الأحد , 13 أكتوبر, 2024
إخبــارات
الرئيسية » نـدوات وملفـات » متشرد بمعطف أسود: تاريخ الغراب

متشرد بمعطف أسود: تاريخ الغراب

بوريا ساكس، الغراب (Crow) التاريخ الطبيعي والثقافي، ترجمة إيزميرالدا حميدان، 2010، هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، 182 صفحة.

 

      تُعَدُّ قصة الغراب والبومة أقدم نص معبر عن صفات الذكاء والمكر لدى الطيور، فهو يعود للقرن الثالث الميلادي. تبدأ الحكاية التي نورد موجزا لها هنا بتجمع الطيور في الغابة لانتخاب ملك جديد يرعى شؤونهم بشكل أفضل بدل جارودا إله الطير العظيم الذي أهمل واجباته، فوقع الاختيار على البومة، وحين اعتلت هذه الأخيرة العرش للتتويج وعلا صياح الاحتفالات الصاخبة حط غراب أسود قرب العرش محدثا بلبلة كبرى طالبا معرفة ما يجري، وحين أخبروه عن التتويج الوشيك للبومة ضحك الطائر الأسود رافضا الفكرة ومحتجا بكون طائر البومة يُصاب بالعمى في النهار، فهل سيقتصر حكمه على الليل فقط؟  وأضاف قائلا: إن جارودا سيغضب كثيرا لأن فكرة وجود ملكين في نفس الوقت لا تستقيم. فقدت الطيور ثقتها بعد إصغائها لحجج الغراب وانفضت من حول البومة وتوقفت مراسيم التتويج. تُحيل رمزية هذه الحكاية بحسب ديزموند موريس إلى أن البومة الحكيمة تبدو تافهة وذات قدرات محدودة أمام دهاء الغراب وذكائه الخارق.

اشتهرت الغربان بالذكاء والمكر منذ القديم، وتبدو بحركيتها الحيوية مختلفة جدا عن بقية الطيور ومتميزة عنهم، ونفس الأمر بالنسبة لأصواتها، فأي علاقة جمعت الغراب بالإنسان عبر التاريخ؟ يُعالج الأمريكي بريا ساكس هذا الموضوع بكثير من العمق والطرافة في كتابه الغراب: التاريخ الطبيعي والثقافي، حيث يتناول حضوره في الأدب والأساطير والثقافة من خلال ثمانية عناوين رئيسية.

من المتفق عليه أن الغربان أكثر الطيور ذكاء، فهي تمتلك أكبر الأدمغة مقارنة بحجمها، مع كثافة انتشار الخلايا العصبية بها، وهذا الذكاء المميز لها بالإضافة إلى الشارب والابتسامة الظاهرية التي تبدو على محياها تجعلها قريبة الشبه بالإنسان، أو على أقل تقدير يمكن تشبيهها بالأطفال الأذكياء في بيئة لا تشجع القدرات الذاتية ولا تقدرها، مما يفسر ضمورها مع الوقت. كما أنها تتمتع بمدة حياة أطول مقارنة بباقي الطيور، إذ تتجاوز العقدين من الزمن، ولا تقيم علاقات مع أكثر من شريك، فهي بذلك حيوانات أحادية الزواج وتمثل الإخلاص في الحب، ولهذا كان المصريون القدامى حين يودون إظهار الوحدة بين إله الحرب أريس وإلهة الحب أفروديت يرسمون غرابين.

الغربان سوداء بالكامل، هكذا تبدو، ومن المعلوم أن اللون الأسود ارتبط بالظلام، فهو لون الليل، ولذلك اعتبرت الغربان في أحيان كثيرة نذير شؤم، فإذا طار غراب منفردا فوق أحد السطوح فهي علامة على موت الشخص الذي يسكن هناك، وإذا نعق قرب شخص مريض فهذا يعني أن أجله قد حان، بيد أن اللون الأسود في بعض الثقافات هو المفضل كما هو الحال لدى الكهنة المسيحيين ومدراء المؤسسات التعليمية.

