الأحد , 13 أكتوبر, 2024
إخبــارات
الرئيسية » نـدوات وملفـات » السميائيات وعلم السياسة: بين الفعل المؤثر والمعنى

السميائيات وعلم السياسة: بين الفعل المؤثر والمعنى

– سعيد بنـﮕراد، وتحملني حيرتي وظنونين سيرة التكوين، المركز الثقافي للكتاب، الدار البيضاء/ المغرب-بيروت/ لبنان، 2021.

“وتحملني حيرتني وظنوني” لسعيد بنـﮕراد كتاب متميز.  هو سيرة ذاتية لكنه لا يعرض تفاصيل الحياة الحميمية للكاتب، بقدر ما يركز على مساره الأكاديمي، وعلى الأجواء الفكرية التي عاشها، والتحولات النظرية التي تابعها وتكوّن في قلبها كطالب وباحث ثم كأستاذ للسميائيات.  نتابع من خلال الكتاب حياة سعيد بنـﮕراد ابتداء من قريته لَعْثامْنَة القريبة من بركان، فالجامعة في فاس، إلى الجامعة في باريس، ثم العودة إلى المغرب كأستاذ في جامعة مكناس، ثم في جامعة الرباط، إلى أن نصل إلى مرحلة التقاعد.  يرتبط الجانب الفكري لدى بنـﮕراد أساساً بمجال تخصصه الأكاديمي، السميائيات، ولكنه يختلف عن الجامعيين الذين أصدروا مذكرات، رغم قلتهم، على غرار حسن رشيق، عبد الله العروي، علي أومليل.  بنـﮕراد لا يتحدث عن حياته الحميمية إلا باقتضاب، ولا يقدم مشروعا فكرياً مكتملاً، ولا يتحدث عن حياته بنبرة الوداع، بقدر ما يطرح التحولات التي شهدها حقل السميائيات على المستوى النظري العالمي، و الكيفية التي عاين بها هذه التحولات كطالب، ووظفها في كتاباته وفي دروسه ويستمر في تبنيها في أبحاثه وترجماته.  ولذلك، فإني أقرأ “وتحملني حيرتي وظنوني” كمسار في التحول الذي عرفته البارديغمات المؤثرة في حقل السميائيات على المستوى العالمي، كما يعكسه الإنتاج الأكاديمي لبنـﮕراد الذي لم يتوقف، لحسن حظ قرائه.

ألخص هذه البارديغمات في ثلاثة: المادية الجدلية، سيميائيات كريماص، والسميائية التأويلية.  وعلى مستوى المادة التي اعتمد عليها في كتبه ومقالاته وترجماته فهي انتقلت من السرد، إلى النصوص القديمة، إلى الانفتاح على الصورة، والحياة اليومية، والعالم الافتراضي، ثم العودة إلى النصوص التقليدية.  ولعل بنـﮕراد من الجامعيين القلائل الذين قدموا قراءاتهم بشكل نقدي لهذه الانتقالات التي تبناها خلال مساره، مبرزاً الإضافات النظرية لكل بارديغم في مرحلة تاريخية معينة، ثم السياقات الذي صاحبت تراجع البارديغم وبروز آخر بديل.  كما أنه وظفها لفهم نفسه ولتحديد مواقفه من القضايا السياسية وعلاقاته مع طلبته ومع الناس في سلوكه اليومي.

سأقدم هذه النقلات النظرية لبنـﮕراد ، وأقترح مقارنة بينها وبين النقلات التي عرفتها العلوم السياسية، باعتبارها تشكل الحقل الذي أشتغل عليه.  وهذه المقابلة تسمح بالبحث عن نقط التلاقي بين التخصصات في حقول العلوم الاجتماعية والإنسانية والآداب والفنون، في هذه الحالة السميائيات والعلوم السياسية، حيث إنها تلتقي في إشكالات فكرية وفلسفية مشتركة، بدون أن يتم إخضاع نقط الالتقاء هاته إلى التفكيك والتأمل.  يساعد بنـﮕراد في القيام بهذه المقابلة، لأنه اهتم بالسياسة كموضوع خصص مقارباته السميائية لتحليلها من خلال نصوص نشرها عن رموز الأحزاب السياسية وخطاباتهم السياسية.  يهتم بالسياسة أيضاً كممارسة، سواء خلال مرحلة حياته كيساري معارض، أو كأستاذ غير متحزب فضل ممارسة السياسة عن طريق الفكر انطلاقاً مما سماه “السميائيات النضالية”.

