*خرائط تمشي في راسي: جِراب المسافر، أحمد المديني، دار الأمان، الرباط، الطبعة الأولى، 2016.
“مرة أخرى تذكّرت قولة الحكيم الراحل أحمد السطاتي، بأن لا شيء تغير هنا، وأنا الذي، حسب القوم، تلفَ. صِرت أعزيني، وأجد لكل طارئ تبريراً، كالقدر، فكل الويلات، ما يطحن البشر في يوميِّهم، ويمكن أن يهلك مصيرهم، من النادر أن يقرروه بملء إرادتهم، موكول لقوة تدوسهم، لا من مجادل، إلا بالصبر، ولن تنال إلا رزقك.” (خرائط تمشي في رأسي، ص 112)
يتألف هذا الكتاب من مقدمة مختصرة ومركزة يحاول المؤلف فيها أن يقدم مادة كتابه، وبعض المفاتيح التي قد توجه القارئ لقراءته، أو تساعده على ذلك. وثلاثة نصوص؛ أولها نص رحلي محض، وهو بعنوان: الرحلة السنيّة إلى تونس الأبية، متبوعاً بنص “قصة وقصيدة: تونس وقابس بين زمنين”، ووزع هذا النص إلى نصين فرعيين هما: “قصة ضياع في تونس”، وقصيدة بعنوان: “ترابها حِنة.. وخُضاب”. استهلها المؤلف، كعادته بتقديم هذا النص/ النصوص تقديماً يوضح فيه المؤلف دواعي هذه الرحلة ومدتها وموضوعها. والنص الثاني، قصير، وهو انطباعي عن زيارته الصيفية لمدينة أصيلة المغربية، بعنوان: يوميات أصيلة، لم يقدم له بأي مقدمة. والنص الثالث، وهو أطول نصوص هذا الكتاب، نصف الكتاب تقريباً، بعنوان: “باريس: أوراق أخرى”. وقد قام بوضع توطئة له يربط فيها بين هذا النص والنص الذي سبقه، والمرتبط به، وهو “نصيبي من باريس” (2014). وقد ختم كتابه بنص قصير جداً، بعنوان: “خرائط تمشي في رأسي“، وبه سمي الكتاب. وهو نص تأملي تركيبي تطهيري عميق، قد يلخص هموم المؤلف في هذا الكتاب، وفي غيره حتى. وهو نص يمكن أن يصنف ضمن قصيدة النثر، لأنه شاعري بلغته وتخييله وصياغته الفنية.
النص الأول: الرحلة السنيّة إلى تونس الأبية. هي رحلة قام بها المؤلف إلى تونس في شهر أبريل 2015، لحضور فعاليات معرض الكتاب السنوي في تونس بدعوة من وزارة الثقافة المغربية، وحضور فعاليات ندوة الرواية في قابس. ودامت سبعة أيام. وما استتبع ذلك من حديث المؤلف عن ضياعه في تونس، وما أوحت به له قابس بخاصة، من مشاعر وأحاسيس صاغها في نص شعري. هي رحلة تجمع بين الجانب الثقافي ولقاء الأصدقاء، ونزهة خاصة. ليست رحلة سياحية، متعطلة بتاتاً.
كانت تحدو المؤلف نزعة الاستكشاف، ونزعة الفضول القصوى لمعرفة أحوال الناس والنفوذ من خلالهم إلى ما هو أبعد، لأنه إنماء للنفس وزيادة التعرف على الدنيا. وهذا شأنه في رحلاته السابقة، التلصص والتعرف على الناس والدنيا. ولعل مفهوم التعرف على الدنيا هو الذي سيقوي زاد المؤلف المعرفي، ويشغله في كتاباته، بل وسيقوي عند المؤلف روح المقارنة بين الدنيا الواسعة المتنوعة والمختلفة التي يرحل إليه ويسيح فيها، وبين عوالمه الخاصة، وبخاصة عالمه العربي، والمغربي.