لطالما اعتبرت الغربان رمزا للموت لكونها تتغذى على الجثث (آكلة الجيف)، لكنها ارتبطت بالذكاء في أحيان كثيرة، فمن المشهور أن بعض الغربان تقوم بكسر قطع الثلج المتجمد على السطح المائلة وتتزلج عليه كما أن منها من يقوم بحمل غصن وإسقاطه مرارا، فيما يشبه اللعب.

ونجد في القصص الحيوانية للحكيم اليوناني إيسوب التي رواها في القرن السادس قبل الميلاد حكايات كثيرة استخدمها ليصوغ دروسا وحكما، منها حكاية الجرة والغراب، ومضمونها أنه في يومٍ صَيْفِي حار، عَطِش غراب فبحث عنِ الماء، وَبعْدَ أن وجَد جَرَّةً حاوَلَ أَن يصِل إِلى الماء بمنقارِهِ، فلَمْ يقدر، فكر طَويلًا ثم نَظَر حوله فوجد حِجارة صغيرة. أَخذ الغرابُ يُلْقي الحجارة في الجَرَّة فارْتَفَع منسوب الماء إلى أعلى، فَشَرِبَ حَتَّى ارْتَوى. وفي اليابان تقوم الغربان بأعمال ذهنية استثنائية، فهي تضع الجوز أمام عجلات السيارات بقصد كسره وتعود لتأكله، وثبت عنها نقر أكياس القمامة بغرض فتحها، وأورد كاتي سنة 1349 حكاية نقر الغربان لعيون الثيران والبغال في المزرعة عمدا، وعندما يرى الفلاحون أن حيواناتهم الداجنة لم تعد ذات جدوى في العمل يقتلونها ويسلخون جلدها، وبهذه الطريقة الماكرة تحصل الغربان على فرصتها لالتهام جزء من الذبيحة. ومما اشتهرت به أيضا اكتشافها بسرعة خدعة الفزاعة في الحقول، وحتى اسم الفزاعة نفسه مشتق من اسم هذا الطائر، فـــ Scarecrow تعني في اللغة الانجليزية الغراب المخيف، بل إن الفزاعة كان هدفها في الأصل إبعاد الغربان عن الحقول وإخافتها، لكنها كانت عديمة الفائدة، وقد أجريت الكثير من التجارب على الغربان وأثبتت ذكائها الكبير.

تجعل الكثير من الروايات الدينية الغربان أساتذة للأحياء ومرشدين للموتى، فقد وردت القصة التي تحكي كيفية تعليم الغراب أول عملية دفن لابن آدم حين قتل أخاه. ذكرت الغربان في العهد القديم عشر مرات ومرة واحدة في العهد الجديد ومرتين في القرآن الكريم. ومن بين الأساطير المتداولة ما يُقال من أن لون الغراب كان أبيض قبل أن تحل عليه اللعنة فغدا أسودا، وكان ذلك بعد أن عصا أوامر النبي نوح عليه السلام، الذي أرسله من على متن القارب للبحث عن اليابسة فلم يعد للفلك. وتبقى أغرب أسطورة بشأن ألوان الغربان تلك التي ترد عند هنود أثاباسكان (شمال كندا)، وهي تذكرنا بقصة قابيل وهابيل، ومفادها أن الغرابين الأولين على وجه الأرض كانا بلونين أحدهما أبيض والآخر أسود، وقد أعمت الغيرة هذا الأخير فقتل أخاه.

ارتبطت الغربان بالموت، فمنظرها وهي مجتمعة على الجثث بعد انتهاء المعارك مشهورة في كثير من اللوحات الفنية والأفلام والمسلسلات، وفي العصر الوسيط بأوروبا شاعت مظاهر التهام لحوم القتلى من طرف الغربان لكثرة الموت سواء بسبب اتساع نطاق الحروب أو لكثرة موتى الطاعون. وفي لوحة انتصار الموت التي اخترناها أيقونة غلاف هذا الكتاب نلاحظ الغراب خلف الفارس الهزيل وهو واقف على ظهر الحصان الذي يقود عربة ممتلئة بالجماجم، ينظر للأسفل حيث يقبع الأموات والمحتضرون.