كانت البداية عند بنـﮕراد هي المادية الجدلية، حيث النص لا يحمل معنى مستقلاً، بقدر ما هو تعبير عن حقيقة خارجة عنه، وهذه الحقيقة لدى اليساريين كانت هي الطبقة.  وبالنسبة للمادية الجدلية، النص لا ينفصل على الطبقات ومصالحها المتضاربة.  هذا هو البارديغم الذي حمله سعيد معه إلى فرنسا.

هناك، اكتشف بنـﮕراد سميائيات مدرسة باريس من خلال مؤسسها الأول كريماص.  وحررت السميائيات بنـﮕراد من يقينية ما أصبح يَعتبر أنها “إيديولوجية” المادية المجدلية.   يكتشف بنـﮕراد انطلاقاً من البارديغم الجديد أن المعنى ليس معطى جاهزا، ولكنه سيرورة، وعن طريق السميائيات يمكن التوصل إلى حقيقة معنى النص وحقيقة المعنى فيه عبر سلسة من العمليات المنطقية يشكل المربع السيميائي فيها لدى كريماص، مفتاح السر الدلالي للنصوص.  وهذه العمليات هي من هذا المنظور ذات بعد كوني، باعتبار أن المقولات مشتركة بين كل الكائنات وأن الشرط الإنساني واحد.  تبنى بنـﮕراد نظرية كريماص ووظفها لدراسة النصوص القديمة والقصص الدينية.

لكن لم يلبث أن بدأ الشك يتسرب إلى نفسه.  كان كريماص يتعرض لانتقادات في مغالاته في فصل النص عن محيطه.  لم يعد النص عند بنـﮕراد آلية سلبية في إنتاج المعاني، ولم يعد المعنى رهين قصد النص وحده، بل أُقحم القارئ في معادلة إنتاج المعنى، وأصبح النص بالتالي “طاحونة كبرى منتجة لتأويلات متعددة جزء مهم منها مصدره القارئ.” (ص. 187).  لكن القارئ لا يذهب إلى النص خالي الذهن، أي لا يستوعبه في ذاته، بل يأتي إليه عبر وسيط هو الذي يقود خطاه، وهذا الوسيط هو ثقافته. (ص. 193-194).  وعوض أن تقود السميائيات التأويلية التي تبناها بنـﮕراد إلى معنى محدد، ارتكز هذا البارديغم الجديد على غياب حقيقة راسخة في النص وفي العلامة، وعلى التعددية في إمكانات التأويل.  توسعت اهتمامات بنـﮕراد حيث كل شيء قابل ليصبح موضوع السميائيات السردية: “الطقوس الدينية والاجتماعية والإيماءات والأشكال والألوان وطريقة تهيىء الحساء.” (ص. 156-157) وانتقل بنـﮕراد بعدته النظرية ليقتحم هذه المجالات، ولينفتح على مجالات الصورة، والإشهار، والعالم الافتراضي.

واجه بنـﮕراد في هذه المرحلة الأخيرة مسألة نهاية الحقيقة الراسخة في النص وفي العلامة وكيفية تدبير التعددية التي تدعو لها وتتبانها السميائيات التأويلية.  الجواب الذي تبناه بنـﮕراد لهذا الإشكال المعقد هو ترسيخ مناهج السميائيات التأويلية التي تدعو لسبر أغوار الثقافة المتعددة الكامنة في النص والقبول، بل والاحتفاء، بالتعايش في ظل هذه التعددية.  ولذلك فإن غايات المثقف السميائي الفاعل في الحياة الفكرية والسياسية أصبحت هي “فهم سلوك الناس ضمن تراكباته المرئية وغير المرئية… وهو يساهم في الرفع من شأن الخطاب السياسي ويطرحه ضمن حركية فكرية عامة” (ص. 219)  “تحتكم إلى القانوني الإنساني” (ص. 213).

