الإثنين , 9 ديسمبر, 2024
إخبــارات
الرئيسية » نـدوات وملفـات » الإمبراطورية والوباء

الإمبراطورية والوباء

أنجولي فاطمة رازا كولب. إمبراطورية الأوبئة: الاستعمار والعدوى والإرهاب، 1817-2020، (شيکاغو: مطبعة جامعة شيکاغو، 2021)، 392 صفحة.

Anjuli Fatima Raza Kolb, Epidemic Empire: Colonialism, Contagion, and Terror, 1817-2020, (Chicago: The University of Chicago Press, 2021), 392p.

 

      يقدم کتاب أنجولي فاطمة رازا کولب (Anjuli Fatima Raza Kolb) ،  بعنوان إمبراطورية الوباء (Epidemic Empire)، وصفًا لحصيلة مثيرة للانتباه لمدى إسهام أرقام المرض والأوبئة وانتشار الفيروسات اليومية في إثقال الخطابات اليومية المتداولة حول قضايا الإرهاب والعرق منذ سنوات القرن التاسع عشـر حتى وقتنا الحاضر. وتقدم کولب، – وهي أستاذة اللغة الإنجليزية بجامعة تورنتو،  تتمحور أبحاثها حول قضايا الأدب والنظريات الاستعمارية وما بعد الاستعمار، فضلا عن اهتماماتها البحثية الخاصة في تاريخ العلوم والتاريخ الفكري ودراسات النوع والجنس والنظرية السياسية وحركات الاستقلال،–  توضيحات مقنعة في شأن الفرضية القائلة بأن الإرهاب هو بمثابة ”سـرطان، أو عدوى، أو وباء، أو آفة“، موضحةً أن هذا التعبير المجازي قد ظهر على الساحة في سياقات ردود الفعل الناجمة عن التمرد الهندي الذي اندلع في عام 1857 وتابع حضوره بسيطرته القوية والمحکمة حتى اندلاع وقائع 11 شتنبر وما بعدها.

وبعبارة أوضح، أصبح من السائد، وبشکل خاص بعد التمرد الهندي لعام 1857، أن يقترن ذكر “الإسلام” بكيفية مرادفة للخطر، وللخروج على القانون، وللإرهاب، ولاقتراف مختلف أشكال العنف غير العقلانية والمتعصبة. وسرعان ما ارتبط الطابع الرهيب والعنيف للانتفاضة المناهضة للإمبريالية في مواجهة القوات البريطانية بصورة المسلمين القائمة على أساس تصنيفهم في عداد القتلة المتشبعين إلى درجة الجنون بالإيديولوجيا، وذلک على نحو شبيه بموجات ما يسمى بالكوليرا “الآسيوية”، التي شکلت أول وباء عالمي من نوعه، يشهد انتشارا واسعا وفعليا؛ إذ انطلق في بداية الأمر من المستعمرة الهندية، ليكتسح تباعا أراضي أوروبا وشرق آسيا، وليعبر بعيدا إلى آفاق أخرى تقع ما وراء السواحل الأمريكية.

وباعتمادها نهج القراءة الوبائية، طرحت کولب على طاولة النقاش حجتين مترابطتين. أولاهما، أن التصور الإمبراطوري للمرض الذي يقع النظر بموجبه إلى عنف المتمردين على أنه وباء، يعني تصورا يستند إلى الممارسات السـردية والعلمية الضرورية والمرکزية لتدبير شؤون الإمبراطورية وما يتصل بها من تشکيلات إمبريالية جديدة. وثانيهما، أن الدراسة التاريخية المقارنة للمزيج الخطابي الذي يجمع بين العلوم الاستعمارية وطرق مكافحة التمرد، يمكن أن توفر لنا دروسًا مطلوبة ونحتاج إليها اليوم بصورة عاجلة للتمكن من قراءة خصوصيات المشهد السياسي العالمي، ومشهد الصحة العمومية والدولية في زمننا الراهن.

