إن التوفيق بين البحث والإبداع، وابتكار أشكال جديدة لتمثيل المعرفة، وتحديث العلوم الاجتماعية، هي قضايا متكافئة بالنسبة لي. وهذا الكتاب يهدف إلى تحيين شروطها الممكنة.
لا شك أن تواصل عملية احتراف التخصصات في الفروع المعرفية منذ نهاية القرن التاسع عشر، قد تجلى أكثر في تقدم المنهج، ولكن مع تراجع في الشكل، والعاطفة والمتعة. فالتاريخ – حتى أبقى في نطاق تخصصي- لم يستفد كثيراً من الرواية الحديثة، والتحقيق الصحفي، والتصوير، والسينما، والرسوم المتحركة، ولم يكن عدم الاهتمام هذا بريئاً في عملية الانغلاق التي تهدد العلوم الاجتماعية؛ مثل التخصص الدقيق للباحثين، والانبهار بعامل التأثير، وعدم الاهتمام بالخطاب العمومي، والاعتقاد بأن مقالة في مجلة هي أكثر “علمية” من أي فيلم وثائقي أو معرض فني في متحف.
يمكن أن نقول إن الباحث عالم متخصص، يحتاج فقط إلى الزملاء والطلبة، وليس إلى قراء “عوام”. إلا أن المشكل هو أن نسيان الشكل، واحتقار الكتابة، وعملية التبليغ هي عوائق أمام مشروع المعرفة ككل. ذلك أن كل الإنجازات الإبستمولوجية الكبرى – هيرودوت (Hérodote)، شيشرون (Cicéron)، بايل (Bayle)، ميشليه (Michelet)، نيتشه (Nietzsche)، فوكو (Foucault)- كانت ثورات أدبية كذلك. فالمعرفة بدون كتابة ناقصة؛ بل هي يتيمة في شكلها. وهذا ما يدفعني إلى القول بأن الأدب لا يُضعِف منهجية العلوم الاجتماعية، بل على العكس يقويها، ويقوي بعدها المدني كذلك.
كيف يمكن أن نجعل البحث لا يتحقق إلا بالاقتباس والتعليق فقط، ولكن يتحقق بالخلق؟ كيف نجمع بين التخييل، والجرأة، والدقة؟ سيكون من الخطأ العودة إلى الآداب الجميلة للقرن السابع عشر، وسيكون من الوهم تحويل التاريخ إلى رواية كبرى على شاكلة القرن التاسع عشر، كما سيكون من التبسيط التشبث بالتخصص الأكاديمي الدقيق السائد اليوم. فمن الممكن التملص من أدبٍ بدون منهجٍ، ومنهجٍ بدون أدبٍ في نفس الوقت، من أجل تطبيق منهج داخل أدب معين، وتحقق- عقلاني، ونص-بحث يربط ربطاً محكماً بين الوقائع التي ننشئها، والمصادر التي تؤكدها، والشكل الذي ننقله بها.
إن فكرة التوفيق بين البحث في العلوم الاجتماعية والإبداع الأدبي، يمكن أن يؤدي إلى بعض سوء الفهم. فلو عرّفنا على هذا النحو، وبشكل غير جدي، التاريخ بـ”الأحداث”، والأدب بـ”الخيال”، فقد يكونا غير متوافقين. وإذا حكمنا على أن التاريخ نشاط جِدِّيٌّ، وأن الأدب هو نوع من التحريفية، فسيتوجب علينا أن نتخذ الأول مهنة، ونحتفظ بالثاني لهوايات يوم الأحد. لكنه إذا اعتبرنا التاريخ تحقيقاً، والمؤرخ محقّقاً، فيمكننا أن نستخلص النتائج الأدبية من منهجه: أن نستعمل الضمير “أنا” لنشير إلى الموقع الذي نتحدث منه، ولنحكي قصة التحقيق الذي قمنا به، والانقياد مع هاجس الاستجواب، والذهاب والإياب بين الحاضر والماضي، ثم ابتكار خيالات المنهج من أجل فهم أفضل للواقع، ووضع المؤشر في الموضع الملائم بين اتخاذ المسافة والتعاطف، والبحث عن الكلمات الصائبة، وفسح المجال للغة الناس (أحياء أو أموات) الذين التقينا بهم.