فإذا حاولنا أن نتقصى نوع المعرفة التي يستكشفها في تونس، سنجدها تتمثل في رغبته بالاختلاط بالناس والذهاب إلى أماكن وجودهم، وبخاصة في شارع بورقيبة والشوارع المرتبطة به. وكذلك المقاهي، والمطاعم… ولا يركز المؤلف في مشاهداته ونقلها على الأماكن الخاصة كالفندق مثلاً. هو مكان للراحة والعبور فقط. المعرفة والاستكشاف تقع في قلب المدينة، القديمة والحديثة، حيث أخلاط الناس وسلوكهم العادي وحياتهم. لا يركز المؤلف على الأماكن المغلقة كثيراً، يضيق منها، لأنه يريد أن يوسع عالمه وعوالمه، وغالباً ما يستدعي المكان التاريخ والأحداث، مثل ما استدعى شارع بورقيبة تاريخ هذا الشارع الطويل العريض الذي عرف حراكاً سياسياً ونقابياً واجتماعياً قديماً وحديثاً. عين المؤلف تنقل المشاهد لتنتقل إلى الذاكرة، ويُفرغ ما حوته من معارف وأحداث عن المكان المشاهد. هناك عند المؤلف لعبة فكرية وفنية غالباً ما نجدها عند الرحالة قديماً وحديثاً، وهي ربط المشاهَد العياني بما يوحي به للمشاهِد من تذكر قريب أو بعيد. ويمكن وصف الرحلة عند المديني بالنص الفائق (hypertexte) المستعمل في المعلوميات؛ فيه نوافذ تنفتح على نصوص أخرى، غالباً ما تفتحها الذاكرة.
يبدو اهتمام المؤلف بتونس هذه المرة، يختلف عن زياراته السابقة لها، فقد زارها مرات من قبل، لأنه يريد أن يتعرف على ما جرى فيما يسمى بثورة الربيع العربي في تونس، أو ثورة البوعزيزي. وما خلفته هذه الثورة من آثار نفسية واجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية على تونس وعلى أهلها. لكنه، مع ذلك، يأبى إلا أن يذكرنا بعلاقته بتونس، وبزبارته لها سنة 1969، مع مجموعة من مجلة أنفاس. وكذا زيارات ثقافية أخرى، ومستعرضاً كتاباً ومفكرين من تونس القديمة والحديثة. لقد قدم لنا المؤلف رؤيته لما جرى في تونس منذ 2010-2011، من خلال مقارنة تونس التي عرفها أيام حكم بنعلي، ووصف ذلك في مقاطع دالة، سواء في المطار أو في السيارة أو في الشارع أو في الثقافة أو في الصحافة؛ هو حكم بوليسي يكمِّم الأفواه ويقوم على المراقبة والرقابة. وصف بعض ما ظهر له من آثار ثورة تونس على وجوه الناس وعلى تفتحهم وعلى حديثهم وصحافتهم. كما تبين خطابات مختلفة حول ما حصل في تونس؛ فألمع إلى القوى المتربصة بالثورة، وعدم رضاها بما حصل، وكان يلتقط ذلك في مواقف بسيطة من حديث بعض العاملات في البنك، أو في سلوكهم، أو تعليقاتهم. وغالباً ما يستعرض المؤلف المواقف والمشاهدات، معلقاً عليها أحياناً، ومتأملاً أخرى فقط. أو يسرح أحياناً في بعض التأويلات الفكرية والسياسية والاجتماعية، أو مقارناً أخرى بحالات مماثلة أو مغايرة.