وللكشف عن النزعات التي تدفع إلى تصور التمرد المناهض للاستعمار، بغية تَخيُّل التمرد الإسلامي على وجه التحديد، باعتباره شکلا خبيثا من أشکال العدوى الاجتماعية، استندت رضا کولب في تحرير مواد کتابها إلى أرشيف متنوع من حيث معطياته الأدبية والطبية، والوثائق الإدارية والمستندات القانونية والعسكرية والبصـرية، ويتعلق هذا الأرشيف المذكور بمستعمرة الهند وإيرلندا، وبغيرها من الأراضي التابعة للإمبراطورية البريطانية. هذا فضلا عما استندت إليه الباحثة من معطيات أخرى حول الجزائر إبَّان الحقبة الاستعمارية وسنوات الاستقلال، وحول الشتات الإسلامي ما بعد الاستعمار، وبخصوص الولايات المتحدة بکل ما ملکته من روح إمبريالية جديدة. ويميط هذا الأرشيف اللثام، في سياق التفاعلات الاستعمارية الخاصة بالقرن التاسع عشـر، عن نسل لمفهوم الإرهاب الوبائي المنبثق من صميم الآداب الإنجليزية والفرانکوفونية. وتستند المؤلفة في بناء دراستها على توظيف أعمال أدبية رائدة أصدرها أربعة من بين الکتاب الرئيسيين والمرموقين على الصعيد المرجعي الخاص بحقبتي الاستعمار وما بعد الاستعمار؛ ويتعلق الأمر تباعا بکل من روديارد کيبلينگ (Rudyard Kipling)، وبرام ستوکر (Bram Stoker)، وألبير کامو (Albert Camus)، وسلمان رشدي (Salman Rushdie).

وتشدد کولب على الحاجة المستمرة إلى العمل بأساليب القراءة الخاصة بحقبة ما بعد الاستعمار التي تتکيف مع تاريخ المدة الطويلة لرأس المال العرقي، والصحة العالمية، وتتلاءم أيضا مع جغرافيات ما بعد الاستعمار في العالم  ”الإسلامي“. ومن تم، فإن الفصول اللاحقة، قد اهتمت بإعادة بناء الأنساب المنبثقة والمکسورة، وبصياغة الاستعارات، والمؤامرات، إلى جانب الأرقام التي يتم تحويلها خلسة إلى عروض خيالية وأدبية عن طريق الأمراض والأوبئة والعدوى المتكررة والمستجدة، والخطابات التاريخية التي تكاثرت فيها الأفكار الاستشراقية والمضادة للتمرد.

ويتطابق کل جزء من الأجزاء التي وضعتها المؤلفة لکتابها مع إحدى لحظات العنف المناهض للإمبريالية في مجالات جغرافية متغيرة من العالم  ”الإسلامي“، على النحو الذي يقع تشکيله بطريقة غير متناهية عبر قواميس الأزمة العالمية؛ وذلک من قبيل الحديث عن أزمة النفط، وأزمة الصحة، وأزمة الدولة ، والأزمة الإرهابية، وما إلى ذلک. ويمکن قراءة المضامين الخاصة بأجزاء هذا الكتاب المحکم البناء، إما بشکل متسلسل، للکشف عن تغطيتها لتاريخ أدبي واستطرادي يمتد لمائتي عام (1817-2020)، أو على أساس اعتبارها مساهمات مستقلة وقائمة بذاتها، تخص فترات زمنية محددة ومجالات معينة لکل منها على حدة.

وفي هذا الصدد، تعتبر کولب على سبيل المثال، بأن قصة اغتيال أسامة بن لادن في باکستان سنة 2011 تشکل لحظة مثالية في الحرب على الإرهاب. وباستعارة المؤلفة لعبارة  ”اللعبة الكبرى“ من صاحبها کيم دو روديارد کيبلينگ، فإنها قد شککت في کافة الآليات  المتعلقة بعمليات الصحة العمومية والاستخبارات العسكرية بخصوص الحرب على الإرهاب في شمال باكستان وأفغانستان، وذلك من خلال وضعها لافتراضات عن الأصول الإمبريالية لمفهوم الصحة العالمية.