هذه القواعد هي محركات الأدبية، بمعنى أنها أدوات معرفية وأدبية في نفس الآن، وهي إذ تقوي صرامة البحث ونجاعة المقاربة، فإنها تَدفع الباحث للكتابة. وهنا تقع نقطة التقاطع بين التاريخ والأدب. فالتاريخ، قبل أن يكون فرعاً معرفياً جامعياً، هو رحلة في الزمان والمكان، وتحقيق مؤسس على التفكير المنطقي. أما الأدب ودون أن يحتاج ليكون تحت تأثير الخيال، فهو اشتغال على اللغة، وبناء سردي، وصوت متفرد، وعاطفة، ووسط، وإيقاع، وارتحال إلى هناك، مثلما هو سنن وُضع من طرف المؤسسات كذلك. وهذان التعريفان، لحسن الحظ، يتداخلان: التاريخ أدب معاصر. أما التفكير المنطقي، الذي ننتج به المعارف وننقلها، فهو القلب النابض للكتابة، وخفقان النص. وهكذا يمكننا ابتكار أشكال جديدة – للعلوم الاجتماعية للقرن الواحد والعشرين.
اقترح بول فين (Paul Veyne) في كتابه: “كيف نكتب التاريخ” (1971) مفهوم: “رواية صادقة”. هذه الصيغة الجميلة تستدعي نقطة أساسية: المؤرخ يحكي، والتاريخ سَرْد. لكن لماذا الرواية؟ ليس مؤكداً أن نأتي بجديد في مجال الكتابة الروائية إذا ما اقتفينا أثر إميل زولا (Émile Zola) وجون ستاينبيك (John E. Steinbeck)؛ وإلا لوجب علينا أن نكون قادرين، على غرار بروست (Marcel Proust)، وفرجينيا وولف (Virginia Woolf)، وجيمس جويس (James Joyce)، ووليام فولكنر (William Faulkner)، على تحطيم أعراف القرن التاسع عشر (الواقعية، السرد الأدبي، تراتبية البطل والشخصيات الثانوية، تسلسل الأفعال داخل لعبة السبب والتأثير، إلخ.). ولكننا لسنا مجبرين باختزال كل الأدب في الرواية. فالشعر، والمسرح، والمقالة، والسيرة الذاتية، وترجمة الحياة، والشهادة، والتحقيق الصحفي الكبير، والإبداع غير الخيالي تنتمي إلى الأدب، وليس إلى النوع الروائي.
يذكّر ميشيل دو سيرتو (Michel de Certeau) في كتابه: “كتابة التاريخ” (1975)، أن التاريخ كتابة، مخالفاً بذلك الأعراف العِلمَوِيّة الجاحدة. لكن عنوان كتابه يوحي بأن لكل المؤرخين ميلاً للكتابة- وهذا ليس واقع الحال. فغالباً ما يلجأ هؤلاء إلى التقنية لا إلى الكتابة: تجميع الأرشيفات، وتزويد الكتابة بالاقتباسات، ووضع الهوامش، ويتم ترتيب كل ذلك في تصميم يؤول إلى مقدمة وخاتمة. ومن حينه لم يعد المؤرخ ينتج نصاً، ولكن ينتج اللانص، دراسة المتخصص، وشكل أداتي خالص، جامد، وذي لغة ميتة، لا يتوقف عن التخلي عن أدبيته؛ وبعبارة أخرى، هو علبة كرتون خاصة بنقل الأثاث، نملأها بالأحداث، والفقرات، وبعض المفاهيم.
متى نفتح ورشات الكتابة للمؤرخين والسوسيولوجيين؟ فطيلة القرن العشرين، قام أنثروبولوجيون مثل مالينوفسكي (Malinowski)، وليفي ستروس (Lévi-Strauss)، وكليفرد جيرتز (Clifford J. Geertz) بقبول الكتابة، بالمعنى القوي للكلمة، وميشيل ليريس (Michel Leiris) الذي كان إثنولوجياً وكاتباً في الوقت نفسه. وقام جيمس كليفورد (James Clifford) وجورج ماركوس (George Marcus) في كتابهما: “كتابة الثقافة” (1986)، بفحص مسألة صناعة النصوص وشعريتها. كما قاما، بمعية آخرين، بنقد بلاغة الإثنولوجي، وواقعيته الساذجة، ومؤثراته الأسلوبية، وخطابه المتسلط، وانحرافاته المتمركزة على الذات أو الاستعمارية. ولا يمكننا إلا التصفيق لهذا الابتعاد الشجاع.