والموضوعة التي سنجدها في مختلف نصوص هذا الكتاب، هو موضوعة الإرهاب، وما خلفه ويخلفه من آثار الدمار على البلاد والعباد. وقد تمثل في الهلع والخوف وهو في مطار أورلي بباريس، والتأخير في إقلاع الطائرة، وتفهمه لذلك، وطول التفتيش الذي يخضع له كل مسافر. ولما كانت زيارة المؤلف إلى تونس هذه المرة بعد أحداث “متحف باردو” بعدة أيام، فإنه قد نقل لنا مختلف التحريات الأمنية، والحذر السائد في البلاد. ولا تخفى تعليقات المؤلف على هذا الوضع المريع، الذي أحدثه الإرهاب في العالم، وقد وصل إلى عقر باريس الذي توقف عنده المؤلف، مذكراً بمعرفته الجيدة بكل المواقع التي حصل فيها التقتيل لأناس أبرياء.
ومن تنوعات مشاهدات المؤلف في رحلته، أنه يتوقف كثيراً عند العلامات الثقافية المضيئة، مذكراً برجالات الفكر والأدب، والروائيين بخاصة. فعند مروره ومجموعة أنفاس بالجزائر، لم يتذكر سوى أسماء روائييها الفرنكفونيين، في ذلك الوقت. وفي لقاءاته الثقافية بتونس يتذكر الروائيين المصريين إدوار الخراط وإبراهيم أصلان، كل بأعماله الروائية، بل ومعلقاً تعليقات نقدية دالة على روايته الهامة “رامة والتنين”، وعلى الحساسية الجديدة والواقعية والموضوعية للخراط، وعلى اقتصاد في الكتابة عند أصلان. هي لُمَعٌ نقدية صادرة عن الروائي والناقد الذي يتابع مسار الكتابة العربية، الروائية والقصصية وغيرهما.
أما نص “ضياع في تونس”، فهو نص نثري فني موزع على أربع عشرة فقرة. حاول فيه المؤلف أن يستحضر علاقته بالسفر بين البلدان، كأنه إزيس تجمع أشلاء أوزريس (ص 118)، وبالناس الأعزاء الكتاب، الذين التقى بهم وسهر معهم، وانشرح معهم وتناقش معهم. هو نص يقع بين الحقيقة والحلم، ولكنه يُعرّفنا بانشغالات المؤلف وببعض همومه، وبخاصة علاقته بالسفر وبتونس وقابس. هذا وأن الصيغة التي كتب بهذا النص هي صيغة نثر تخييلي يجمع بين الرؤى الواعية والشعرية التخييلية، ربما السرد فيها قد شُبِّع كثيراً بالمُسْحَة الشعرية. هل هو شعر منثور أم نثر شعري؟ هو بينهما معاً، ولكنه سرد محكم بلغة فنية مطرَّزَة.
والنص الفرعي الأخير هو قصيدة ” ترابها حنة.. وخُضاب“. لا شك أن وقع المكان، تونس وقابس بخاصة، قد أحدث وقعه في نفس المؤلف، بحكم سلطة المكان بأجوائه وبالاحتفاء الذي لقيه فيه، وبحفاوة الأصدقاء، وبالتكريم الذي حظي به من طرف كتابها وروائييها بالخصوص، مثل صديقه الروائي التونسي الكبير محمد الباردي. لم يجد المؤلف أحمد المديني من لغة تسعفه عن التعبير عن مشاعره الفياضة وعن وعيه الإنساني بالاعتراف بعمل الإنسان، أحمد المديني، المرهف جداً؛ إلا الشعر، فترك السرد والوصف والمشاهدة العيانية، وأسلم العنان الفني للشعر، ولقصيدة مشبعة بلغات فنية متعددة وبمجازات بلاغية عربية قديمة وحديثة، وبتضميناتها الشعرية العربية الكثيرة، التي تدل على ترسُّخ الذاكرة العربية الأصيلة في أسلوب المديني. صاغها شعراً حراً طليقاً، وصاغها شعراً منظوماً متنوع القوافي. قصيدة فيها لعب باللغة وبالأشكال الشعرية وبالدلالات؛ بل محمّلة بإشارات مكانية وثقافية كثيرة اضطرت المؤلف إلى شرح دلالاتها ومقاصدها في الهامش في آخر القصيدة.
