عن الفرجة التقليدية، فتمثّل بعض التجارب التي جعلت من الصورة منطلقا واعيا للتجريب المسرحي.
ويطرح مصطفى رمضاني تجربة مسرحية محمد مسكين كتجربة مميَّزة رائدة ل”حضور الصيغ الجمالية الشعبية”. فقد استطاع هذا المسرحي أن يقدم أهم القراءات التي ظهرت في سياق خطاب التأصيل والحداثة من خلال تعامله مع التراث بوعي نقدي يجمع بين التنظير والبحث الميداني في التراث.
ويقدم رشيد بناني ترجمة لمداخلة حول النقد المسرحي في مواجهة الإخراج ل”باتريس بافيس”. كان قد قدّمها بافيس في ندوة حول موضوع “المسرح الحديث والنقد”. وفيها يحاول أن يجيب عن سؤال مهم وهو كيف يُسعفنا النقد المسرحي الصادر في وسائل الإعلام في تذوّقٍ أفضل للإخراج المسرحي؟ مرورا بأزمة الإخراج المسرحي وأزمة النقد المسرحي الذي يجب أن ينصبّ عليه القسط الأكبر من تفكيرنا.
وتتناول حليمة البخاري “مسار حياة فوق الركح” محمد تيمد نموذجا. فتجربة محمد تيمد 1937- 1991 تشكل لحظة مهمة في المشهد المسرحي الهاوي بالمغرب. سواء من حيث التراكم الدرامي أو من حيث مساهمته في الإخراج والتجريب الفني والجمالي وكذلك علاقته بمسرح اللامعقول.
وتهتم سعاد درير بمفهوم “العلامة في المسرح: الموقعية الوظيفة”. فالمسرح حسب الباحثة شبكة من العلامات المركبة المتسمة بالطبيعة المعقدة. موضحة موقعية العلامة في تاريخ المسرح والتي تسبق المسرح وتسبق اللغة نفسها، مشيرة إلى وظيفة العلامة في المسرح الذي يشكل مجالا خصبا للتواصل العلاماتي.
أما محمد نوالي فيقوم بقراءة نقدية ل”الفرجة في خطاب النقد المسرحي المغربي”. فقدم تحليلا للنقد المسرحي المغربي والفنون الفرجوية ورهان أنتروبولوجيا المسرح وتصوره للفرجة بين المسرح وبين أوهام التنظير، ومغالطة الماهوية المطلق.
وتقدم حياة خطابي قراءة لمسرحية “لحساب تالي” و”الرحلة الاستباقية من العتبة إلى المتن”. وهي ورقة تلقي نظرة على عمل من أهم أعمال مصطفى رمضاني، كعمل يمثل مستوى عاليا من النضج المعرفي. وتستقي الباحثة مادتها من الحياة الواقعية التي عاشها رمضاني. فكتابته برأي الباحثة كتابة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتؤسس لكتابة درامية جديدة.
أما محمد شبير فيشارك بدراسة حول “فلسفة المسرح نحو قراءة للممثل في ضوء التفكيك”، يهدف فيها إلى إعادة التفكير في الممثل من خلال أشكَلته، والتفكير فيه خارج أشكال التشيء، جاعلا من الفلسفة عملية وأجرأة يكون موضوعها هو المسرح. وبهذه الورقة يختم ملف المسرح.
وفي باب الدراسات يقدم سعيد بنكراد دراسة حول “الخلاف والاختلاف” أو الفصل بين الواحد والمتعدد، موضحا الفرق بين الخلاف والاختلاف، وكيف يمكن أن يتحول الخلاف إلى اختلاف. فالاختلاف يجيز كل الخلافات إلا ما يمس إنسانية الإنسان حسب المؤلف. كما أن الاختلاف حق يساوي بين الأغلبية والأقلية في الحق والواجب.