إن كتاب: “كتابة الثقافة” لا يحدد، مع الأسف، إلا أفقاً واحداً، هو تجديد الإثنولوجيا. فقد جعل جيمس كليفورد من نفسه “إثنوغرافي الإثنوغرافيين”، وقد كان من الممكن أن يصير مؤرخ الإثنوغرافيين أو سوسيولوجيهم، أو إثنوغرافي المؤرخين والسوسيولوجيين. لا شك أن المؤرخين يقومون كذلك بتحقيق ميداني، لأنهم يسافرون، وينقبون، ويلاحظون، ويشاركون، ويستجوبون الناس. وهكذا يمكننا أن ندرس الماضي في السوسيولوجيا، والحاضر في التاريخ. كما أن لتعدد الاختصاصات دائماً شيئاً مدمراً، لأنه يزعج الرتابة، ويستفز العادات، ويزحزح مركز النظر. فكتابة التاريخ تنحصر غالباً في التقنية، كما قلنا سابقاً. والأمر مختلف بالنسبة للإثنوغرافيين: فنقد “آليات الكتابة” يهدد بالسقوط في إبداع مشوَّش – تخييلات ذاتية، وكفاءات، وأحلام يقظة ذاتية، وأشعار يومية. وفي النهاية، لقد قتل الأدب العلوم الاجتماعية.
الواقع أن حكي أحدهم تحقيقه وقول “أنا” التي تعود عليه هو بادرة علمية وأدبية في نفس الوقت. فقد كان إسهام دراسات الجُنوسة أساسياً في هذه النقطة مثل غيرها. وقد اقترحت ساندرا هاردينغ (Sandra Harding) في مقدمة كتابها: “النسوية والميثولوجيا” (1987)، توضيح الموقف الذي ينطلق منه الباحث- من موقع نوعٍ، أو طبقةٍ، أو تربيةٍ، أو قيمٍ، أو مواقف اجتماعية. إن “الحياد” ليس محايداً أبداً، فهو في الغالب يخلط الذكوري بالكوني، و يتأمل العالم من الشرفة. وبهذا الموقف الاستعلائي، والخارجي، والمثالي للإسطوغرافيا التقليدية، يمتزج الصوت الخفي للمؤرخ بصوت الماضي.
وخلافاً لذلك، فإن اعتبار الباحث، خاصة علاقته بموضوع الدراسة، هو جزء من البحث. وأن “أنا” المنهج تضع الباحث في وسط الناس الآخرين الذين يدرسهم أو تدرسهم. وهذا ما يسمح بتفادي عِلْموية الشرفة. والنسبية المتشككة وما يُدعى بالامتياز الإبستمولوجي للطبقة المضطهدة. إن “المعرفة الموجودة” ترفض الميز الجنسي المنهجي الذي يتمثل في دراسة كبار الشخصيات، والتواريخ الكبرى، والعلاقات الاجتماعية الجنسية، والوضع الدوني الذي تخصصه المجتمعات للنساء، عندما نكون ذكوراً.
يبدو أن النظرة التي نتأمل بها الأنشطة الإنسانية (بما في ذلك الفكرية) هي جنسية في العمق: فالعلم، الخطير والصعب، سيكون “ذكورياً”، في حين أن الأدب المشوب برهافة الحس، والاستبطان والجانب النفسي، سيكون من “أنثوياً”. وهذه من بين الأسباب التي تجعل عدداً من الباحثين يرفضون “السقوط” في الأدب. فهل يمكن أن يضيّع الرجال هيمنتهم لو قبلوا بخلق النصوص؟ وهكذا نرى أن الاضطلاع بأدبية العلوم الاجتماعية طريقة لرفض “تاريخ الهيمنة الذكورية”.