وجادلت صاحبة الكتاب بذهابها إلى القول، بأن التفشـي غير المسبوق لأوبئة الكوليرا التي نشأت في الهند وانتشـرت في جميع أنحاء الإمبراطورية البريطانية، ثم امتدت في نهاية المطاف على نطاق واسع لتشمل بعدئذ کل ربوع العالم، قد تسببت في إثارة عدة استراتيجيات لصياغة مَتَمَثَّلاتٍ أدبية، غالبا ما تم استلهامها عبر الاقتباس من أدبيات الاستشـراق وأدواته، لتشق طريقها بعدئذ إلى نهج الكتابة الطبية الاستعمارية، ومن ثم إلى الخطابات الإمبراطورية الأوسع نطاقا، المتعلقة بقضايا الصـرف الصحي والصحة العمومية والعلوم المختلفة. کما انتشـرت أساليب المراقبة الطبية الاستعمارية وطرق البحث في المجال الأدبي، لينتهي الأمر بانضمامها هي الأخرى إلى مجموعة أکثر مرونة من المخاوف المرتبطة بأوضاع الإمبراطورية ورهاناتها.

ومن خلال قراءات دقيقة للتقارير الإدارية والطبية الخاصة بالقرن التاسع عشـر في ما يتعلق بما سمي بـ  “الطاعون الأزرق” أو الكوليرا الآسيوية في الهند والشرق الأوسط وأوروبا، انتقلت کولب لمواصلة اهتمامها بإظهار کيفية توفير الكتابة العلمية الاستعمارية وأدبيات علم الأوبئة المبکرة ومنشوراتها،  لنمط من الکتابة تظهر معالمه في الوقت اللاحق لحدوث القلاقل والاضطرابات واندلاع التمرد بمعناه الفعلي والصـريح في المستعمرات. وتتعقب الباحثة أنماطا خطابية وأشکالا أدبية تعزز مفهومًا محددًا جغرافيًا، ليتم تحديده بعد ذلک على أساس العرق والإسلام، ويتعلق الأمر بمفهوم الناقلات المعدية المرتبطة بظروف الحج الديني، ومظاهر الهجرة، وبالحركات العسكرية والتجارية.

وعلاوة على اقتباساتها المأخوذة عن کيم کيبلينگ، اهتمت الکاتبة کولب أيضا بإعادة النظر في رواية دراکولا (Dracula)، الشهيرة التي نشـرها برام ستوکر (Bram Stoker)، في عام 1897، فافترضت في شأنها، کمبدأ أساس، أن الرواية المذكورة تدخل ضمن أعمال الأدب الوبائي والكولونيالي التي نعمت بحياة ثانية واسعة النطاق، شهدتها في السنوات الأولى من الحرب المعلنة عالميا ضد الإرهاب، إلى جانب تشکيلها في الوقت ذاته، صناعة ثقافية حقيقية مفعمة بخيال مصاصي الدماء المتداول ضمن البرامج التلفزيونية، وفي عوالم الأدب والسينما. ومن وجهة نظر المؤلفة، فإن البطل دراکولا يتمتع بقدر کبير من الرحابة المجازية المزعومة، شأنه في ذلک شأن الوباء العالمي، وما تبقى من ظلال الإمبراطورية العثمانية المتهاوية، وحركات التمرد في الهند، والمجاعة في إيرلندا.