يبدو أن المؤلف يسعى إلى تنويع كتابته، لغة وأشكالاً، وأجناساً ليفرغ علاقته بالعالم الذي يعيشه في قوالب تعبيرية وفنية متنوعة، تنوع العالم وتنوع تجاوبه معه. ولعل التنويع والتوسيع والتجريب الواعي عند المؤلف أمر تفرضه تجربة المؤلف في الكتابة بمختلف أجناسها وأشكالها. وأن تجريب تأليف كتاب بمجموعة من النصوص المختلفة، من رحلة وكتابة تأملية، وكتابة شعرية بأشكال مختلفة، ويوميات، له دلالته على تَقصُّد جعل الأجناس والأشكال الأدبية تتقاطع فيما بينها وتتحاور كذلك.
النص الثاني، بعنوان: يوميات أصيلة، فهو نص انطباعي قصير، رصد فيه المؤلف ارتساماته ومشاهداته السريعة، وبعض اللحظات الثقافية التي عاشها ذات صيف في أصيلا (2010). دامت زيارته لهذه المدينة الأطلسية الجميلة سبعة أيام فقط، سجلها منجمة في يومياته؛ تختصر بسرعة الزمان والمكان، ولا تتوقف إلا في بعض الأماكن الدالة التي عهدها المؤلف، وتذكر بعض الأصدقاء الكتاب العرب وغيرهم. والحق أن هذا النص لم يغص طويلاً في هذه المدينة وأهلها، ولم يشبعه بحمولة ثقافية كبيرة. هو نص خفيف لطيف أراد المؤلف أن يعبر به عن امتنانه لهذه المدينة، وربما للمشرفين على مهرجان أصيلا الثقافي الصيفي.
النص الثالث: باريس: أوراق أخرى. مهد له بتوطئة مختصرة يذكر فيها بعلاقة هذا النص بنص سابق له عن باريس، هو نصيبي من باريس (2014). يجرب هنا المديني عن وعي كتابة اليوميات، التي هي جنس من الأدب الشخصي، في بعض وجوهها الفنية، لأن المذكرات قد تكون أدبية وقد تكون غير ذلك. ولكن مذكرات المديني تستمد فنيتها وأدبيتها من لغتها ومن بلاغتها ومن الحمولة الثقافية التي تتضمنها.
كتب مذكراته بشكل شبه مسترسل ما بين مارس 2015 و13 نومبر 2015. دامت تسعة أشهر تقريباً. ونظراً لغنى هذه المذكرات، ولتنوع موضوعاتها، ولطول مدتها الزمنية كذلك، فإنها تستحق لوحدها دراسة خاصة، بل تشكل لوحدها كتاباً مستقلاً. ألم يكن من الأجدى ان تكون كذلك؟ لقد حسم المؤلف في تقديم كتاب من نوع خاص يخرج من دائرة الكتاب المستقل بنص خاص إلى كتاب بكتابات متنوعة، ولكن متقاربة.
