علي بنطالب، آثار الضغط الجبائي في تطور العلاقات بين المخزن والقبائل 1894-1912م، أطروحة لنيل دكتوراه في التاريخ، إشراف علال الخديمي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، 2004.
تتناول هذه الأطروحة بالدرس والتحليل موضوع الضغط الجبائي وعواقبه على المجتمع المغربي خلال عهدي السلطانين مولاي عبد العزيز ومولاي عبد الحفيظ. وقد تم تقسيم الموضوع إلى ثلاثة أبواب وثمانية فصول.
تم التطرق في الباب الأول إلى النظام الجبائي المغربي، وفي الفصل الأول منه تم تحليل طبيعة الجهاز الجبائي داخل القبائل، وخلصنا إلى أن المخزن لم يكن يتوفر على جهاز جبائي منظم ومحكم وفعال داخل القبائل، وأن هذا الجهاز كان يعتريه خلل وفساد كبيرين.
وفي الفصل الثاني حاولنا التطرق إلى مختلف أنواع الجبايات المستخلصة من سكان القبائل. فيما جاء الفصل الثالث مخصصا لتحليل طرق وأساليب استخلاص الجباية من السكان.
أما الباب الثاني فقد عمل على تتبع السياسة الجبائية التي نهجها المخزن خلال الفترة المدروسة. وهكذا جاء الفصل الرابع مخصصا لتزايد الضغط الجبائي خلال العهد العزيزي الأول 1894-1900، حيث تعسف القواد على محكوميهم، ولعبت هذه التعسفات دورا كبيرا في تزايد حدة الحيف الجبائي الذي لحق سكان البوادي خلال هذه الفترة.
فيما تناول
الفصل الخامس كل ما يرتبط بالإصلاح الجبائي العزيزي سنة 1901 المعروف بالترتيب، والذي انتهى في الأخير إلى الفشل بسبب افتقاده للمرونة اللازمة، وإخلاله ببعض القواعد الدينية من خلال إلغائه للزكاة. وتطرق الفصل السادس للسياسة الجبائية على عهد السلطان مولاي عبد الحفيظ، حيث اضطر المخزن إلى العودة إلى النظام القديم في الجباية، ووجد سكان البوادي أنفسهم من جديد تحت ضغط جبائي كبير.
وتطرق الباب الثالث لعواقب الضغط الجبائي على القبائل. حيث تم الوقوف في الفصل السابع عند العواقب السياسية المتمثلة في اتساع حركة التمرد بالعديد من القبائل، ذلك أن إنهاك سكان البوادي بضرائب مختلفة، وتزايد التغلغل الأجنبي في البلاد، وضعف المخزن وتعدد أزماته، عوامل أساسية ترتبت عنها انتفاضات قبلية هنا وهناك، اتسع معها عدد الرافضين لأداء الواجبات والكلف المخزنية.
أما الفصل الثامن والأخير فقد تطرق إلى عواقب اقتصادية واجتماعية تجلت بالأساس في حالة التفقير العام الذي تعرضت له العديد من البوادي، ولجوء الكثير من السكان إلى الفرار من أراضيهم هروبا من أداء الواجبات والكلف المخزنية. وقد ترتب عن تزايد الضغط الجبائي أيضا لجوء العديد من السكان إلى التعلق بالأجانب عن طريق الحمايات والمخالطات، فكان ذلك مقدمة لفرض الحماية على البلاد برمتها سنة 1912م.