أعترف بأن هناك قضايا اعتبرتها من شؤون مطبخ السيميائيين التي لن أتطفل عليها ولا أعتبر نفسي مؤهلاً للخوض فيها. لكني وأنا أتتبع النقلات النظرية التي عاينها بنـﮕراد وشارك فيها في حقل السميائيات انتبهت إلى نقط الالتقاء بينها وبين النقلات النظرية التي عرفها حقل العلوم السياسية.

ظل الإشكال النظري الذي يهم السميائيات هو المعنى وكيفية معرفته أو مقاربته.  وظل الإشكال الذي يواجه علم السياسة هو الفعل المؤثر.  كانت المادية الجدلية التي تحدث عنها بنـﮕراد بارديغما مشتركاً بين حقلي السميائيات وعلم السياسة.  الذي يحدد المعنى هو الصراع الطبقي، وهو نفسه الذي يعتبر الفعل المؤثر بامتياز.  وهذا الصراع الطبقي هو بالأساس نتاج البنيات السوسيو-اقتصادية التي يكون الفكر نتاجا لها، ويرتكز دور المحلل في فهم ميكانزماتها وتوظيف هذا الفهم  في شحن الصراع الطبقي بقناعة أن مآلات هذا الصراع محسومة بحتمية تاريخية لا محيد عنها.

لم يكن توظيف المادية الجدلية من طرف معتنقيها منسجما على الإطلاق، بل إنه أفرز خلافات واصطدامات فكرية وسياسية لا زالت قائمة لحد الآن، بالرغم من أن حجم المعنيين بها قل لدرجة كبيرة.  كان الخلاف في قلب المادية الجدلية حول معاني الطبقة أو الطبقات والتحالفات بينها وحول الصراع وطبيعته، لكن هذا الخلاف كان يتم انطلاقا من نفس منطق المادية الجدلية والتي كانت تعني البحث في البنيات السوسيو-اقتصادية، والحاجة إلى إعادة النظر في جغرافيتها على مستوى الدولة الوطنية أو المستوى العالمي، وفي البحث في أنماط الإنتاج (الإقطاعي، الفيودالي، الرأسمالي، الآسيوي)، ومدى عالميتها، وسيرورة الانتقال من نمط إلى آخر.

وكما هو الأمر بالنسبة للمعنى لدى سميائيي المرحلة الأولى عند بنـﮕراد، فإن السياسة، الفعل المؤثر، لم يكن يطرح إشكالاً نظرياً انطلاقاً من المادية الجديدة، بحكم أن السياسة ليست مستقلة عن البينات السوسيو-اقتصادية، وأن هذه الأخيرة تظل مفتاح فهم السياسة وتحديد مسارها.  وبالنسبة للحتمية التاريخية، فإن عدم تحققها لم يكن يشكل أزمة نظرية، لأنها كانت مرتبطة بمستقبل غير مقيد بفترة زمنية محددة، بل ظل مصيراً محتوماً لا محالة.