هي يوميات حاول المؤلف أن يحرص على تسجيلها في كل يوم، ولكن ذلك لم يتم دائماً، ولكنه كان من حين لآخر يسجل في يوم واحد عدة مذكراته اليومية. هو تمرين صعب ومحكوم بإكراهات حياتية كثيرة. ولكن الحرص على تسجيل جل ما عرفته أيامه خلال تلك المدة كان واضحاً، بحيث يمكن للقارئ أن يتتبع المؤلف في حياته من الصباح إلى المساء أحياناً، أو في مراحل خاصة من يومه، مثل الاستيقاظ والتسوق والعمل والخروج إلى مقهاه المفضلة والتقائه ببعض أصدقائه، ونقل بعض الأحداث المحيطة بحيه، والأحداث العامة، وبعض طقوسه في الكتابة والرياضة، مما يعطي للقارئ صورة عن إنسان يعيش وينخرط مع أهله في صلواتهم وعوالمه الاجتماعية، دون الدخول في تفاصيل حميميتهم. ولكن أهم ما في هذه المذكرات، هو انتقاله بذاكرته إلى عوالم خارج باريس وبخاصة عالمه المغربي والعربي، وانشغاله بهمومه، وبقضاياه، وبخاصة قضاياه السياسية والاجتماعية والثقافية. تشبعنا هذه المذكرات بعوالم المؤلف الثقافية والفكرية وبقراءاته، وعلاقته بعالم الثقافة والفن، وبحرصه على الكتابة باستمرار، وبعلاقته مع أصدقائه وسؤاله عنهم وزيارتهم. وكم كان يتأسى عندما يرى أو يسمع برحيلهم النهائي. كما أنها مشبعة بلُمع من الخطرات والآراء النقدية في بعض قراءاته، وبخاصة الرواية العربية، وبعض الروائيين. بل يتوقف ويتساءل عن بعض الكتاب وكيف تراجعت كتاباتهم، مما يدل على أن المؤلف لصيق بالثقافة العربية في المشرق والمغرب. ولا يخفي انتماءه المغربي والعربي والقومي، وغيرته على هذه الأمة العربية. إلا أنه يلاحظ، من حين لآخر، ما حل ويحل بالعالم العربي، وبخاصة ظاهرة التطرف والأصولية والإرهاب، وضعف القراءة وعدم الاهتمام بالثقافة والفنون. كما أن حاسة المقارنة بين عالمه الأوروبي، باريس التي يقيم فيها منذ 1980، جعلته يكوِّن تصوراً يجمع بين الأبيض والأسود. وبحكم رحلة المؤلف بين الضفتين، فإنه قد كوّن حاسة مقارنة نقدية حادة، كثيراً تنتبه إلى بعض الأمور الدقيقة في سلوك الناس وحياتهم ولغاتهم وتخاطبهم وتحركاتهم… وهي بلا شك زاد يغني رؤية الكاتب الروائي في تمثّلاته للعالم الذي يتنقل فيه.
مثل هذه المذكرات تفيد مؤرخي الأدب في معرفة ملامح شخصية الكاتب أحمد المديني في دراسة أعماله وتبين بعض جوانبها بشكل أسلم بالرجوع إلى هذه المذكرات. وهي في أهميتها مثل مخطوطات المؤلف ورسائله وتراسله مع الكتاب وغيرهم. مذكرات المديني بالنسبة للناقد ومؤرخ الأدب المغربي ودارسه، زاد فكري ونظري وتاريخي وفني تساعد على تبين عوالم كتاباته المختلفة وسياقاتها.
أما النص الذي ختم به المؤلف كتابه، بعنوان: “خرائط تمشي في رأسي“، فهو نص تأملي وتأويلي تطهيري لكل ما كتبه في هذا الكتاب، وغيره. هو تأمل في الحياة ومسارها. فيه مسحة تساؤلية عن الحياة والموت والوجود، بحكم ما تعرض له في يومياته عن عدد من الأصدقاء الكتاب والسياسيين الذين ودعهم. ولكنه نص كتب بلغة ذات مسحة فنية تتراوح بين الجهر والهمس، بين الغضب والرضى؛ لغة تبرز برزخية الموقف الذي يقف فيه أحمد المديني، والذي يمكنه من رؤية العالمين اللذين يتنقل فيهما رؤية غير مستقرة، بل ومقلقة ومشوشة أحياناً. ولكن متعة القلق الفني متعة ذات نكهة فنية ومعرفية خاصة.
كان أحمد المديني قد كتب أول مجموعة قصصية له سنة 1971، بعنوان “العنف في الدماغ“. واليوم بعد رحلة العمر مع الكتابة والحياة، لم يعد العنف محصوراً في الدماغ، ولكنه وعى أن العنف يحصل في الدماغ من تعقّد العوالم التي يحيا فيها، ومن الممارسات المقلقة، والمخيفة أحياناً، التي يعرفها العالم العربي بخاص