وشکلت رواية الطاعون (الوباء) الفريدة للکاتب ذي الأصول الجزائرية الفرنسـي ألبير کامو، نصا أدبيا ثالثا استخدمت کولب معطياته في مؤلفها؛  فجاء هذا العمل مناسبا جدًا بالنظر إلى النهج الذي اختارته کولب بغية تمکينها من التركيز بشکل أکبر على الجزائر الاستعمارية، ووضعها بالتالي تحت دائرة الضوء. وتصف کولب القسم المخصص من كتابها للطاعون بأنه يخص ما أسمته بـ ”الطاعون البُنِّي“، الذي يوضح کيف ولماذا يرمز الطاعون لصاحبه کامو إلى العنف السياسي من خلال وقائع الوباء. ويعيد ”الطاعون البُنِّي“، تشکيل فهمنا لرواية کامو العظيمة، إذ تنتهي بتوقف الوباء وسعادة سكان المدينة إلا الطبيب الذي أدرك أن الطاعون مرض خبيث، يختفي لفترة ثم يعود للظهور، كان كامو يقصد بالوباء النازية وكل النظم الفاشية، وليس فقط باعتبارها رمزا تعبيريا ومجازيا عن الاحتلال النازي لفرنسا، کما اقترحه کامو نفسه في کثير من الأحيان، ولکن باعتباره، بالأحرى، وبدلا من ذلک، فسيفساء متناثرة من مرحلة ما بعد الفوضى التي أعقبت الحرب، بما في ذلک، وبشکل حاسم، مسألة تسـريع الکفاح الجزائري وتعزيز النضال لتحقيق الاستقلال. وعادة ما ارتبطت الأمراض الوبائية بالأعراق والأجناس الموصوفة بالمتبربرة، وتبعا لذلک، تم استخدام هذا الترابط لتبرير الحاجة إلى المراقبة الاستعمارية للتمکن من إحکام القبضة على تحرکات السکان الأصليين وفرض تطبيق مقتضيات الحجر الصحي بصرامة متناهية.

ثم وسعت المؤلفة نقاشها بخصوص الأزمة الاستعمارية والأوبئة في کتابات کل من فرانتز فانون (Franz Fanon)، والثورية الجزائرية جميلة بوباشا، في محاولة لتسليط الضوء على عالم ظلامي مناهض للتنوير وغير مدروس بما يکفي من العناية في عمل الکاتب الأول، وعلى شاعرية الجسد المناهضة للاستعمار على النحو الذي جاء في نص الکاتبة الثانية. کما تسلط کولب الضوء على العلاقة بين الأوبئة والتشکل الجندري، أو المورفولوجيا الجنسانية، للموضوع الاستعماري الطبي من منظور مناهض للاستعمار، بغية إنهائه وإدراک الخلاص منه.

وتقدم الكاتبة أيضا حجة بشأن محاولة توظيف الخاصية المركزية للسابقة الجزائرية في خضم سياقات الحرب الأمريكية المعلنة على الإرهاب، وذلک من خلال قراءتها للشـريط السينمائي الذي أنتجه جيلو بونتيکورڤو (Gillo Pontecorvo) سنة 1968 تحت عنوان معرکة الجزائر (La bataille d’Alger)، والذي تم عرضه في بناية البنتاگون أواخر صيف سنة 2003، بهدف توفير دليل تمهيدي، بخاصية إجرائية، لفائدة الجنود الأمريكيين، تشجيعا لهم على الاستئناس بخوض غمار مكافحة التمرد في أجواء العراق بنفسية عالية.

وانتقلت کولب للدخول إلى الحيِّز الزمني الخاص بحقبة ما بعد الاستعمار، وإلى زمن الإمبريالية الجديدة في حالتها الراهنة، عبر تركيزها على سـرديات أدبية أکثر وضوحًا تنحدر من شبه القارة الهندية، ومن بعض المنتمين إلى الشتات من مسلميها. وتعيد المؤلفة صياغة الطريقة التي يتصور بها أحد هؤلاء الكتاب، وهو سلمان رشدي، وخاصة في روايته المثيرة للجدل بعنوان آيات شيطانية (The Satanic Verses)، الإشکالية المفاهيمية والسياسية المتعلقة بمنطقة کشمير، بوصفها حالة نموذجية لآفة الإسلاموية المعاصرة، أو أنها بالأحرى، حالة مثالية يتجسد من خلالها الوباء المستعر للإسلاموية الراهنة. ومن شأن هذا الأمر، أن يسهم في تمديد خط فکري وخطابي في مسيرته ذات الجذور العميقة في سياقات إعادة تخيله لتاريخ الإسلام والشعوب الإسلامية، بداية من أواخر ثمانينيات القرن الماضي.

