محمد الدريج المعايير في التعليم: نماذج وتجارب لضمان جودة التعليم منشورات سلسلة المعرفة للجميع، 2007.
بدأ مدخل المعايير يغزو الساحة التربوية عالميا وعربيا وذلك في سياق العولمة وانتشار ما يسمى بالتنافس المعياري. ويشهد العالم اليوم سلسلة تحولات تدعو إلى تغيير التعليم وتجويده، فمتطلبات سوق العمل والتقدم العلمي والتكنولوجي فائق النوعية تفرض على النظم التربوية رفع التحدي من خلال تحقيق الجودة لمخرجاتها، مما يعني متعلمين مؤهلين أكاديميا يمتلكون المهارات النوعية في شتى المجالات قادرين على المنافسة واجتياز الاختبارات الكونية ليصبحوا قيادات رائدة .
في هذا الإطار صدر للدكتور محمد الدريج كتاب المعايير في التعليم: نماذج وتجارب لضمان جودة التعليم منشورات سلسلة المعرفة للجميع، 2007، 284 صفحة من القطع المتوسط. ينطلق المؤلف من تعريف مفهوم الجودة في التعليم وأساليب قياسها بواسطة نموذج ديمنج Deming وينتقل بعد ذلك لتحليل مفهوم المعايير في التعليم باعتبارها المدخل الرئيس لضبط جودته. وللتدليل على ذلك، يعرج الكاتب على مجموعة تجارب في بناء المعايير كالتجربة المصرية والقطرية والعمانية التي بدأت أنظمتها التعليمية تتخلى عن مدخل الأهداف السلوكية وحتى مدخل الكفايات لتتبنى بدله مدخل المعايير.
وتشمل هذه الأخيرة كل مكونات النظام التعليمي من منهاج مدرسي وما يكتسبه المتعلم من معارف وكفايات وقيم، فضلا على المدرسة كوحدة متكاملة، والمدرس كمشارك أساسي في العملية التعليمية، والإدارة الفعالة، والمواد التعليمية، وأساليب التقويم والمشاركة المجتمعية .
ويحرص القائمون على وضع هذه المعايير في الأنظمة التعليمية العربية على أن تكون مبدئيا شمولية ووطنية ومواكبة للتطورات وتستند على الجانب الأخلاقي حيث تراعي عادات المجتمع وسلوكه، كما أنهم يعملون أيضا على الانضمام إلى الشبكة الدولية لمؤسسات ضمان الجودة في التعليم العالي التي رأت النور منذ 1997 والتي انضمت إليها إلى حد الآن 49 دولة .