من المستحيل تمثل منهج في نص ما، وتحقيق داخل محكي دون مراعاة اللغة. وبهذا المعنى أرى أن كتابي يتحاور مع المنعطف اللساني، الذي نهل من مفكرين مثل رورتي (Rorty)، وبارط (Barthes)، وفوكو(Foucault)، ودريدا (Derrida)، هو قريب جداً من التاريخ، مثل هايدن وايت (Hayden White) ودومينيك لا كبرا (Dominick LaCapra). هذا التيار الغني جداً إلى درجة أننا لا نعرف إطلاقاً، هل يتوجب علينا أن نتحدث عن منعطف أو منعطفات، شغلت العديد من جداول الأعمال طيلة السنوات الممتدة بين 1970 و1980: الشكل الخطابي لكل التجارب، والدور البلاغي والتخييلي العالم (مؤرخو القرن التاسع عشر في فلسفة التاريخ لدى هايدن وايت)، و”لغات الطبقة” (الطبقة العاملة الانجليزية عند غاريث ستيدمان جونز (Gareth Stedman Jones)، وتحليل النصوص الأدبية في علاقتها بسياق إنتاجها (موسيه (Musset)، بودلير (Baudelaire)، وفي “الماضي الحاضر” لريتشارد تيرديمان (Richard Terdiman))، والبرامج البنيوية الواسعة جداً، والتاريخانية الجديدة، وفلسفة اللغة- وكثير من النقاشات الأساسية التي أغنت تفكير المؤرخين.
غير أن هناك نقطة خلافية، وهي التأكيد على انعدام وجود اختلاف بين التاريخ والخيال. إذا كان المنعطف اللساني يتمثل في دراسة اللغة بكل أشكالها، أو في التذكير بأن الكتابة قوة إبداعية مرتبطة بسيرورة المعرفة، فأنا موافق. لذلك لا ينبغي للمؤرخين أن يقفوا في مواجهة الكتابة؛ لأنها ليست مشكلة، ولكنها حل. وإذا ما أصبح المنعطف اللساني، من ناحية أخرى، آلة حرب ضد العلوم الاجتماعية، تحت ذريعة “الكل خيال” أو “لا يمكننا الانفلات من قبضة إمبراطورية العلامات”، فأنا في حل من ذلك. وخلافاً لما يؤكده الشعريون، فإن النص التاريخي يتواصل مع خارج النص، أي ليس مع الأدلة المادية فحسب (عظام، نقود، أطلال، أرشيفات)، ولكن مع الواقع الذي يشهد عليه. فالاختلاف الموجود بين رواية لفلوبير (Flaubert) وكتاب لدارنتون (Darnton) لا يكمن أكثر في الجودة الأدبية للأول من القدرة على التحقق في الثاني. ولهذا من المستحيل تقويض العلوم الاجتماعية بشكل كلي.
خلص غاريث ستيدمان جونز في تذييله سنة 2006 لمقالته “إعادة التفكير في الحركة الوثيقية1*” (ظهرت سنة 1983)، من خلال معارضة دو سوسير (De Saussure) مع دريدا، إلى أن “المؤرخ لا يمكن أن يستغني عن المرجعية الضمنية”. هل يمكن أن يكون هناك منعطف لساني ” للمؤرخين” ومنعطف لساني ” للأدباء”؟ إن القاسم المشترك الحقيقي، في الواقع، هو الرغبة في الوصول إلى الحقيقة. ذلك أن الحقيقة ليست مصطلحاً منفلتاً. فالكلمات والأرشيفات ليس لها عدد من الدلالات لا حصر لها. من الممكن أن ننتقد الموضوعية، ولكن مع ذلك ما تزال تحتفظ بقيمتها كاملة. وبدلاً من أن نرمي “الحلم النبيل” في القمامة، من المستحسن أن نجعله أقل سذاجة وتضليلاً، وأكثر تمثيلاً. وإذا كانت الدراسات ما بعد الاستعمار ودراسات النوع تكتسي أهمية كبرى، فلأنها تمكننا من الأدوات لفهم الواقع فهماً جيداً، وليس لأنها تسمح لكل مجموعة لتكوِّن “حقيقتها”، حسب احتياجاتها ونظرتها للأشياء. والتاريخ كعلم سيتغلب دائماً على خطابات الهوية. ومن يقول هذا هو يهودي ونسوي2**.