كل محارب في الماضي كان يعلم أنه لن يفلت من مصيره المحتوم، فلا مناص من أن تأكله الغربان بعد مقتله، وكان هذا الأمر مرعبا جدا خاصة في الثقافة المسيحية التي يعتقد معتنقوها أن قدر الأموات في العالم الآخر يعتمد على ضرورة الدفن، فالجثث الناقصة لا تبعث يوم القيامة. ولهذا كانت تثير فكرة أن تؤكل جثة المرء جزعا كبيرا حتى لدى المجرمين، فالعقوبة تضمنت أحيانا ترك جثث المحكوم عليهم بالإعدام على المشانق ليكونوا عبرة لغيرهم، وغالبا ما كانت التحذيرات من القيام بالجرائم يصحبها التذكير بالمصير المنتظر للفاعل، فبالإضافة إلى حكم الإعدام ستترك جثته أياما في العراء تنهشها الغربان حتما، حتى إن هذا التقليد جعل النطع الذي تتم عليه عملية قطع رؤوس المجرمين يدعى باسم “حجر الغراب”.

منذ نهاية العصور الوسطى وحتى العصر الحديث أصبح تصوير سرب من الغربان يحوم حول المشانق تقليدا في اللوحات الفنية، والاستثناء الوحيد لوحات جسد المسيح المصلوب، حيث لا يتم تصويرها إلى جانبه، وقد كرس الفنان الهولندي فان كوخ صورة الغراب السوداوية باعتباره آكل الجيف وعدو الفلاحين البسطاء في الثقافة الفنية، ومن آخر لوحاته المشهورة قبل انتحاره حقل القمح والغربان (1890). وعلى النقيض منه نجد ادغار الان بو صاحب قصيدة الغراب The Raven، وهي من القصائد التي يقرأها الأطفال بالمدرسة، وقد غدا هذا الطير رمزا مرتبطا بهذا الشاعر، إذ يتم تصويره عادة والغراب على كتفه أو بجانبه.

يحتل الغراب في المسيحية صورة  إيجابية أحيانا، فقد ورد في الاصحاح 17 من سفر الملوك الأول: “وكان كلام الرب له قائلا: انطلق من هنا واتجه نحو المشرق واختبئ عند نهر كريث الذي هو مقابل الأردن  فتشرب من النهر، وقد أمرت الغربان أن تعولك هناك” ويتعلق الأمر بالنبي إليا الذي اعتزل في البرية وتولت الغربان إطعامه، وعلى العكس تماما يحتل الغراب في الإسلام صورة سلبية، فإحدى الأساطير المشهورة تقول إنه في إحدى المرات كان محمد (ص) مختبئا في غار من أعدائه عندما لمحه غراب وكان حينها طائرا أبيض وصرخ الغراب: غار، غار، في محاولة منه إثارة انتباه المسلحين الذين يبحثون عنه، لكن هؤلاء لم يفهموا ما قاله الغراب ومروا بجانب مدخل الغار دون أن ينتبهوا لمن في داخله، وعندما غادر محمد تحول الغراب للون الأسود ولعنه بقوله: “إن الغراب منذ ذلك اليوم صار يردد نداء الخيانة: غار، غار. وهذه الحكاية التي أوردها بريا ساكس في كتابه الغراب لا أساس لها من الصحة، وغير متداولة تماما في التاريخ الإسلامي ولا في كتب السيرة ولا في الذاكرة الشعبية للمجتمعات المسلمة، ومن المفارقات أنها تشبه حكاية طريفة متداولة في إسبانيا مضمونها أن البومة كانت معتادة على الغناء بصوت جميل إلى أن رأت المسيح يقضي على الصليب فلم تستطع بعدها إلا أن تصيح  Cruz Cruz وتعني صليب، صليب.