ويقدم محمد أسليم ترجمة لفيليب بطز بعنوان “ما الأدب الرقمي؟” (ترجمة الفصل الأول من كتاب فيليب بطز)، مشيرا إلى أن الأدب الرقمي أثار الكثير من التساؤلات وردود الفعل إلى يومنا هذا. فالأدب الرقمي أدب يثير الجدل لما يحدثه من تغييرات عميقة بالقراءة والكتابة. إلا أنه لا يشكل قطيعة بل هناك استمرارية، كما يشكل العمل الأدبي الرقمي جهاز تواصل بين الكاتب والقارئ. ولا يشكل قطيعة أدبية بينها وبين الأعمال غير الرقمية.
وتقدم الناقدة العراقية رسول محمد رسول قراءة لرواية اكتشاف الشهوة للكاتبة الجزائرية فضيلة الفاروق بعنوان “الأنوثة المأزومة” جهات الاستبدال. ترى الباحثة أن فضيلة الفاروق بدأت روايتها بالمتخيل الأنثوي المأزوم، صورة الأنوثة العربية المأزومة، وهي صورة قابلة للتأويل القرائي لما يحمله النص من طاقة إبداعية دلالية.
أما إبراهيم حسناوي فيشارك بورقة حول “التمثلات البصرية في الورقة النقدية” قراءة في عمارة الجنوب المغربي. موضوع العمارة في الأوراق النقدية لاعتبارها خطابا بصريا، وكذلك التمثلات الغربية لموضوع العمارة. التمثلات البصرية والعناصر التشكيلية الجمالية في عمارة الجنوب.
ويكتب فؤاد بن أحمد عن “السياسة بمنطق الملاحة عند ابن رشد” الممكن والاستعارة. لم يكن غرض الكاتب من هذه الدراسة التنبيه إلى الدور التلميحي للاستعارة على منوال القدماء، بل يقصد النظر إلى تلك الصور التي تنتمي إلى عالم الملاحة وكيفية انتقالها إلى عالم السياسة، فالملاحة استعارة وصناعة، وابن رشد نظر إلى السياسة كأمر شبيه بعلوم وصنائع أخرى. وقد اختار الكاتب من هذه الصنائع صناعة الملاحة التي هي عند ابن رشد صناعة فاعلة اغتنت عبر تاريخ الفكر البشري.
أما جعفر عاقيل فيساهم بدراسة حول “صورة المغرب” في عين الفوتوغرافي الأجنبي من خلال البطاقات البريدية كموروث بصري مغربي بامتياز. فقدّم قراءة لبعض الفوتوغرافيات التي اهتمت بالمغرب، وذلك بالكشف عن بعض التصورات والتمثلات بغية إبراز بعض المنطلقات الفكرية والإبداعية الجمالية لهذا الخطاب.
وقدّمت المجلة مجموعة من العناوين لإصدارات حديثة وهي كالتالي: أبراج بابل شعرية الترجمة من التاريخ إلى النظرية لحسن بحراوي. المسرح والحداثة لحسن يوسفي. مسرح عبد الكريم برشيد التصور والإنجاز لمصطفى رمضاني.المسرح المغربي قبل الاستقلال لرشيد بناني. بناء المصطلح بين قيود المعجم وقلق الاستعمال لعبد الحي العباس. سيميائيات إيديولوجية لحبيبة الصافي. التخييل والشعر حفريات في الفلسفة العربية الإسلامية ليوسف الإدريسي. القراءة العربية لكتاب فن الشعر لأرسطو لعبد الرحيم وهابي. علامات من السرد المغربي لعبد المجيد الحسيب. الشعرية والسرديات لمحمد الزموري.الجسد في الرواية الإماراتية لرسول محمد رسول. رقصة الوداع لميلان كونديرا لمحمد العماري.الكتابة وسلطة المرجع في المغرب العربي لمحمد الدوهو.
يشرفني ان أطلب اليكم نسخة من هذا الإصدار لهذا العدد 35 وذلك لأنني بحاجة اليه في مناقشة رسالة الماجستير في المجال المسرحي