لا يتحدث بنـﮕراد عن الكيفية التي تبلورت فيها سميائيات كريماص.  لكن بالنسبة للعلوم السياسية برز تيار نظري كمنافس قوي للمادية الجدلية، أو للماركسية بصفة أعم، هو الخيار العقلاني (rational choice).  لعبت هذه النظرية دوراً مشابها للمربع السيمائي لدى كريماص في أنها تعتمد على سلسة من العمليات المنطقية التي اعتُبرت مفتاح فهم أسرار السياسة. ذلك أن الذي يحدد الفعل السياسي هو حسابات الربح والخسارة.  وكما هو الأمر بالنسبة لسميائيات كريماص، فإن هذا البارديغم اعتُبر ذا بعد كوني، بغض النظر عن المحيط الثقافي للفاعل.  إن الفعل المؤثر ليس إلا الصيغة السياسية للفعل الاقتصادي. بالرغم من أن هذا البارديغم ظل يدرَّس أساساً في شعب الاقتصاد، وبالرغم من أنه لم يحظ بقراءة نقدية نظرية على مستوى مقررات شعب العلوم السياسية في المغرب، لكنه أصبح يشكل مرجعاً أساسياً بشكل واع أو تلقائي، في تحليل الفعل السياسي، بل والحياة السياسية عامة.  وكانت من أهم تطبيقات الخيار العقلاني في علم السياسة نظرية اللَّعب (game theory)  التي تعتمد في تحليل الفعل السياسي على تصور الخيارات التي تواجه الأفراد وهم في وضعية معينة وحسمهم في هذه الخيارات انطلاقاً من الحسابات المنطقية لما يحقق لهم أكثر الأرباح وأقل الخسائر.  ولعل الإصرار في الساحة السياسية المغربية خلال الانتخابات على ضرورة تهيىء البرامج الحزبية وتقديمها للناخبين، تنطلق من هذا التصور، حيث صياغة البرامج وعرضها على الناخب، تسمح له باختيار البرنامج الذي يحقق له مصالحه.  كما أن التحاليل التي تفسر فشل الأحزاب أو انتصاراتها بحسابات الربح والخسارة من طرف الناخب، تعكس الخطوط العريضة لنظرية الخيار العقلاني.

حظيت نظرية الخيار العقلاني باحتفاء من الأوساط التي اعتبرت أنها أبرزت أهمية الفاعل (agent) وحرّرته من يقينية وحتمية التحليل البنيوي. وفي نفس الوقت، هناك من وجد أنها تعبر عن ثقة في قدرة العلم وتقنياته على فك أسرار السلوك السياسي.

عرفت دراسات العلوم السياسية التي تأثرت بالفلسفة التشييدية (Constructivist Philosophy) تحولات تلتقي في الكثير من الجوانب مع السميائيات التأويلية.  ارتكز انتقاد التشييديين للخيار العقلاني على أن العقلانية لا تحمل معنى واحداً، بل هي نتاج الثقافة التي تنتجها، وبالتالي فعوض الانطلاق من معنى مسلم به للعقلانية، اعتمد التشييديون على تأويل المعاني التي تحملها في السياقات الثقافية التي توجد فيها.  وكما ظل السيميائيون يؤكدونه، فإن هذه المعاني لدى التشييديين لا تنتقل بشكل تلقائي بل هي تتشكل في تفاعل مع الفاعل المتلقي.  لم يقتصر نقد التشييدين على الخيار العقلاني بل شمل كل المفاهيم المتداولة في البحث السياسي كالحرية، والثقة، والتصويت، والاحتجاج والمناهج المتداولة في تعريفها وأدوات فهمها عن طريق استطلاعات الرأي والاستجوابات والاستمارات.

وباقتحام الثقافة وتأويلاتها للعلوم الاجتماعية على يد أشهر روادها، الأنثروبولوجي كليفورد ﮔيرتز، شهدت هذه العلوم منذ سبعينات القرن العشرين ما أطلق عليها النقلات الثقافية ((the cultural turn، و اللغوية (the linguistic turn) والتأويلية (the interpretive turn) والتي أبرزت جميعها أهمية الثقافة واللغة وبالتالي التأويل في الطريقة التي ننظر ونحلل بها العالم وأنماطه،1  وبتأثير من ﮔيرتز وأتابعه، لم يعد موضوع البحث في هذه المدرسة هو تحديد العلاقات السببية بين الظواهر، بما فيها الظواهر السياسية، بل اكتشاف معانى السلوكات والتعابير.  ويلتقي التشييديون والسيميائيون في أن ليس هناك معنى جوهري قار وواحد للنص ينتقل بشكل سلِسل إلى القارئ المتلقّي بشكل سلبي، بل إن القارئ عن طريق التأويل الذي يقوم به، هو الذي يحدد معنى النص.