انفردت بريطانيا بالاحترام الطوطمي للغربان أكثر من أي قسم آخر من أوروبا، وقد ذكر بيير بيلون مؤلف كتاب التاريخ الطبيعي للطيور (1555) أنه كان يمنع منعا باتا إيقاع الأذى بالغربان تحت طائلة التهديد بالغرامة المالية، وقدم المؤلف تفسيرا بيئيا لذلك، فالغربان تستهلك الجيف مما يمنع تحلل اللحوم وتسمم الهواء، بيد أن سرفانتيس الاسباني أعطى تفسيرا آخر في روايته الشهيرة دون كيشوت، حيث ذكر أن الملك البريطاني آرثر تحول إلى غراب وبقي قومه في انتظار عودته، وكانوا بسبب ذلك يتورعون عن قتل أي غراب مخافة أن يكون الملك الأسطوري المنتظر، وقد ساد هذا الاعتقاد الشعبي في ويلز واستمر إلى أواخر القرن التاسع عشر. وقد تكون جذور هذا التقدير مرتبطة بقدسية إله النبوءة والغربان لدى الشعوب الكلتية القديمة، فرمزية الغراب الميثولوجية باعتباره صلة وصل بين عالم البشر والغيب المجهول مشهورة لدى الكلتيين ممن استقروا بانجلترا، وقد تم توظيف هذا المعتقد الأسطوري في المسلسل الشهير صراع العروش، حيث يحضر الغراب ذو الثلاثة أعين. وعلى العكس من ذلك ففي الولايات المتحدة الأمريكية شكل تكاثر الغربان مشكلة كبرى اضطرت معها السلطات إلى سن قوانين مشجعة ساهمت في التقليل من عددهم من خلال منح جوائز مالية لكل من يأتي بأكبر عدد من جثثها، كما منحت لبعضهم مقابل ذلك قطع أرضية كبيرة في الجزء الغربي، لكن مع منتصف القرن التاسع عشر بدأ المزارعون يعيشون عواقب غيابها، إذ أصبحت المحاصيل مهددة بسبب الديدان أكثر بكثير مما كانت مهددة من طرف الغربان، لأن هذه الأخيرة تفضل التهام الحشرات والديدان على الحبوب.

في عصر النهضة ارتبطت الغربان بأعمال الشعوذة، حيث تحضر الغربان في العادة كمرافقات للسحرة. إن ما نسميه العالم الحديث الناتج عن سلسلة من التحولات لم يكن يوما محل إجماع بشأن بدايته، فليس من السهل على الباحث-حسب هربرت فيشر- تحديد تاريخ فاصل بين العصرين الوسيط والحديث، فالانتقال بينهما حدث بالتدريج ولم ينتج دفعة واحدة، ثم إنه في بلد ما أسرع من بلد آخر، كما أن هذا التحول لم يشمل العالم بأسره، وهو ما يفسر صعوبة التمييز بين الفترتين في التاريخ البشري، بيد أن الأمر في تاريخ الغربان ممكن، إذ جعل البعض من حريق لندن سنة 1666 بداية للتاريخ الحديث ونهاية للعصر الوسيط، فقبل هذا التاريخ وصل تبجيل الغربان لمكانة كبيرة جدا، لكن بعد أن شبت النيران في مخبز بالقرب من جسر لندن، واستمرت ملتهبة أسبوعا كاملا مخلفة تدمير حوالي 13 ألف منزل تغير المنظور للنقيض، ذلك أن السلطات المحلية لم تتمكن من التعامل مع الخراب الناتج عن الحريق المهول، ولم تستطع دفن الموتى بالسرعة المطلوبة، وقد أصيب الناجون بالذعر والتقزز وهم يرون أسرابا  كثيرة من الغربان تنقر جثث ذويهم المحروقة، وناشد المواطنون الملك بإصدار أوامر لإبادتها، وقُتلت آنذاك أعداد كبيرة منها ودمرت أعشاشها، فتذكر الملك تشارلز الثاني الأسطورة التي تؤكد حماية الغربان لمملكته فأمر بإحضار سيد الغربان للتعامل معها. إن الإبادة هنا كانت مصحوبة بالتعاطف الكبير.