وقد أنهت أنجولي فاطمة رضا کولب إمبراطوريتها الوبائية باللجوء إلى نقل مضامين تقرير لجنة الحادي عشـر من شتنبر، أو بالأحرى إلى إعادة ترتيبها، بل والعمل على توطينها في موقع جديد. ويتعلق الأمر في هذا الصدد، بوثيقة حكومية سرعان ما تحولت، على نحو مفاجئ، وبشکل ملحوظ، في غمرة المشاعر الجياشة التي تولدت عن تلک الأحداث المؤلمة، إلى واحد من أکثر المؤلفات مبيعًا ومقروئية على نطاق واسع لم يکن متوقعا على الإطلاق. وقد خلصت کولب بمهارة فائقة إلى اعتبار التقرير المذكور، بأنه يمثل نصا وريثا للسـرد الوبائي الاستعماري، فجعلته تابعا للإستوغرافيا الخاصة بالدولة الاستعمارية.  ومن خلال قيامها بهذا النقل، وتحديدها للمعالم الخطابية الخاصة بقضايا العدوى والتشخيص والعلاج أو التعافي، فقد أوضحت الکاتبة تبعا لذلک، وفي سياقات مُحکمَة، طبيعة العواقب الاستبدادية والسياسية لتصور مفهوم الحرب على الإرهاب، وذلک من خلال النموذج العضوي الخاص بالأمن الصحي العالمي والعلوم التي شکلتها وتتألف منها، وما زالت تؤثر في دراستها.

وخلاصة القول، أن المقصود بهذا الكتاب، في المقام الأول، التمكن من تحقيق المساهمة في اقتراح عمل نقدي شمولي لنظريات ما بعد الاستعمار، وفي العمل على تقديم قراءة لشاعرية شمولية أيضا لمرض الإمبراطورية، التي تعترضها أزمات مختلفة تمر منها، ويمكن أن تفضـي إلى تحويل بعض حالات الدوافع المرفوضة إلى قيم معترف بها اجتماعياً في المشهد الجيوسياسي. وکان الدافع وراء البحث الذي تأتَّى إجراؤه في هذا الکتاب نابعا من أسئلة ملحة تتعلق، من جهة أولى، بکيفية انتقال شاعرية أمراض الإمبراطورية وتحركها عبر المشاهد النموذجية والمثالية للسياسة، وللإنتاج الثقافي الاستعماري ومثيله المناهض للاستعمار وما بعد الاستعمار. وتحاول، من جهة ثانية، معرفة کيفية تغَيُّرها وسبل تحقيق ذلک، بموازاة مع ابتعادها عن توصيفات النضال وخصائصه الرامية إلى تحقيق تقرير المصير الوطني، على النحو الموجود في حالتي الهند والجزائر.

ومن خلال تركيز اهتمامها على النصوص التي تعمَّم تداولها بسهولة، وعلى نطاق واسع، في مسارات الإمبريالية والإمبريالية الجديدة، تحاول أنجولي فاطمة رضا کولب نهج التشكيک بمساءلتها لمختلف لاستعارات الوبائية التي تم من خلالها تکوين هذه المعمورة، وذلک بغية استيعاب نظام الأمن الدولي الذي يشکل الإمبريالية الرأسمالية الجديدة للقرن الحادي والعشـرين.

ويعتبر كتاب الإمبراطورية الوبائية من بين المؤلفات الجديدة الصدور ذات القيمة الکبيرة، والجديرة بطريقة شمولية، بمساعدة بشـرية اليوم، حكاما كانوا أو محكومين، على محاولة فهم الأبعاد الضمنية للإكراهات المعقدة جدا، والعواقب الوخيمة جدا، التي باتت تطرحها جائحة كوڤيد 19، (COVID-19).  وانتهت صاحبة الكتاب إلى ختامه بنبرة نضالية إيجابية، لا يمكن التغاضي عنها، حيث حرصت على توجيه الدعوة للتمسك بالأمل في القدرة على تفکيک المنطق المختلف الذي يتحكم في عقول أولئك الذين يبذلون قصارى جهدهم باستمرار لإلحاق الضـرر والخراب بسكان عالم اليوم.

- خالد بن الصغير

جامعة محمد الخامس / كلية الآداب بالرباط

أضف ردا

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.