لا يتمثل موقفي إذاً في تيسير مقتضيات العلوم الاجتماعية، ولكن يتمثل، خلافاً لذلك، في إعلائها، بجعل التحقيق شفافاً أكثر، والمقاربة صادقة، والبحث جريئاً أكثر، والكلمات دقيقة أكثر، وهو ما سيؤثر في تعميق النقاش النقدي. فعندما نمر من الخطاب إلى النص، نستطيع أن نتصرف كما لو أن الكتابة مكسب إبستمولوجي خالص. ولا يتعلق الأمر بمضاعفة الكلمات الجميلة والاستعارات، ولكن بابتكار صيغ جديدة. ونحن أحرار فيما يتعلق بتفاصيل القواعد التي تكون للمنهج. ولا يمكن لأي أحد أن يعتذر عن إرادة ممارسة حريته. وأن ما يمكن أن يؤول إليه مستقبل البحث في العلوم الاجتماعية، هو الاعتماد على مقاربة إبداعية، وتمثيلية حية، ورفض الميز الجنسي الممنهج، وحرية النبرة والأسلوب، وحساسية في اللغة، وانفتاح على المجتمع.
هناك في خريطة الكتابة قارتان: الخيال الروائي واللانص الأكاديمي، وقد ظهرا معاً في القرن التاسع عشر. ويمكننا أن نكون سعداء في هاتين القارتين (أنا أيضاً نشرت رواية وعدداً كبيراً من المقالات المتخصصة)، ولكن يمكن أن نرى هذه الفضاءات قد أصبحت كذلك مأهولة أكثر، ولا تزداد إلا ازدحاماً، وأنه من الممكن المغامرة في اقتحام مجالات غير مأهولة في العالم. وبهذا المعنى يعتبر كتابيَّ: قصة الأجداد… (Histoire des grands-parents …)، وليتيسيا (Laëtitia)، نوعاً من الاكتشافات. لقد اقترح ديبيش شاكرابارتي (Dipesh Chakrabarty) “أقلمة أوروبا” (Provincialiser l’Europe ). أما أنا، فأقترح من جهتي، الخروج من القرن التاسع عشر. إنها قارة ثالثة تنفتح أمامنا، قارة الإبداع في العلوم الاجتماعية– تحقيق متعدد التخصصات، وتهجين، ونص- بحث، وأدب- حقيقة، ثم مغامرة فكرية مثيرة.
إيفان جابلونكا، باريس، يونيو، 2017.
———
الهوامش
[1] – هذه مقدمة وضعها الكاتب للطبعة الثانية من كتابه: “التاريخ أدب معاصر: بيان من أجل العلوم الاجتماعية” (Ivan Jablonka, L’histoire est une littérature contemporaine : Manifeste pour les sciences sociales, Editions du Seuil, 2017.) ، ص. 1- 8. صدرت الطبعة الأولى عن نفس الدار سنة 2014.* – إيفان جابلونكا (Ivan Jablonka) مؤرخ وكاتب فرنسي. ولد عام 1973 بباريس. أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة باريس- الثالثة عشرة. من طلبة المؤرخ الفرنسي ألان كوربان. من مؤلفاته: – حقائق جون جوني المخجلة، منشورات لوسوي (2004)؛- قصة أجدادٍ لم أحظ بهم، منشورات لوسوي، (2012)؛ – التاريخ أدب معاصر: بيان من أجل العلوم الاجتماعية، منشورات لوسوي (2014)؛ – ليتيسيا أو نهاية البشر، منشورات لوسوي (2016)؛ – سيارة التخييم، منشورات لوسوي (2018).
2* – الحركة الوثيقية: حركة سياسية انجليزية، ظهرت ما بين 1838 و1848، وقد تبنت “الميثاق الشعبي” وركزت على تحسين شروط عيش الطبقة العاملة. (المترجم)
3**- يقصد
الكاتب هنا نفسه، لأنه من أصول يهودية، ومدافع معروف في مؤلفاته وفي الإعلام
الفرنسي، عن حقوق النساء، ومُدينٌ لتهميشهن، وللتمييز الذي يلحقهن، ويندرج عمله
“ليتيسيا أو نهاية البشر” ضمن الأعمال المدافعة عن العنصر النسوي في
فرنسا، ويضاف إلى أن المؤلف أب لثلاث طفلات وهو أمر يبرر أيضاً، دفاعه عن النساء.
(المترجم).