من بين الخرافات الأخرى المرتبطة بالغراب تلك التي تتحدث عن محاولته ارتداء الريش الملون في محاولة فاشلة منه لتقليد الطاووس، وغالبا ما كانت تُحكى هذه الخرافة لأولئك الذين يطمحون إلى الارتقاء لمستويات اجتماعية لا تتناسب ووضعيتهم، وقد كانت تروى في القرن التاسع عشر لتأكيد التمايز الطبقي وشرعنته. لاحقا وظفت فرنسا -خلال الحرب العالمية الأولى- ملصقا للدعاية المضادة ضد ألمانيا يتضمن قردا على هيئة غراب ينظر في المرآة وهو يحاول أن يغدو طاووسا دون جدوى، ومع بداية الحرب العالمية الثانية (10 يونيو 1940) نشرت صحيفة لندنية صورة ساخرة يظهر فيها هيملر وقادة النازية الآخرون كغربان يجلبون الدمار أينما حلوا وارتحلوا.

وفي إطار الدعاية المضادة دائما نُشرت قصيدة ساخرة سنة 1837 عن غراب زيتون مخادع اختطف خاتم الكاردنال وهو في قداس، وبعدما اكتشف الرهبان مكانه واسترجعوا الخاتم أحس الغراب بالخجل الشديد فتاب والتحق بركب القديسين مواظبا على الصلوات وواعظا للمذنبين، وحين توفي طُوِّبَ قديسا باسم “جيم كرو”، وقد أصبح هذا اللقب جزءا من العروض الكوميدية المصحوبة بمقاطع غنائية في الولايات المتحدة الأمريكية يؤديها الرجال البيض بوجوه سوداء ويقومون بأدوار أشخاص كسالى ومحتالين وجهلة ومدمنين في إحالة عنصرية مباشرة على السود من أصل إفريقي، وقد اتخذت هذه المقاطع بعد ذلك معنى للتعبير عن حالة احتقار الشماليين للجنوبيين السود، وحين تم تبني حالة العزل اتخذ هذا الاسم لفظا استعمل منذ القرن التاسع عشر بشكل واسع، وقد تحولت عبارة “جيم الغراب” إلى “قائمة  الغراب”، وهي لائحة من  الممارسات لعزل السود وفصلهم عن جوهر حياة البيض في أمريكا، وتحديدا بالولايات الجنوبية، حيث كان يعمل بهذا القانون خلال فترة ما يعرف بإعادة البناء، من عام 1877 وإلى غاية بداية حركة الحقوق المدنية خلال خمسينيات القرن العشرين.

نختم هذه المقالة الموجزة بحادث مأساوي يعود لسنة 1993، ويتعلق الأمر بفيلم الغراب، والذي تدور أحداثه حول مغني روك شاب يدعى أليكس درفن تم قتله رفقة خطيبته من طرف عصابة، وبعد عام يأتي غراب إلى قبره لمساعدته على العودة من عالم الأموات لينتقم من الفاعلين الواحد تلو الآخر، وقد لعب دور البطولة براندون لي الذي ليس سوى ابن الأسطورة بروس لي، وحدث خلال تصوير أحد المشاهد النهائية  ما لم يكن متوقعا، فمسدس يفترض إطلاق رصاصات فارغة منه على البطل كان محشوا برصاص حقيقي، مما أدى إلى إصابة براندون في عموده الفقري، وبالرغم من  إجراء عملية جراحية عاجلة له إثر الحادث، إلا أنها  لم تكلل بالنجاح، فقد توفي بعدها مباشرة. كان آنذاك في الثامنة والعشرين من عمره، ولم يجد المخرج الأسترالي اليكس بروباس حرجا في الاستعانة بممثل بديل لإتمام ما تبقى من المشاهد الأخيرة. تم عرض الفيلم سنة بعد ذلك محققا نجاحا باهرا، ورغم أن تقرير الشرطة اعتبر مقتل بطل فيلم الغراب مجرد حادث عرضي فإن الشائعات بشأن قصدية الفعل لازالت تتداول إلى يومنا هذا.

- خاليد فؤاد طحطح

أستاذ باحث في التاريخ

أضف ردا

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.