لكن التأويل سيتحول إلى فعل سياسي بامتياز.  يبرز سيعد بنـﮕراد الأهمية العملية للسميائية التأويلية في كونها تخلص القارئ من شوائب التأويلات السطحية أو الخاطئة أو المموِّهة أو تلك التي تسعى للسيطرة والتحكم.  وتتحول عملية التأويل إلى تمرين فكري يحرر المتلقي من المعاني التي تفرضها على القارئ سلطةُ النص وسلطة المؤِّول المحترف.  لكن منتقدي السميائيات من منطلق سياسي/إيديولوجي على غرار فوكو، اعتبروا أنها “ليست إلا طريقة لتجنب البعد العنيف والدموي والفتاك للصراع عن طريق اختزاله في حوار هادئ عبر اللغة.”2

لن يلبث التأويل أن يصبح موضوعاً مركزياً في السوسيولوجيا السياسية التي ابتكرت وتبنت مفهوم “التأطير” (framing) الذي ينطلق من أن الأفكار الحاملة للمعاني لا تنتقل من تلقاء نفسها واعتبرته العامل الرئيسي المؤثر الذي يضفى معنى محدداً يتحول إلى فعل سياسي عندما يخلق صدى لدى المتلقي ويدفع به إلى أن يتحول من متفرج (bystander) على هامش الأحداث إلى فاعل من قلب الحدث السياسي عن طريق المشاركة والنضال.

تحتل العلاقة بين التـأويل والفعل المؤثر الموضوع الرئيسي في الصفحات التي خصصها بنـﮕراد للخطاب الإشهاري عن طريق السرد والصوت والصورة الذي يسعى لدفع المتلقي إلى فعل الاستهلاك، ويوسع مجال اهتمامه ليشمل أيضاً الشعار السياسي والانتخابات والنصوص ذات الطابع الديني باعتبارها ليست فقط نماذج تطبيقية للسيمائيات التأويلية بل أيضاً قضايا تسمح للسيميائي ليمارس دوره النضالي في تحرير المتلقي من سلطة النص وسعيه للتوهيم والتحكم.  وبذلك يعود بنـﮕراد ليمارس السياسة ليس من منطلق المادية الجدلية في هذه المرحلة، بل من منطلق السميائيات التأويلية المناضلة التي يوظفها في كتاباته المتعددة.

لكن مجهود السيمائي المناضل الذي يشتغل بإمكانياته الفردية لمنافحة هيمنة المعاني السياسية المهيمنة، على غرار بنـﮕراد ، ونضالات صُناع الإطارات المعبئة الذين تدرُسهم سوسيولوجيا الحركات الاحتجاجية، تبدو متواضعة مقارنة بالأدوار التي أصبحت تلعبها الشركات الكبرى في صنع المعاني وترويجها ونشرها وتوظيفها في مجالات الاقتصاد والسياسية والفكر والفن معتمدة في ذلك على إمكانيات تقنية ومالية غير مسبوقة.  وبذلك، تداخلت عملية صنع المعاني وتأويلها وتوظيفها في المجال السياسي، وتحولت من مهام يتولاها زعماء الأحزاب والتيارات السياسية ومثقفوها صناع إيديولوجياتها، إلى خبرات تقوم بها شركات متعددة الجنسيات تمتلك تكنولوجيات ضخمة في تجميع معلومات لا تحصى عن المتلقي من أجل استهدافه بالمعنى المفبرك من أجله بغرض ضمان أكبر قدر من القدرة على الـتأثير على قراراته وخياراته.  تدعو هذه الوضعية غير المتكافئة إلى متابعة نقدية وبناءة لابتكار المعاني المقاومِة للهيمنة بشكل فعال والداعمة لقضايا العدالة والمساواة.

 

 

هوامش

[1] Jonathon W. Moses & Torborn L. Knutsen, Ways of Knowing: Competing Methodologies in Social and Political Research, Palgrave, 2007, p. 189; Paul Rabinow, & William Sullivan eds., Interpretive Social Science: A Second Look (2nd ed.), Berkeley: University of California Press, 1987.

2 Peeter Selg and Andreas Ventsel.  Introducing Relational Political Analysis: Political Semiotics as a Theory and Method.  Palgrave Macmillan, 2020, p. 116.

هذا النص يحيل على استجوابات فوكو في كتاب:

Power/Knowledge selected interviews 1972-1977,  p. 115.

- عبد الحي مودن

باحث في العلوم السياسية

أضف ردا

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.